رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

عين الصواب هو القرار الذى صدر أول هذا الأسبوع فى السودان، عن اجتماع ضم مجلس السيادة الانتقالى ومجلس الوزراء معًا.

كان المجلسان قد عقدا اجتماعهما برئاسة الفريق عبدالفتاح البرهان، وكانا قد انتهيا إلى أنه لا حوار لوقف الحرب فى السودان إلا من خلال منبر جدة، وأنهما لن يلتفتا إلى أى منبر سواه، ولن يذهبا إلى أى منصة أخرى.

وهذا القرار له خلفية، وخلفيته هى رغبة المجلسين فى ألا تكون الحرب فى السودان، بابًا تتدخل من خلاله أطراف خارجية فى شئون البلاد.. فمن قبل كانت هناك محاولات لجمع البرهان مع محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتى، قائد قوات الدعم السريع، التى تقاتل الجيش منذ ١٥ أبريل ٢٠٢٣، وكانت الخرطوم تكتشف فى كل مرة، أن الجهة التى تحاول جمعهما فى لقاء لا تفعل ذلك لوجه الله، ولا لوجه السودان، وإنما لوجه أشياء أخرى.

وهذا ما جعل اجتماع المجلسين يغلق كل باب خارجى، باستثناء باب جدة الذى دخل منه الطرفان من قبل مرات، واتفقا على أشياء، ثم لم تكن محل التزام من جانب قوات الدعم السريع بالذات.. ولا بد أن اطمئنان مجلس السيادة الانتقالى، ومجلس الوزراء، إلى منبر جدة دون غيره من المنابر له أسبابه الوجيهة.

وليس المرء فى حاجة إلى ذكاء كبير ليدرك أن من بين هذه الأسباب، بل وفى المقدمة منها، أن المملكة العربية السعودية التى أتاحت هذا المنبر لعقد لقاءات بين الطرفين، لا أطماع لها فى السودان، ولا تنحاز إلى طرف دون طرف، ولكنها تسعى إلى ما يحقق صالح الطرفين معًا، وبالأدق تسعى إلى ما يحقق صالح السودان كله فى مجمله، وما يحقق صالح الشعب السودانى فى المقام الأول والأخير.

تمامًا كما كان الحال لدى القاهرة حين دعت ذات يوم إلى مؤتمر فيها لدول الجوار مع السودان، ولم تكن وقتها، ولا اليوم، ولا سوف تريد شيئًا فى الغد، إلا أن يكون السودان مستقرًا، وإلا أن تتوقف هذه الحرب بسرعة وبأى طريقة.

إن مصر والسعودية تشاركان السودان العضوية فى تجمع إقليمى اسمه دول البحر الأحمر، وبحكم هذه العضوية فإن المصلحة تظل مشتركة، وتظل القاهرة والرياض حريصتين على أن يهدأ الوضع فى السودان، وأن يقطع الطرفان الطريق على كل طرف خارجى طامع أو طامح، وأن يكون جهدهما من أجل السودان الذى لا بد أن يتسع لكل أبنائه، وألا تستقوى فيه جماعة على البلد، وأن يظل الولاء للوطن الذى يسع الجميع.

وهذا يمكن أن يكون له ألف طريق، ولكن الطريق الأول إليه هو وقف الحرب، وما بعد وقفها يبقى فى حكم التفاصيل.