رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

الكاتب الفرنسى يوجين يونسكو، أحد أهم أدباء المسرح المجددين فى شكله ومضمونه وبعد ما يقرب من عشرة أعوام من كتاباته الأولى استقر على مسرح اللامعقول؛ حتى صار سريعًا واحدا من أهم رواده إلى جانب صموئيل بيكيت وايون لوكا والفريد جارى واوكتاف ميريو.. ولد يونسكو فى رومانيا عام ١٩٠٩ وكانت للحروب المتعاقبة التى عاشها اثر كبير فى تكوينه فقد هاجر إلى فرنسا عام ١٩٣٨ ثم عاد هو وزوجته إلى رومانيا عام ١٩٤٠ وبعد أن دخلت رومانيا فى الحرب العالمية الثانية عام ١٩٤١ كجزء من قوى المحور المتحالفة مع ألمانيا وإيطاليا واليابان ازداد عنده التشبث بكتاباته العبثية الرافضة لكل ما هو قابل للتفاوض مع العقل والمنطق.
كتب يوجين يونسكو سبعا وعشرين مسرحية إلى جانب قصصه ومذكراته ومقالاته النظرية.
فوق مسرح الدكتورة نهاد صليحة بالهرم شاهدت منذ أيام مسرحية مستوحاة من أربع مسرحيات ليونسكو هى (المغنية الصلعاء) و(التحيات) و(جاك والامتثال) و(الرجل ذو الحقائب) قدم المسرحية شباب (فريق ٩٠٢) المستقل.. 
كتب المسرحية سعيد سالمان وأخرجها جورج جيهام.. الجهد المسرحى الكبير الذى لمسته من العرض زاد حماسى لرؤيته أكثر من مرة، الديكور -برغم ضعف الإمكانيات المادية- كان معبرا بعمق للرؤية وساهم فى تعميق الفكرة نفذ الديكور رومانى جرجس ورضوى طارق المكياج كان حاضرًا بقوة فى المسرحية مثل كل اعمال يونيسكو؛ نفذ المكياج ميار المحمدى وعزة عرفات والإضاءة كانت موحية ومكملة لمفردات الحوار للفنان محمود الحسينى.
أبطال العرض أحد وأربعين فنانا تمكنوا من تجسيد المسرحية ببراعة وفهم وأمانة فى توصيل مفاهيم يونيسكو. ومن الصعب التوقف عند اسم دون الآخر فالجميع أدى دوره بجهد واضح؛ اذكر فنانين مثل عبدالرحمن حاتم وندى أحمد وندى حسين وأحمد هشام ومينا مدحت ورام يوسف وجورج عصام وسيلفيا طلعت ومريم باريس وحازم داغستانى.
العرض المسرحى الناجح جعلنى أشعر بتفاؤل كبير وثقة نحو المزيد من العطاء فى الفكر المسرحى. هذه الفرقة الشبابية (فريق ٩٠٢) المستقل أضاء لنا الكثير من أركان الإبداع والابتكار والتجديد فى عالم المسرح المصرى.. والذى اسعدنى اكثر هو جمهور الحاضرين وأغلبهم من الشباب، الذين أصروا على حضور مناقشة المسرحية مع الكاتب والمخرج والفنانين.. وهو وعى يبشر بكثير من الأمل فى عودة مسرحنا الجاد الاصيل بكل شروطه وقدرته على التغيير والتطوير والتثوير الفكرى. 
[email protected]