عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بعض الأشياء عندما تقع تحت أيدينا، نجدها تفجر داخلنا الكثير والكثير من الذكريات.. وربما نجد الدمع يكاد يفر من مآقينا.. ونسأل.. ولم ولن نجد الإجابة.. لماذا لم تبق تلك الأيام.. ويبقى الصمت هو سيد الموقف.. بين يدى كتاب (المشكلة الخلقية) للدكتور زكريا إبراهيم أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة (رحمه الله).. وهو أستاذ متميز وله العديد من الكتب المعروفة والهامة والجميلة فى العرض والأسلوب.. هذا الكتاب كلما تناولته يفجر فى داخلى الكثير والكثير من الذكريات، وقد أخذت الكتاب من صديقى أيام الجامعة فى القرن الماضى.. انه الصديق العزيز والجميل.. سعد عبدالرحيم أبوراية من (طهطا – سوهاج).. أذكر أننى تلاقيت معه عندما كنا فى قسم الفلسفة بكلية آداب المنيا، هو يتسم بخط رفيع جدا وجميل.. له تجربة فى الكتابة لكنه لم يستمر فيها.. يتميز انه رقيق ومهذب ومثقف.. كنت أتمنى أن يضع فى اعتباره أن يكمل الدراسة، دراسات عليا وماجستير ودكتوراه.. فهو من العقليات الجيدة.. وكنت أتوقع أنه يمكن أن يحقق الكثير من النجاح.. لكن لكل إنسان ظروفه الخاصة به.. وقد حصل على الليسانس.. وذهب إلى الصعيد سوهاج.. أيضا هو يمتلك اللغة الانجليزية تصل إلى درجة العشق، فيبحث عن الكلمة واشتقاقاتها وعمل فى مجال التعليم كمدرس فلسفة للمرحلة الثانوية.. وهو من الأساتذة المؤثرين بلا شك فى طلابه.. أهم ما يمكن الوقوف عنده أن الأستاذ سعد عبدالرحيم أبوراية.. فى أيام الدراسة تجده خير صديق ووفى.. يتسم بالاتزان العقلى ورزين وهادئ.. على درجة عالية من الأخلاق والأدب فتستريح للتعامل معه.. لديه إحساس رائع وسرعان ما كان يعبر عن كل ما نمر به من مواقف على هيئة أشعار ولعل أهم ما يميزه أيضا أن لديه رأى تجاه كل شئ.. فهو لا يقبل أن يكون مجرد متلقى أعمى أو إمعة فى الخضم.. لكن له رأى وله قدرة على تحليل المواقف والأحداث.. ولكن للأسف مثل تلك السمات غالبا ما يتم وأدها والتخلص منها هلال العمل الوظيفى العقيم.. فالعمل داخل الوظائف يقتل فى داخلنا الكثير من المميزات، وخاصة التربية والتعليم فهى مهنة قاتلة لكل شىء فى الإنسان.. وتحول الإنسان إلى مجرد آلة.. وعملية مملة كشكول التحضير وعناصر التحضير.. أهداف عامة وأهداف خاصة وكلام ممل بكل المقاييس.. كنت اشعر بالضيق وكثيرا ما كنت اصطدم بالموجهين من هذا الكلام الغريب.
كانت أيام الدراسة جميلة وصديقى سعد أبو راية قضاها فى المنيا وقد كانت سنوات جميلة، لذلك كثيرا ما أشعر بالحنين إلى تلك الأيام الماضية وأتذكره وأراسله على الفيس بوك بين الحين والآخر. ولعل أجمل ما فى الذكريات أنها تأتى مبرأة من كل مكدراتها.. الذكريات تأتى إليك بشكل رقيق.. فتشعر فيها بالخفة والرقة.. ويصبح التمنى فى إعادتها أو الرجوع إليها هو الغالب.. وهذا هو المستحيل.. فتشعر الذات بكثير من الأسى والشجن.

 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال
أكاديمية الفنون