رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

وسط الحطام والركام أوقد مسيحيو فلسطين الشموع وأقاموا صلوات قداس عيد الغطاس منذ ايام قليلة، فى أجواء حزينة وسط القصف الإسرائيلى، وعلى الرغم من شدة الاعتداءات الإجرامية البشعة الى يقوم بها العدو الغاصب وارتكابه المجازر فى ربوع فلسطين والتى وصلت شراستها لما يشبه الابادة الجماعية فى حق المدنيين العزل، على مدار عدة اشهر ووسط تجاهل صمت الدول دون ان يتخذ المجتمع الدولى والأمم المتحدة تحركا عاجلا، لوقف تلك الاعتداءات الوحشية على اطفال ونساء وشيوخ غزة، دون ذنب ارتكبوه ليغتصب العدو الغاشم الارض والعرض، بل ويحاول جاهدا اقتناص الدولة الفلسطينية بأسرها، فتلك المعركة لا تزال مستمرة لأكثر من مائة يوم، ولكن وسط هذا الحطام والركام ورائحة الموت التى تملأ القطاع، أوقد مسيحيو فلسطين الشموع واقاموا صلوات وترنيمات القداس الإلهى لعيد الغطاس هناك، فتجد ان هذا الخبر عندما قرأته عبر الوكالات العالمية المدعوم بصور ملونة من داخل محراب وأروقة كنيسة القديس بورفيريوس للروم الأرثوذكس فى غزة احتفالاً بعيد الغطاس، وهى الكنيسة التى سبق وتعرضت للقصف عدة مرات من قبل قوات الاحتلال ،كما نشرالمطران عطالله حنا، رئيس أساقفة القدس للروم الأرثوذكس، بعض الصور على صفحته فى مواقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، لتظهر صلوات عيد الغطاس فى قطاع غزة وسط القصف الإسرائيلي، وعلى الرغم من هذا فقد بعث هذا الخبر الامل والبهجة فى النفوس وأعطى اشارة أو رسالة للعالم اجمع بأن الامل مازال يسكن فى قلوب اخوتنا الفلسطينيين، وأنهم فى معركة الدفاع عن أرضهم ودينهم ووطنهم، حتى ولو لم يكن هناك تكافؤ بين طرفى الصراع، ليس ذلك فحسب بل تناقلت وسائل الاعلام حفل زفاف عروسين من غزة، يحتفيان بزفافهما، فقد كان الفلسطينى محمد الغندور يرغب فى إقامة حفل زفاف كبير لعروسه، لكن بعد اندلاع الحرب فى غزة اضطرا إلى الفرار من منزليهما، وتزوجا أخيرا هذا الأسبوع فى مدينة خيام واصطحب الغندور زوجته شهد ممسكا يدها نحو خيمة مزينة بزينة بمصابيح ملونة، وحولهما بعض الأقارب الذين يصفقون تعبيرا عن الفرح وداخل الخيمة ذات الزينة البسيطة، رفعت العروس يدها وألبسها العريس خاتم الزفاف، وكانت ترتدى ثوبا أبيض اللون وحجابا مزينين بتطريزات حمراء تقليدية، ولم يكن لدى الزوجين سوى عدد قليل من الوجبات الخفيفة فى عبوات بلاستيكية والموضوعة لهما داخل الخيمة. وسبق ذلك افراح مماثلة لشباب وشابات فلسطينيين، وكل ذلك يعطى درسا للعدو أنه اذا كان يتوهم أنه بذلك يمكن أن يجبر الشعب الفلسطينى على الرضوخ والاستسلام للاحتلال فهو واهم وغافل عن إدراك الحقيقة المؤكدة والثابتة، تاريخيًّا وعلى مر الزمان انه عدو غاصب ومحتل.