رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

على خلاف الكثير من التوقعات سارت الأمور على جبهة الحرب على غزة فى سكة التصعيد بعد أن راهنت الكثير من الآراء على دخولها مرحلة التهدئة أو وقف للنار - جزئى أم شامل- فى ظل إمساك حماس بورقة الأسرى والتى تلقى بتأثيرات بالغة السلبية تهدد بإسقاط الحكومة الإسرائيلية.

حملت أنباء هذا الأسبوع مسعى إسرائيليًا للتصعيد باستكمال الحرب فى غزة بالإعداد للهجوم على رفح وهو ما ينذر باتفاق الجميع باستثناء الحكومة الإسرائيلية بكارثة مروعة. فماذا وقع حتى وجه الأحداث بعيدا عن مسارها المتوقع أو الذى بدا طبيعيا؟

بعيدا عن تداعيات تلك الخطوة على مسار العلاقات المصرية الإسرائيلية وهو ما يستدعى تناولا مفصلا ليس هنا مجاله، فإنه فى تقديرى أن أبعاد التشدد الإسرائيلى لجهة استكمال الحرب يرجع إلى ما يمكن وصفه بالخلاف التكتيكى وليس الإستراتيجى بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل، وهو ما يجعل الساحة مفتوحة على احتمالات مختلفة تتحرك فيها حكومة نتانياهو مع ربط ذلك بعدم الوصول إلى حالة تؤلب العالم أو الرأى العام الدولى على تل أبيب وبالتبعية الولايات المتحدة.

إن هدف الولايات المتحدة وإسرائيل من الحرب منذ أن بدأت بعد طوفان الأقصى واحد وهو القضاء على حماس، وقد يتسع لدى تل أبيب ليشمل انتهاز الأزمة لتحقيق هدف التهجير القسرى لأبناء غزة. على هذا الأساس بدأت الحرب وعلى هذا الأساس تتواصل، غير أنه مع اتساع نطاق العمليات بشكل أدى إلى تزايد الإدانات لسلوك إسرائيل خلال الحرب كان الاتجاه إلى التهدئة خاصة من قبل الإدارة الامريكية فى ظل توازنات مختلفة على صعيد النظام الدولى وإن لم يرتق موقفها إلى حد العمل على وقف الحرب.

كانت التصريحات الصادرة من واشنطن كلها تصب فى هذا الاتجاه، وهو عدم وقف الحرب مع ترجيح فكرة الهدنة، لا لشئ إلا من أجل إطلاق سراح الأسرى ثم استئناف العملية ضد حماس وصولا إلى القضاء عليها. ولأن حماس تدرك ذلك فقد سعت للعب بورقة الأسرى جيدا على نحو ما أوضحنا الأسبوع الماضى، ما وصل بالأمر إلى مرحلة التفاوض حول وقف للحرب تراه حماس تاما أو طويلا وتراه إسرائيل لفترة بالغة القصر ما نسف العملية من الأساس.

فى ظل تشدد نتانياهو الجريح جراء طوفان الأقصى التى نالت منه وستؤدى فى كل الأحوال إلى إبعاده عن الحكم، فإن الرجل يصر على تحقيق نوع مشرف من الخروج بأى نصر وهو ما يجعله يصر على استكمال العمليات حتى النهاية.

هذا الهدف لا تمانع فيه الولايات المتحدة إطلاقا بالعكس، وهنا تختلف الرؤى حيث ترى واشنطن التهدئة وإطلاق الأسرى ثم استكمال العمليات، فى حين ترى حكومة اسرائيل أن الموقف لا تجدى معه سوى لغة القوة. كل خوف الرئيس بايدن هو حجم الخسائر فى أرواح المدنيين، ليس إشفاقًا عليهم، وإنما من اتساع الإدانات الدولية والإساءة لصورة بلاده، ومن هنا نلحظ أن الحديث عن وقف الحرب لا يرد فى التصريحات الأمريكية وإنما الحديث عن هدنة وهو الأمر الذى تصدر الأنباء بصدد الاجتماع الرباعى الذى عقد فى القاهرة أمس الأول.

ووسط ضعف عربى لا يتطلب الكثير من الاجتهاد للمسه والشعور به وإدراكه يبدو أن إسرائيل قررت بدعم أمريكى مواصلة المهمة حتى آخرها غير عابئة بالعواقب، فى استفراد بأكثر من مليون فلسطينى لا يملكون من أمرهم شيئا فى غزة ولا يملكون ما يوازى حتى ولو القليل من القوة الإسرائيلية. ورغم ذلك فما زالت الحرب دائرة وتبقى نتائجها غير مضمونة لأى من أطرافها!

[email protected]