عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

قبل أيام احتفلت مصر بيوم الشهيد، فى ذكرى وفاة الفريق عبدالمنعم رياض على جبهة القتال خلال فترة حرب الاستنزاف فى مارس عام 1969، ويعد الفريق الشهيد عبدالمنعم رياض واحداً من القادة العسكريين المصريين الأفذاذ الذى شارك فى الحرب العالمية الثانية عامى 41، 42، كما شارك فى حرب فلسطين عام 1948 والعدوان الثلاثى على مصر عام 56 وحرب 67، وفى فترة حرب الاستنزاف قرر الفريق عبدالمنعم رياض تفقد الخطة المصرية الموضوعة لتدمير خط بارليف، وتوجه صباح 8 مارس 69 إلى جبهة القتال والوقوف على آخر البطولات التى سطرها الجيش المصرى فى تدمير نقطة حصينة للعدو على جبهة القتال فى الضفة الشرقية للقناة، وبعد أن تنقل بين عدة مواقع على طوال خط الجبهة وأثناء تواجده بأحد الخنادق أطلقت المدفعية الإسرائيلية قذائفها، ليصاب الفريق عبدالمنعم رياض ببعض الشظايا التى تسببت فى استشهاده فى ميدان الشرف، وتعلن مصر الحداد وتخليد ذكراه فى التاسع من مارس من كل عام، ويتحول إلى يوم الاحتفال بالشهيد تأكيدا على أن مصر لا تنسى أبطالها البواسل وكل من يضحى من أجل صون ترابها الوطنى وأمنها واستقرارها.
< ولأن يوم الشهيد بات ذكرى وطنية هامة تحتفل به مصر على أعلى مستوى، فى ظل ما تواجهه مصر من مخاطر كتبت عليها منذ آلاف السنين لأسباب كثيرة يأتى على رأسها موقعها الجغرافى وتوسطها لدول العالم وامتلاكها لأهم مجرى ملاحى عالمى يربط الشرق بالغرب «قناة السويس»، وكذلك قدر مصر أن تكون الدولة العربية الكبرى التى تشكل رمانة الميزان وعمود الخيمة فى المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى تأثيرها الأدبى والمعنوى بكل ما تملكه من قوى ناعمة ذات تأثير عميق فى وجدان الشعوب العربية، وامتلاكها لواحد من الجيوش العريقة الذى يفرض التوازن الاستراتيجى فى المنطقة بكاملها، كلها عوامل تحتم على مصر أن تحتفى على مستوى كبير بأبنائها من الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن على مدار تاريخه الطويل فى لمسة وفاء تعبر عن قيم الدولة المصرية العظيمة تجاه أبنائها من أسر الشهداء، ويحسب للرئيس عبدالفتاح السيسى اهتمامه الشخصى بأبناء وأسر الشهداء فى رسالة لها أكثر من مغزى ومعنى ليس للمصريين وحدهم وإنما للعالم أجمع، بأن مصر لديها رجال وأبطال ساهرون على حمايتها وأمنها واستقرارها ولديهم القناعة والشجاعة والقدرة على حماية وصون هذا الوطن فى مواجهة كل المخططات والمؤامرات الخارجية والداخلية وليس أدل على ذلك من نجاحهم فى دحر الإرهاب المنظم والمدعوم خارجياً فى سنوات قليلة.
< الحقيقة أن مصر برغم كل الصعوبات الاقتصادية التى تمر بها، لأسباب تاريخية وأيضاً دولية، وعجز حكومى فى الملفات الاقتصادية، إلا أنها تبقى درة وميزان الشرق الأوسط وتمتلك فرصاً واعدة يمكن من خلالها تجاوز كل الصعاب الاقتصادية والانتقال نحو التنمية الشاملة، خاصة بعد أن تم الانتهاء من البنية التحتية والأساسية الجاذبة للاستثمار.. وفى اعتقادى أن مصر تحتاج فى هذه المرحلة إلى حكومة سياسية قادرة على الاستفادة وجذب خبراء الاقتصاد وعلماء مصر فى هذا المجال مثل الدكتور محمد العريان والدكتور محمود محيى الدين وغيرهم من المصريين المبدعين فى هذا المجال من داخل مصر وخارجها، لوضع روشتة علاج وخارطة طريق للاقتصاد المصرى بعيدا عن الحلول المؤقتة، والاستفادة من كل كنوز وموارد مصر الطبيعية، وخلق الفرص الاستثمارية، وقبل أيام أشرت إلى أن مشروع رأس الحكمة يجب أن يكون مجرد بداية لعشرات ومئات المشروعات الاستثمارية الكبرى فى شتى المجالات، وهذا لن يأتى إلا برؤية وعلاج شامل للاقتصاد المصرى من خلال الخبراء والمتخصصين، بحيث تكون الحكومة منفذاً جيداً وصاحب قرار شجاع لمثل هذه الخطط والرؤى بعيدا عن التوجيهات فقط، كما يجب أن تكون هناك قرارات جريئة وحزمة من الحوافز والتشريعات لجذب الاستثمار المحلى والقطاع الخاص المصرى الذى يؤدى بطبيعة الحال لجذب رؤوس الأموال الأجنبية.
حفظ الله مصر