رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار

أحاديث الغلا والحوجة تقطع القلب وتزلزل الكيان، والفقر على وشوش الناس وريحة الجوع والبطون الفارغة تخرج من أفواههم وتبين مدى المعاناة وضيق اليد والخوف والفزع من بكرة، والقلق على مستقبل ولادهم ومصير الأجيال.
حكاية الشرق مع الفقر قديمة مش جديدة، لكن المختلف فيها عن زمان أنه طال كل الناس والشكوى جماعية، بعدما كانت من الغلابة وسكان «الترسو» وسعت الدايرة وطالت كل الفئات، الموظف والعامل والفلاح، الكل بيشتكى.. والبيوت أسرار.
عمنا بيرم التونسى صرخ بعلو صوته من زمان وقال إن الفقر موجود فى كل مكان، وأن المواطن المصرى بيصرخ طول عمره وبيشتكى من ارتفاع الأسعار وجشع التجار، ورصد فى قصيدته «أعوذ بالله» حال التدهور فى رغيف الخبز وعيش الفقراء.
«يادى الغلاء ياللى ورانا بالخرزانة.. والمقرعة لما هرانا وبقينا حمير».
وقال فى قصيدته «الغش والغلا»
«الأكل والشرب فى إيد اللومنجية.. والطماعين اللى غلوا الملح والمية
والغشاشين اللى فاقوا على الحرمية.. الشاى بالمفتشر مخلوط ملوخية
والبن فيه الشعير تسعين فى الميه.. والميه والعيش برمله وطينه يا ملوخيه
واللحم معروض بدون أختام رسمية.. والميه هيه اللبن ولا اللبن هيه
أفاعى متسيبة من غير رفاعية.. ودنيا مترتبة ترتيب فلاتيه».
المصريون والغلاء صراع مستمر لا ينفك أبدا وبات بين أغلبهم وبين الفقر عشرة، ولأن الشعب بطبعه عشرى فقد تكيف مع الوضع منذ عشرات السنين وتغلب عليه فى كل العصور حتى بالعيش الحاف منذ تسويته على الشمس مرورا بالفرن البلدى حتى الأفرنجى، لكن وزنه كان يسد الجوع ويسد عين الشمس، أما حاله الآن فإنه يحتاج إلى نظارة معظمة بعدما صار لقيمات فى كف اليد لا تكفى لتسليك الزور.
الناس قلقانة رمضان على الأبواب، وطبعا سوف تختفى للمرة الأولى موائد «المحمر والمشمر» والعزومات ويبقى كرم رمضان وبركته فى الحسنات والصيام كفريضة يؤديها فى الأساس صائمون ويبقى صيام جوه صيام زيادة فى التأكيد والأمان.
إنما حكاية افطر معانا ورمضان كريم ولمة الأهل والعيلة والأصدقاء، فهذه حكايات نقدر نحكيها لولادنا من باب حكايات عن خير زمان وكان يما كان واهى فرصة ينام على سردها الأطفال وعجبى على غدر الزمان.
زمان كان الجنيه عنصر أمان وله قيمته الكبيرة بين الأوطان، كان وزنه ذهب وبيعدل الحال الميلان، لكنه مال وجارت عليه الأيام وضاعت قيمته وهيبته وبقى غلبان، كل البضايع اتمردت عليه ومن الآخر بقى كحيان يا دوب يجيب قرص طعمية حجمها عقلة صباع.
عموما رب ضارة نافعة، الغلا له فوائد وقلة الأكل كمان ياما ناس بتشتكى من السمنة وزيادة الأوزان وفشل معاهم الأطبا فى الخسسان، جت لهم فرصة يتمناها كل تعبان من غير قرص دوا ولا وصفة بلدى كمان، محرومين بالعافية من اللحوم والأسماك والألبان وإذا جالك الغصب خليه بجميلة وأنت الكسبان.
المشكلة فى الهياكل البشرية اللى رجليها بتدى للأرض تمام خطر عليهم الخسسان، لأنهم هياكل عظمية بتتسند على الجدران وبعد شوية البطن والضهر هيبقوا سيان وعجبى عليك يا زمان. 


[email protected]