عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تعيشى يا بلدى

فى مثل هذه الأيام من الشهر المبارك منذ أكثر من ثلاثين أو أربعين عاماً كنا نتابع بشغف ما يقدمه التليفزيون المصرى من أعمال درامية متنوعة ما بين التراجيدى والكوميدى بجانب فوازير رمضان التى كانت قالباً استعراضياً متفرداً.
خريطة التليفزيون لم تكن مزدحمة بالمسلسلات لكنها كانت تحظى بمتابعة الملايين، فمن منا ينسى «ليالى الحلمية» للكاتب المبدع الكبير أسامة أنور عكاشة والمخرج إسماعيل عبدالحافظ، من منا ينسى سليم باشا البدرى والعمدة سليمان غانم وزينهم السماحى، ونازك السلحدار، فقد كنا ننتظر فى كل ليلة معهم مزيداً من الإبداع من خلال فن هادف يرسخ للقيم والمبادئ.
من منا ينسى مسلسل «دموع فى عيون وقحة» وشخصية جمعة الشوان التى جسدها باقتدار النجم الكبير عادل إمام، شفاه الله وعافاه، من تأليف الراحل صالح مرسى والمخرج يحيى العلمى، والمأخوذ عن قصة حقيقية من ملفات المخابرات العامة المصرية،
من ينسى إبداعات المخرج الكبير محمد فاضل الذى كان علامة وأيقونة النجاح والإبداع فى رمضان وكون مع الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة ثنائياً ناجحاً فى مسلسلات (أبنائى الأعزاء شكراً) 1979، (وقال البحر) 1982، (أبوالعلا البشري) بجزئيه 1985- 1996، (عصفور النار) 1987، (الراية البيضا) 1988، (أنا وأنت وبابا فى المشمش) 1989، (النوة) 1991.
ولا يمكن أن نتذكر مسلسلات رمضان دون أن نذكر مخرج الروائع يحيى العلمى الذى يكفيه فقط مسلسلا «رأفت الهجان» بأجزائه الثلاثة بطولة النجم الراحل محمود عبدالعزيز، و«هو وهى» لسعاد حسنى وأحمد زكى، ولم تكن السهرة فى رمضان تحلو وتكتمل بدون الفوازير التى بدأها المخرج الراحل محمد سالم وقدمها عدة سنوات فى أواخر الستينات وأوائل السبعينات بطولة ثلاثى أضواء المسرح سمير غانم وجورج سيدهم والضيف احمد وتوقفت بوفاة الضيف أحمد عام 1970.
هذا اللون من الفن تميز به التليفزيون المصرى وكان أحد الأشكال الفنية التى ارتبطت بالشهر الكريم، وحققت نجاحاً كبيراً لدى الجمهور المصرى والعربى، على مدار سنوات طويلة وكانت تجمع بين الفكاهة والمعلومة والأغنية والاستعراض، وتسلمها بعد محمد سالم الراحل فهمى عبدالحميد،وتنقل عبر سنوات ما بين
نيللى أو شيريهان وسمير غانم، كانت لكل منهم بصمة مميزة على يد المخرج المبدع فهمى عبدالحميد.
هؤلاء جميعاً وغيرهم كثير لا يتسع المقال لذكرهم صنعوا تاريخ التليفزيون المصرى الذى كانت له الريادة الإعلامية منذ أن بدأ بث التليفزيونى فى 21 يوليو 1960 والذى نتمنى أن تعود له الريادة مرة أخرى بأعمال راقية بعيداً عن مخاطبة الغرائز والترسيخ للبلطجة والعشوائية.