رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

لا زال الكثير يرى ما يجرى فى السعودية من فعاليات وأنشطة ثقافية وفنية بنظرة سلبية تعتمد على الأفكار المحافظة المسبقة للمملكة، فيرفضون ما يحدث بالجملة.. وآخرون يرفضون كذلك ما يحدث ويرونها نوعًا من البهرجة ولا يمكن مقارنتها بمهرجانات فنية دولية أقدم وأكبر.. وحقيقة الأمر لا هذا ولا ذاك! 

وهى نظرة قاصرة تكشف عن عدم الوعى بحقيقة وعمق ما يجرى فى المملكة العربية السعودية.. فالموضوع أكبر من مهرجان، وأهم من شراء لاعب أو استضافة نجوم كبار للفشخرة والتباهى، فلا تحتاج الدولة إلى ذلك ولكنها تحتاج إلى المستقبل، ويوم وضع الأمير محمد بن سلمان ولى العهد رؤية المملكة 2030 كان يؤسس استراتيجية جديدة للدولة لا تنفصل عن تاريخها وتراثها وثقافتها! 

إن أبرز ما كانت تشتهر به الجزيرة العربية قديمًا لم يكن البترول ولا البتروكيماويات بل كان هو الشعر.. وكان من سكان هذه البلاد شعراء قل الزمان أن يأتى بمثلهم ليس فى منطقتنا العربية بل فى العالم كله.. فالشعر العربى هو تراثنا الحضارى الذى تأسس على قصائد ومعلقات أبى علاء المعرى والطيب المتنبى وعنترة بن شداد وعروة بن الورد.. والعشرات غيرهم، وكان هذا الشعر وما زال فلسفة متكاملة وقراءة علمية وسياسية واجتماعية للحياة اليومية للعرب! 

وسوق عكاظ قديمًا كان مهرجانًا للشعر لا يختلف كثيرًا عن أى مهرجان سينمائى أو غنائى أو رياضى.. حيث يلتقى الشعراء من كل أنحاء الجزيرة العربية ويتبارون فى منافسة ثقافية فريدة من نوعها وسط حضور جماهيرى واسع كان يتذوق الشعر ويعرف مقدار الشعراء وقدرهم فى تعليمهم الحكمة والموعظة! 

ولذلك فالفن ليس غريبًا عن هذه البلاد فهو مكون رئيسى لحضارتها وتراثها، وعندما تعمل الدولة على إعادة تنشيط وإحياء هذا المكون فهى تقوم بإعادة إرساء بنية فكرية واجتماعية فى المجتمع وتهيئة بيئة ثقافية لا تتعارض مع توجهات الدولة فى النهوض بوتيرة متسارعة للحاق بالتقدم العلمى والفنى والرياضى يواكب التقدم الاقتصادى والسياسى للدولة! 

وما زلت أرى وأعتقد أن أى حدث ثقافى أو فنى أو رياضى فى أى دولة عربية هو إضافة حضارية لكل الدول العربية.. فمثلًا كل فيلم مصرى جديد يعرض فى دور العرض السينمائية العربية ويشاهده الجمهور العربى هو فى الحقيقة إضافة للثقافة العربية وليس فقط للثقافة المصرية! 

وقد جاءت النسخة الرابعة من (جوى أورد) عربية لا سعودية خالصة، فهى لم تكتفِ بالنجوم العالميين والسعوديين فقط، وكان يمكن أن يكفيها ذلك، ولكنها حرصت على تكريم نجوم مصر والعالم العربى.. فتركت أثرًا بالحفاوة والتقدير، ولذلك كانت هذه النسخة من قلب العاصمة الرياض حدثًا مبهجًا أسعد الجماهير العربية فى زمن قلت فيه السعادة! 

[email protected]