عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

الشعب المصرى جزء من الأمة العربية يعمل على تكاملها ووحدتها، ومصر جزء من العالم الإسلامى، تنتمى إلى القارة الأفريقية وتعتز بامتدادها الآسيوى، وتسهم فى بناء الحضارة الإنسانية.
تعد اللغة العربية اللغة الرسمية للمصريين، وتنتشر اللهجة المصرية بأنواعها.. لهجة دارجة فى الحياة اليومية، تتقدم أكبر التجمعات المصرية العاصمة وامتدادها والتى تسمى القاهرة الكبرى، والتى يتفرع عندها نهر النيل ثم مدينة الإسكندرية ثم مدن الوجه البحرى ومدن الوجه القبلى.
المصريون، هذا هو الاسم الأساسى للشعب المصرى ونسبته إلى مصر، واسم مصر فى اللغات السامية الأخرى نسبة إلى «مصرايم بن حام بن نوح» ويفسره البعض بأنه مشتق من جذر سام قديم قد يعنى البلد أو البسيطة، وقد يعنى أيضاً الحصينة أو المكنونة. كلمة مصريين مشتقة من المصطلح القرآنى مصر، ومصطلح الكتاب العبرى «متزرايم» ومصطلح رسائل «تل العمارنة» مصرى «أى أرض مصر».
وهناك سجلات آشورية تدعو مصر «مو - صور» و«رمتن كيمت» مصطلح أطلقه المصريون على أنفسهم ويعنى «أهل مصر».
و«كميتو»: مصطلح آخر أطلقه المصريون على أنفسهم ويعنى أيضاً «أهل مصر»، و«رمتن باتا»، مصطلح أطلقه المصريون على أنفسهم ويعنى «أنا الأرض».. و«قبط»: مصطلح أطلقه اليونانيون على المصريين، مشتق من «حاكا بتاح» أى «بيت ومعبد بتاح» ومنه أخذ لفظ «أجيتسوس» أى مصر عند اليونانيين.
أقام المصريون حضارة عظيمة وهى الحضارة المصرية القديمة، وقد امتدت تلك الحضارة لآلاف السنين ويعتقد أن العديد من الشعوب الحالية جاءت من نسب المصريين، ولكن مع اختلاط الشعوب والحضارات والنزوحات فى العصر الحديث يصعب الجزم بذلك.
ولقد قدم إلى مصر عديد من الشعوب الأخرى للتعلم والتجارة كالإغريق والنوبيين والليبيين والفرس والعرب بعد الفتح الإسلامى لمصر، ولكن لم يحدث اختلاط بذكر للنسب المصرى بهم فنجد أن أسماء الأجداد المصرية كما هى.
شهدت مصر القديمة توالى 30 أسرة على مدار 3 ألفيات، خاضت الثقافة المصرية خلال هذه الفترة تطورات عديدة فى كل من الدين والفنون واللغة والعادات.
وقعت مصر تحت حكم الهكسوس فى العصر النحاسى المتوسط، ونجح إشراف مصر فى طرد المحتلين بحلول العصر النحاسى المتأخر بادئين فترة المملكة المصرية الحديثة، سمت الحضارة المصرية خلال هذه الفترة إلى أن أصبحت إمبراطورية تحت حكم تحتمس الثالث التابع للأسرة الثامنة عشرة، استمرت مصر فى أن تكون قوة إقليمية خلال حقبة العمارنة والأسر التاسعة عشرة والعشرين حتى العصر الحديدى المبكر.
تاريخ مصر هو أطول تاريخ مستمر لدولة فى العالم لما يزيد على 7000 عام، حيث تميزت مصر بوجود نهر النيل الذى يشق أرضها والذى اعتبر عاملاً مساعداً لقيام حضارة عريقة بها وهى حضارة رائدة فى ابتكاراتها وعمائرها وفنونها، حيث أذهلت العالم والعلماء بفكرها وعلمها، فهى حضارة متصلة الحلقات تفاعل معها الإنسان المصرى وتركت فى عقله ووجدانه بصماتها. لقد كانت مصر أول دولة فى العالم القديم عرفت مبادئ الكتابة وابتدعت الحروف والعلامات الهيروغليفية، وكان المصريون القدماء حريصين على تدوين وتسجيل تاريخهم والأحداث التى صنعوها وعاشوها، وبهذه الخطوة الحضارية العظيمة انتقلت مصر من عصور ما قبل التاريخ وأصبحت أول دولة فى العالم لها تاريخ مكتوب، ولها نظم ثابتة، ولذلك اعتبرت بكافة المعايير أماً للحضارات الإنسانية.
إن لمصر دورها الحضارى والتاريخى والدينى، حيث كانت المكان الذى احتضنت الأنبياء، والأرض التى سارت خطواتهم عليها، فجاء إليها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام وتزوج من السيدة هاجر وجاء إليها يوسف عليه السلام وأصبح فيها وزيراً، وتبعه إليها أبوه يعقوب، ودار أعظم حوار بين الله عز وجل وموسى عليه السلام على أرضها، وإلى مصر لجأت العائلة المقدسة مريم العذراء والسيد المسيح طفلًا، ويوسف النجار وقاموا برحلة تاريخية مباركة فى أرضها.
ولقد اتسم شعب مصر على طول التاريخ بالحب والتسامح والود والكرم الذى تميز به هذا الشعب، حيث امتزج أبناء مصر فى نسيج واحد متين.
شهدت مصر خلال الحكم الإسلامى نهضة شاملة فى العمران والفنون تمثلت فى العمارة الإسلامية بإنشاء العديد من المساجد والقلاع والحصون والأسوار، كذلك الفنون الخزفية التى تمثلت فى أول عاصمة إسلامية فى مصر وهى «مدينة الفسطاط».
ويعتبر محمد على بحق مؤسس مصر الحديثة لما قام به من إصلاحات شملت جميع نواحى الحياة بما يتفق مع روح العصر الحديث، فبدأه ببناء جيش مصر القوى وأنشأ المدرسة الحربية، ونشأت صناعة السفن فى بولاق والترسانة البحرية فى الإسكندرية وأصلح أحوال الزراعة والرى وأنشأ القناطر والسدود والترع، وأنشأ المصانع والمعامل لسد حاجة الجيش وبيع الفائض للأهالى، وعمل محمد على، على نشر الأمن لطرق التجارة الداخلية، حيث ازدهرت حركة التجارة فى مصر، ونشر التعليم لسد حاجة دواوين الحكومة.
مصر دولة ذات سيادة، موحدة، لا تقبل التجزئة، ولا ينزل عن شىء منها، ونظامها جمهورى ديمقراطى يقوم على أساس المواطنة وسيادة القانون.. هى قلب العالم كله، وملتقى حضاراته وثقافاته، ومفترق طرق مواصلاته البحرية واتصالاته، أهل مصر - أو شعب مصر هو الشعب المصرى، السيد فى الوطن، ولكل مواطن منه الحق فى العيش على أرض هذا الوطن فى أمن وأمان وإن لكل مواطن حقًا فى يومه وفى غده.