رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كشف العدوان الإسرائيلى على غزة وموت المعارض الروسى أليكسى نافالنى أخلاقيات الحكومات الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية فى التعامل مع القضايا.. ازدواجية المعايير التى جعلت السياسة هى الغالبة على التصرفات الغربية وليس كما يدعون القيم الإنسانية التى يزعمون أنهم يتبنونها.
قتل 30 ألف شخص منهم أطفال ونساء وعجائز لم يهز شعرة فى رؤوسهم ولم تتردد الولايات المتحدة لحظة فى استخدام الفيتو ضد مشاريع قرارات تدعو لوقف إطلاق النار فى حين عندما مات نافالنى سمعنا صراخهم يسد آذاننا ويكيلون الاتهامات بالوحشية للرئيس الروسى وحكومته، وسارع الرئيس الأمريكى واستقبل أرملة وابنة نافالنى، وأعلن عن توقيع عقوبات جديدة على روسيا بل وصل الأمر إلى دخوله فى وصلة ردح وشتائم للرئيس الروسى.
القيم الغربية التى صدعونا بها لسنوات وفرضوا انفسهم أوصياء على الحريات وعلى حقوق الانسان سقطت فى غزة، وتأكدت مع وفاة المعارض الروسى الذى أدنا حبسه أو تقييد حريته واستنكرنا وتضامنا معه فى وقت صمت الغرب على التنكيل به قبل الحرب الروسية الأوكرانية.. فالخلاف السياسى هو الذى يحكم الغرب والانحياز والعنصرية أساس التصرف والتحرك الغربى فلا يهم موت 30 أو 40 ألفاً من العرب والمسلمين ولكن موت شخص واحد من الغرب تقوم الدنيا ولا تقعد.
ازدواجية المعايير الغربية أضرت بالحركة الحقوقية الدولية ليس على مستوى المنظمات الدولية الحكومية التابعة للأمم المتحدة لكن على مستوى المنظمات غير الحكومية الدولية والإقليمية والمحلية، فالخلط بين تصرف الحكومات الغربية والتأييد الأعمى للعدوان الإسرائيلى على غزة أدى لحالة من الخلط لدى كثير من الناس حتى وصل إلى مسئولين كبار فى الدول ووزراء فى الحكومات المختلفة فهم أصبحوا لا يفرقون بين مواقف الحكومات الغربية ومواقف المنظمات الأممية وهى منظمات حكومية وبين المنظمات غير الحكومية 
ويجب أن نشير إلى ان جميع منظمات حقوق الإنسان العالمية والإقليمية والمحلية غير الحكومية أدانت وتدين وتفضح الممارسات الإسرائيلية فى قطاع غزة ولم تتخلف أى منظمة عن إدانة العدوان والتحرك القانونى ضده فى أروقة الأجهزة المعنية بالأمم المتحدة.
وهذه المنظمات تمارس ضغوطاً على كريم خان المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية للإسراع بالتحقيق فى جرائم الحرب والإبادة الجماعية التى ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلى بأوامر مباشرة من قادة الكيان الصهيونى وتقديمهم للمحكمة الجاهزة فى نظر هذه الدعاوى لكن الضغوط السياسية على المدعى العام جعلته يتباطأ فى التحقيق وهو محل استغراب من الحقوقيين فى مختلف دول العالم.
أما مؤسسات الأمم المتحدة وخاصة المفوضية السامية لحقوق الإنسان والمقررين الخواص والمجلس الدولى ومنسقى المساعدات الإنسانية والإغاثية ومنظمات الصحة والبيئة واللاجئين وغيرها لم تتخاذل فى دعم الشعب الفلسطينى وفضحت فى تقاريرها الجرائم الإسرائيلية ومنها ما استندت إليه جنوب إفريقيا فى الدعوى التى أقامتها ضد إسرائيل امام محكمة العدل الدولية. 
الحكومات الغربية والولايات المتحدة الأمريكية سوف تدفعان ثمن هذا الموقف والمعيار المزدوج والعنصرية فى التعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان، فقد سقط عنها أى كلام حول القيم الغربية التى تحترم الإنسان، وسقط عنها الحديث عن حماية حقوق الإنسان فى العالم، وفقدت ملايين المؤيدين لها فى دول العالم الثالث الذى كان يعتقد ان دول الغرب وأمريكا هما ارض العدل والمساواة والتآخى.