عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مولد سيدي عبد الرحيم الـقناوي يبدأ و « كــوستـا » غـائب!

لاعب الأكروبات نيقولاس
لاعب الأكروبات نيقولاس كوستا

لم يكن كوستا؛ العجوز اليوناني يُكلف زوار مولد القناوي عناء البحث عنه في وسط زحام المولد والتجمعات الكبيرة للباعة والسيرك وغيرها من مظاهر المولد.

 لأن ألعابه الخطيرة التي كان يمارسها وهو في أرذل العمر كانت تستقطب كل الرواد من كافة الأعمار ومن الجنسين، خلال الاحتفالات الشعبية ــالتي تبدا أول شهر شعبان سنويًا.

درج حديدي طويل يأخذك إلى خيمة هي  الأعلى والأكبر ضمن الخيام الموجودة في مركز شباب مدينة العمال مقر الاحتفال الشعبي بمولد قطب قنا.

نيقولاس كوستا دينوس

على الباب المؤدي إلى مدخلها يقف «نيقولاس كوستا دينوس» مبتسمًا ليصافح جمهوره بحفاوة بالغة، مرتديًا ملابس مميزة.. قميصًا أسود وبنطال من نفس اللون على جانبيه حياكة لأشرطة ذهبية تلفت النظر.

البطل اليوناني يؤدي لعبة الموت: 

 بالتزامن يعلن مساعده عبر مكبر الصوت عن قرب أداء «البطل اليوناني» لألعابه الانتحارية وأن متعة المشاهدة لن تكلف الفرد سوي جنيهات معدودة.

بعد أن تكتظ الخيمة بالجمهور ينادي مساعد الخواجا اليوناني عليه، يدخل «كوستا» إلى الخيمة عاقدًا يديه خلف ظهره، ويُحي جمهوره، ليبدأ ألعابه الخطيرة.

يستقل العجوز اليوناني دراجة بخارية عتيقة بسرعة عالية تتجاوز 80 كيلو مترًا، ويتجول بها فوق دائرة حديدية مرتفعة الأرض وتعلو الصيحات من الجمهور إعجابًا بالبطل اليوناني وخاصة بعد أن يقودها من وضع الوقوف !.

بلديات الإسكندر الأكبر! 

هجر «نيقولاس كوستا دينوس» بلاده وأسرته بمدينة تسالونيكى في اليونان، منذ 40 سنة، وجاء إلى مصر مع احد أصدقاءه للعمل في السيرك وعشق مصر.

 يقول «كوستا» في مقابلة سابقة لـ «الوفد» .. شربت من النيل فاستعذبته ومصر بلد لا يمكن أن تموت فيه جوعًا بعكس أوربا القاسية والتي يحدث فيها ذلك، كان كل شيء في مصر يعجب «الخواجا اليوناني» عدا افتقاد الناس للنظام. 

عندما سألته عن مخاطر عمله، قال بلكنة الخواجات في أفلام الأبيض والأسود وهو يضحك ..أنا بلديات الإسكندر الأكبر والقائد مار جرجس لقد ولدوا في نفس مدينتي لذلك فأنا شجاع وخبرتي تمكنني أنا اخرج بلا إصابات أو كسور.

 وهذا لا يمنع تعرضه لحوادث صعبة ومنها اختلال عجلة القيادة وانفصالها عن «الموتوسيكل» ليتوقف العجوز اليوناني الذي يقترب من 80 عامًا عن العمل لمدة سنتين جراء ذلك الحادث. 

وعن الموالد..يقول اذهب إلى كل الموالد إلى كل الموالد ومنها سيدي أبو الحسن الشاذلي ومولد العذراء بدرنكة في أسيوط ومار جرجس بميت دمسيس.

 ويضيف لكن موالد الصعيد تكون أحسن حالا من الوجه البحري حيث لا يرضى الصعيدي لنفسه أن يدخل إلى العرض بالبلطجة ودون أن يدفع مثلما يحدث في موالد بحري، لأن القيم هنا تحكم ذلك  وعندما يتكلم الكبير يسكت الصغير.

يا مرحب يا خـواجة! 

ورغم أن مستر «كوستا»  مسيحي الديانة فأنه يحرص في نهاية كل موسم أن يزور ضريح سيدي عبد الرحيم القناوي ويهبه ربع إيراده في  الموسم لأنه يراه سلطان كبير!  

كان الخواجا اليوناني يقيم في فندق صغير يجاور مقر الاحتفال الشعبي بمدينة قنا، لمدة 15 يومًا بداية من أول شهر شعبان حتي منتصفه وهو الذي يحتفل فيه بالليلة الختامية للمولد ويحضره المسئولين.

  وعندما كان «كوستا»  يترجل في الشوارع كان يلقي بالتحية على المارة وأصحاب المتاجر والباعة في الأسواق وكانوا يردون عليه التحية باسمه «مرحب يا خواجا».

 منذ قيام ثورة 25 يناير 2011 بدأ عدم انتظام الرجل عن مولد «الأسد القناوي»، تارة يحضر، وتارة لا، إلى أن انقطع عن  المولد فى السنوات الأخيرة.

وعام وراء العام لم تكن تساؤلات رواد المولد تنقطع عن الخواجا البشوش .. ربما يعود ليصفق له الجمهور مجددًا.  

كوستا أمام خيمته فى المولد