رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حتى نلتقى

لأن للحب روعة لا شبيه لها، ولأن ألوانه المبهرة تمتع الأفئدة وتسر الناظرين، فإن العالم أجمع يحتفل فى الرابع عشر من فبراير كل عام بعيد الحب، ورغم أن المعلومات المتاحة عن نشأة هذا العيد تربطه بذكريات خاصة بالقديس المسيحى فالنتين الذى قتل عام 269 م بسبب مقاومته للوثنية، إلا أن الجوع العاطفى المشروع لجموع الناس حررت الذكرى من جانبها الدينى، وجعلت اليوم عيدًا للحب الرومانسى الذى يبهج قلوب العشاق ويرطب وجدانهم.

المدهش أن الحب كان، ومازال، له النصيب الأكبر فى كتابات الشعراء والروائيين، وفى أنغام الموسيقيين والملحنين، وفى حناجر المطربات والمطربين، ذلك أن الحب هو الذى يفتح نوافذ القلب على الأمل فى حياة أجمل وأكمل، ويهدهد وحشة الروح وينقذها من الضياع فى صحراء الوحدة القاسية.

الحب اكتمال... الحب حياة... حتى لو فى الحلم. وكما أفصح قيس بن الملوح الملقب بمجنون ليلى: (وإنى لأستغشى وما بى نعسة/ لعل خيالا منك يلقى خياليا)، أما المتنبى فأنشد ملتاعًا قبل ألف عام (أرقُ على أرقٍ ومثلى يأرقُ/ وجوى يزيد وعبرة تترقرقُ/ وعذلتُ أهل العشق حتى ذقته، وعجبتُ كيف يموت من لا يعشقُ).

فى حين أن نزار قبانى شرح لنا نعمة الحب وأهميته وضرورته (الحب فى الأرض بعض من تخيلنا/ لو لم نجده عليها لاخترعناه).

ونطل سريعًا على أمير الشعراء أحمد شوقى الذى أتحفنا بعشرات الأبيات التى تحتفل بالحب وتقدسه وتبشر به وتدعو إليه. يقول فى يا جارة الوادى: (شيّعتُ أحلامى بقلبٍ باكِ/ ولملمتُ من طرق الملاح شباكي)، حتى يصل إلى: (وتعطلت لغة الكلام وخاطبت عينيا فى لغة الهوى عيناك)، ثم يقرر بحسم: (لا أمس من عمر الزمان ولا غدُ/ جُمع الزمان فكان يوم رضاكِ).

أذكر أيضاً أننى سألت مرة النجم الراحل محمود ياسين ضمن حوار طويل أجريته معه فى فيلته بالهرم عن أجمل أبيات الحب التى يحفظها، فابتسم، وتذكر سريعًا وقال لى بصوته الرخيم ذى النبرات الحلوة: (لشوقى طبعًا)، ثم أنشد: (مقادير من جفنيك حولن حاليا/ فذقتُ الهوى من بعد ما كنت خاليا/ وما الحب إلا طاعة وتجاوز وإن أكثروا أوصافه والمعانيا/ وما هو إلا العين بالعين تلتقي/ وإن نوّعوا أسبابه والدواعيا/ وعندى الهوى موصوفه لا صفاته/ إذا سألونى ما الهوى قلت ما بيا).

وما دمنا فى حدائق شوقى الشعرية وارفة الظلال شهية الثمار، يجب أن نتذكر بعض قصائده الرائعة التى ترنم بها الموسيقار الأعظم محمد عبدالوهاب: (رُدّت الروح على المضنى معك/ أحسن الأيام يوم أرجعك)، و(علموه كيف يجفو فجفا/ ظالم لاقيت منه ما كفى)، و(خدعوها بقولهم حسناءُ/ والغوانى يغرهن الثناءُ)، ثم نأتى إلى تحفته الباذخة (مضناك جفاه مرقده) والتى يعلن فيها من فرط الجوى والتدله فى الحبيبة: (ما بال العاذل يفتح لى باب السلوان وأوصده/ ويقول تكاد تجن به، فأقول وأوشك أعبده).

الحب نعمة... الحب موهبة... طوبى لمن منحهم الله موهبة الحب.