رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

إنها المرة الثانية، فى أقل من أسبوعين، ترد وزارة الخارجية السعودية، على الادعاءات التى يروجها مسئولون أمريكيون، عن المناقشات حول التطبيع بين المملكة وإسرائيل، حتى إن هذه الادعاءات، كما لو كانت آخر ما تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على إنجازها، وقد نفهم ذلك فى ضوء حاجة الرئيس جو بايدن، أن تكون فرصة تعويمه فى الانتخابات الرئاسية، فى شهر نوفمبر القادم، التى يعلم هو وإدارته وحزبه الديمقراطى، أنه سوف يخسرها لصالح المرشح «الجمهورى» دونالد ترامب، الرئيس الأمريكى السابق، والتى تشير الاستطلاعات ووسائل إعلام أمريكية، إلى أنه يحقق نتائج متقدمة، يعجز «بايدن» عن مجاراتها.

** السعوديون يفهمون ذلك جيداً، وبالتالى يتفادون «فخ» البيت الأبيض، لانتزاع اعتراف رسمى، يتحدث عن موافقة- ولو فى مربع الوعود- على استئناف المناقشات حول التطبيع، التى كانت الإدارة الأمريكية تقودها، قبل أن توقفها «الرياض»، فى أكتوبر الماضى، رداً على العدوان الإسرائيلى فى قطاع غزة، ومنذ هذا التاريخ، وحالة القلق تسيطر على المسئولين فى إدارة «بايدن»، الذى هو نفسه لا يتوقف عن «جعجعة التطبيع»، فى كل مكان يذهب إليه، ليتسول بها دعم المجتمع اليهودى فى الانتخابات، ومن بعده وزير الخارجية أنتونى بلينكن، وتلك «المومياء» المتكلمة، متحدث البيت الأبيض جون كيربى، الذى يتولى الترويج لهذه الكذبة.. كذبة التطبيع.

** وكما قلت إن سر الإلحاح الأمريكى، على تنشيط مفاوضات التطبيع هذه، يتعلق برغبة «بايدن» الشخصية، فى فترة رئاسية ثانية، حتى لو كانت تثير غضب الشعوب العربية، ولذلك يبدو أن «واشنطن» توجهت إلى الاتحاد الأوروبى، ليساعد فى ممارسة ضغوط موازية، صارت واقعاً فى خطة جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية، ومضمونها 10 نقاط للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما يتمحور هدفها الرئيسى، فى اتجاه التطبيع العربى مع إسرائيل، وهو ما يجرى على مسار الرغبة الأمريكية، فى أن تبدأه من المملكة العربية السعودية، الذى يشير الواقع إلى أنه مجرد خيال، مثلما الحال مع خطة «بوريل»، التى لا تحوز دعم كل دول الاتحاد.

** الأمريكيون يوغلون فى «الاستعباط»، ويتصورون وكأنهم يديرون القرار العربى، إلى الدرجة الحرجة، التى لم يستوعبوا فيها الرد القوى، لوزير الخارجية السعودى فيصل بن فرحان، وقد تحدث بوضوح منذ أسبوعين، عن موقف بلاده من التطبيع، الذى يشترط الدولة الفلسطينية المستقلة، على مقياس مبادرة السلام العربية، ثم كان بيان وزارة الخارجية القوى، الذى كذب- منذ أيام- متحدث البيت الأبيض، الذى ادعى أن السعودية أبلغت «واشنطن»، استعدادها لمواصلة مناقشات التطبيع مع إسرائيل، وهى ادعاءات تعكس حالة «غباء» فى فهم ما يقوله السعوديون، وكأن هناك إصراراً أمريكياً على إحراج «الرياض»، وتشتيت تركيزها على ما يجرى فى غزة.

** لم نعد فى حاجة للأكاذيب الأمريكية، طالما القادة فى «الرياض»، يشترطون مبادرة السلام العربية، خياراً عربياً استرتيجياً لإنهاء الصراع العربى- الإسرائيلى، ينتج دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، مقابل علاقات كاملة مع إسرائيل..نعلم أنها مبادرة طرحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز- وكان ولياً للعهد- أمام القمة العربية فى العاصمة اللبنانية «بيروت»، فى العام 2002، وقد حازت موافقة مجلس الجامعة العربية، وجرى تجديد الإجماع العربى على تفعيلها فى قمة «الرياض»ـ فى العام 2007، وبذلك صارت الأساس المطلق، لأى كلام عن السلام مع الكيان الصهيونى، لكن على الطريقة العربية..وليست الأمريكية.

 

[email protected]