رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى خضم التصعيد الأخير للعنف فى غزة، واحتمال اجتياح رفح، يجد العالم الغربى نفسه عند مفترق طرق أخلاقى، حيث يعترض كثيرون على دعمه المتزايد لإسرائيل فى حربها على المدنيين من أهل غزة والذى خلّف آلاف القتلى والجرحى، معظمهم من النساء والأطفال.

وعلى الرغم من النداءات الدولية لضبط النفس وقفت الولايات المتحدة وأوروبا الغربية إلى حد كبير إلى جانب إسرائيل، مستشهدة بحقها فى الدفاع عن نفسها ضد صواريخ حماس. ولكن الاستخدام المفرط غير المتناسب للقوة من قبل إسرائيل، بما فى ذلك استهداف البنية التحتية المدنية مثل المدارس والمستشفيات وحتى دور العبادة، أثار إدانة منظمات حقوق الإنسان والمحكمة الدولية وزعماء العالم على حد سواء. الغريب أن تستمر إسرائيل ومؤيدوها بادعاء أن الجيش الإسرائيلى من أنزه الجيوش فى العالم أخلاقاً، أى نزاهة وشرف لجنود دولة نووية تقتل آلاف الأطفال والنساء فى غزة؟

وفى حين يصرح بلينكن، وزير الخارجية الأمريكية: «عندما أرى طفلًا فلسطينيًا – صبيًا، فتاةً – يتم سحبه من تحت أنقاض مبنى انهار، يصيب ذلك قلبى بالألم بقدر رؤية طفل فى إسرائيل أو فى أى مكان آخر» ويؤكد فى نفس الوقت تزويد الولايات المتحدة إسرائيل بأسلحة أكثر فتكاً وكأنّه لا يدرك أنه كلما استمرت الحرب، زاد عدد القتلى من الأطفال والأبرياء فى غزة.

ومع استمرار ارتفاع عدد القتلى وتفاقم الأزمة الإنسانية، تتزايد الأصوات المطالبة بتوجه جديد فى التعامل مع الصراع الإسرائيلى الفلسطينى. ويدعو كثيرون الآن إلى الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، إلى جانب إسرائيل، باعتبارها الحل الوحيد القابل للتطبيق للصراع المستمر منذ عقود.

إن فكرة حل الدولتين، حيث تتعايش إسرائيل وفلسطين بسلام جنباً إلى جنب، حظيت بدعم المجتمع الدولى منذ فترة طويلة. ومع ذلك، فقد تم إعاقة التقدم نحو تحقيق هذا الهدف بسبب عقود من الصراع وانعدام الثقة ومفاوضات السلام الفاشلة.

والآن، يعتقد كثيرون أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات حاسمة وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة. ويقول المناصرون أن مثل هذه الخطوة لن تساعد فقط فى إنهاء دائرة العنف والمعاناة، بل ستمهد الطريق أيضاً لمستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين.

على الغرب أن يعيد تقييم موقفه وإعادة تنظيم سياساته بما يتوافق مع قيم العدالة والمساواة وحقوق الإنسان المعلنة. ويجب على المجتمع الدولى أن يتحرك بسرعة لمنع اجتياح رفح وتجنب المواجهة مع مصر، ولوقف إطلاق النار، ولدعم إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، بما يضمن السلام العادل والدائم لجميع شعوب المنطقة.