عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ينحاز للكيان الصهيونى ضد الفلسطينيين

موقع اجتماعى.. لخدمة مجرمى الحرب!

بوابة الوفد الإلكترونية

على مدار العقد الماضى، تحول فيسبوك من مجرد منصة للتواصل إلى جزء أساسى ومحورى من حياتنا الرقمية، ومع زيادة شعبيتها أكثر تحولت شبكة الإنترنت إلى مكان مغلق تسيطر عليه أربع أو خمس شركات كبرى، وهو ما يُعرف بـ«مركزية الإنترنت»، وقدم «فيس بوك» مساحة لحرية الرأى والتعبير، وتجلى ذلك خلال «ثورات الربيع العربى»، خصوصاً فى تونس ومصر وسوريا والجزائر، حيث أصبحت المنصة أداة للتنظيم وتبادل المعلومات والخبرات، كما عززت شعور الكثيرين من الشباب العربى بوحدة الهدف وأتاحت لهم التواصل بشكل مباشر، إلا أن تلك الحرية بدأت تتراجع، حيث خلق «فيس بوك» أرضاً خصبة لمجموعة من الأنظمة التى سخرته لخدمة مصالحها السياسية، فالشعبية المدوية والتأثير اللافت للموقع جعله، كما يرى المحللون، ساحة كبرى للاستغلال السياسى من قبل العديد من الجهات والحكومات فى العالم، حيث سعت هذه الجهات لاستخدام الموقع لتحقيق مكاسب وأهداف سياسية وأمنية عديدة.

هذا الوضع دفع جوليان أسانج صاحب موقع «ويلكيكس» الشهير إلى وصف موقع «فيس بوك» بأنه «أكبر آلة تجسس اخترعت على مدار التاريخ»، ويرى أن مستخدمى هذا الموقع «يقدمون خدمات مجانية لصالح المخابرات الأمريكية التى بمقدورها الحصول على بيانات هؤلاء المستخدمين بدون موافقة أو علم إدارة «فيس بوك»، التى تقول إنها تتعرض لضغوط متزايدة من قبل حكومات كثيرة من بينها حكومات عربية، للحصول على بيانات بعض المستخدمين.

وفى حرب غزة بداية من يوم 7 أكتوبر 2023، ظهرت واحدة من فضائح «فيس بوك» العالمية، حيث كان واضحًا انحياز الشبكة لإسرائيل ضد غزة وتقييد الحسابات المؤيدة لفلسطين لمدة تتراوح بين 3 و30 يومًا، واستخدمت المنصة خوارزمياتها بصورة وحشية تمامًا، بمجرد أن تظهر كلمات مثل إسرائيل أو فلسطين، يتحول الأمر إلى ما يشبه العقاب الجماعى دون النظر حتى إلى السياق. كما أن رسائل الدعم للمدنيين الفلسطينيين تم إخفاؤها من المنصات، وقام فيسبوك بقمع الحسابات التى دعت إلى احتجاجات سلمية. 

وفى هذا السياق يقول على هذا الخبير السياسى هشام علما: «إن هناك أهدافًا من انتشار مواقع التواصل الاجتماعى بعضها أهداف عامة مثل المعرفة والتثقيف وتبادل الاّراء والأفكار وإبداء كل فرد لرأيه وفكره بدون قيود فى ظل الحجب والحظر، إلا أن الهدف الرئيسى من هذا الأمر هو تحريف الحقيقة وحذفها، برغم أن المادة 19 من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان تنص على أن لكل شخص الحق فى حرية الرأى والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أى تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأى وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية».

ولفت «علما»، إلى أنه يقع على عاتق الشركات التجارية مسئولية احترام حقوق الإنسان من خلال تحديد ومعالجة الآثار الحقوقية لعملياتها، وتوفير سبل إنصاف فعالة، وبالنسبة لشركات التواصل الاجتماعى، تشمل هذه المسئولية التحلى بالشفافية والمساءلة فى الإشراف على المحتوى لضمان أن تكون قرارات إزالة المحتوى ليست مفرطة فى نطاقها أو متحيزة.

وأضاف: أن «فيس بوك» منحاز بشكل واضح لإسرائيل فى أى أزمة عالمية، ويأتى ذلك لعدة أسباب تتعلق بوجود مقر الشركة فى الولايات المتحدة الأمريكية والتى تعتبر إسرائيل صديقة والمنظمات الفلسطينية إرهابية، موضحا أن الفترة الماضية شهدت غلق عدد كبير من الصفحات الشخصية التابعة لمؤسسات لمجرد أنها تنشر بيانات خبرية بحتة عن المقاومة الفلسطينية ودورها وهو أمر لا يمكن أن يصنف سوى انحياز كامل لجانب على حساب الآخر ومحاولة للتحكم فى اتجاهات الرأى العام على مواقع التواصل الاجتماعى، كما أن البديل الأفضل لمواجهة رقابة منصات التواصل على المحتوى الفلسطينى هو تشجيع ناشطين غربيين على تبنى القضية الفلسطينية ونشرها على نطاق واسع، واستقطاب كتاب ورموز غربيين ومؤثرين لنشر الرواية الفلسطينية.

من جانبها، أشارت حنان أبو سكين، أستاذ العلوم السياسية المساعد بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية، إلى أنه على الرغم من قدر الحرية الذى يتمتع به الأشخاص الآن بعد أن تحول الإنترنت لوسيلة جديدة يتم التعبير فيها عن آرائهم فى الموضوعات المختلفة التى تطرح على الساحة السياسية، إلا أنها صارت وسيلة للتأثير الاجتماعى والسياسى من خلال ما تتمتع به من سمات تتمثل فى المرونة، والمجانية بشكل نسبى، والتفاعلية والإتاحة المستمرة بين كافة الأوساط والفئات المجتمعية، الأمر الذى جعلها الفاعل الأكثر تأثيرا فى موجات الحراك الجماهيرى التى شهدها العالم كله وليس العالم العربى فقط خلال السنوات الأخيرة.

وأضافت «أبوسكين»، أن الوظائف الأساسية لموقع «فيس بوك» تتمثل فى كونه وسيلة للتواصل الاجتماعى والتعرف على العالم الخارجى ومعرفة الجديد بين رغبة التعلم والاستفادة العلمية، ولكن ما حدث فى العالم العربى هو أن صارت استخدامات الموقع فى غير محلها حتى أصبح وسيلة تهدد الأمن المجتمعى بشكل عام، سواء من خلال بث الشائعات والأخبار المغلوطة، أو إثارة الفتن بين الأفراد والجماعات بل والدول

كما أن «فيس بوك» بات منحازا لمعظم القضايا، بل وانه يقوم بتوجيه الآراء وطمس الحقائق، وأصبحنا نرى أنه لا توجد حرية رأى وتعبير، ولكنه فى بعض الأحيان يساعد على توصيل صوت المواطنين للسلطة، وهناك بعض القضايا التى يناقشها المجتمع يرد عليها مجلس الوزراء سواء بالنفى أو توضيح الحقيقة.