رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

في ظل المخططات والمشاريع الهدَّامة، التي تستهدف تفتيت واختراق العالمين، العربي والإسلامي، خصوصًا مصر، بات واضحًا تلك المحاولات التي تستهدف النَّيْل منها، عن طريق الإنهاك البطيء، وتصدير الأزمات، و«إشعال الحرائق»، على حدودنا، من جميع الاتجاهات.
الآن، ومع استمرار عدوان «إسرائيل» الوحشي على الفلسطينيين، وتغير موازين القوى بالمنطقة، نتصور أنه يمكن لمصر أن تتبنَّى رؤية جديدة في علاقاتها بمحيطها، لتحقيق مصالحها واستراتيجيتها الخاصة بها، بالتوازي مع دورها الإقليمي والحفاظ على أمنها القومي.
لذلك نعتقد أن هناك ضرورة لمراجعة تلك «القطيعة» التي تشهدها علاقات طهران بالقاهرة، منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1979، ولم تتجاوز حد «الواجبات» الدبلوماسية، بل إنها حافظت دائمًا على «حالة الجمود» خلال تلك العقود!
ما يحدث الآن بالعديد من الأزمات والملفات الساخنة في المنطقة، يدعو إلى تغيير النظرة السابقة، التي استمرت 45 عامًا، وارتبطت بالتخوف المحتمل من زيادة التدخل الإيراني، وتعزيز النفوذ الفارسي، ونشر المذهب الشيعي.
يجب إدراك أن هناك مصالح مشتركة ستتحقق من خلال هذا «التقارب»، خصوصًا أن هناك «تطبيعًا كاملًا» في العلاقات، بين طهران وكافة الدول العربية والخليجية، كما أن إيران ومصر والسعودية والإمارات، يجمعها الآن تحالف «بريكس».
ما يحدث على حدودنا من جميع الاتجاهات، والتوتر الموجود في البحر الأحمر، يدعواننا لإعادة التفكير، خصوصًا أن بعض الأدبيات المتوارَثة، سقطت إلى غير رجعة، ولم يعد هناك ما يسمى بـ«المدّ الشيعي»، أو «تشيُّع» المصريين، فالإيرانيون يعلمون تمامًا أن شعب مصر غير قابل للتحول.
كما أن التخوف من ذلك «التقارب»، الذي ظل حلمًا لطهران، مردّه أن إيران لم تكن بلدًا سُنِّيًّا، ثم تحولت بعد ثورتها إلى دولة شيعية، كما أنها ندرك أن نموذجها لم ولن يُطبق في مصر، بسبب تمسك المصريين بوسطيتهم، التي لم يستوعبها منظِّرو تيارات الإسلام السياسي حتى الآن، ولذلك نشك كثيرًا في أن إيران بعد هذا التقارب ستتحول لأهل السنة، أو أن المصريين سيتشيَّعون في المستقبل.
وبلغة المصالح والسياسة، نتصور أن مصر تحتاج إلى نهج جديد يعتمد على النديَّة في علاقاتها، لتحقيق المنافع، دون أيِّ مساس بالثوابت الوطنية والعربية والإسلامية، خصوصًا لدعم الاقتصاد، سواء أكان من خلال التبادل التجاري، أو فتح أسواق جديدة، ستعود بالنفع على الجانبين، وذلك ليس بخافٍ على أحد، ولكن في حدود ما نسمح به نحن.
أخيرًا.. هناك سؤال مشروع وموضوعي، حول مسألة التشيُّع، والتحذيرات الممنهجة في هذا الخصوص، والذي يُمكن قلبه بسهولة: «إذا كانت المسألة عقائدية، لماذا لا يكون التقارب المصري الإيراني فاتحة لتسنُّن الإيرانيين، وفرصة للمدِّ السنِّي في بلاد فارس»؟
فصل الخطاب:
يقول «محمد الماغوط»: «ماذا يعنيني من السفن التي تعبر المحيطات وتشق عباب الموج، وأنا لا أستطيع أن أعبر زقاقًا موحلًا طوله متران؟».

 

[email protected]