رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسار القهوة

فى مكان ليس بغريب، وزمان ليس ببعيد، فالمكان لم يعد كما كان، وليس الزمان فى الحسبان، إنها مدرسة الأخلاق الحميدة منتصف اليوم الدراسى.

(الطالبات يتجاذبن أطراف الحديث بصوت منخفض)

أبلة جلنار: تعالِ يا بنت إنتِ وهى بتعملوا إيه وماشيين تتكلموا فى إيه؟

الطالبة إخلاص: مفيش حاجة يا أبلة، كنا عند استاذ طاهر بنسلم عليه علشان كان تعبان ومجاش حصص امبارح.

أبلة جلنار: خافى على نفسك يا أبلة إنتِ وهى.

الطالبة إخلاص: مش فاهمينك يا أبلة جلنار، نخاف من إيه وإحنا فى مدرستنا!!

أبلة جلنار: أنا شايفة وشك أحمر يا إخلاص، هو استاذ طاهر دايقك بكلمة ولا مد إيده عليكِ؟

الطالبة إخلاص: يا أبلة عيب كده، استاذ طاهر ده راجل محترم وبيخاف علينا، وعمره ما عمل حاجة وحشة، واحنا وأهالينا بنحبه وبنثق فيه.

أبلة جلنار: طيب خلاص يا بنات كإنى مقلتش حاجة والنبى.

(الطالبات بصوت منخفض: إحنا لازم نبلغ حضرة الناظر استاذ عادل باللى حصل من أبلة جلنار، إزاى تشوه صورة استاذنا وزميلها المحترم كده!!!)

كان هذا مشهداً درامياً فى أحد مسلسلات التليفزيون، ورغم أنه مجرد مشهد تمثيلى فإنه يعكس كثيراً من علاقات العمل بين الزملاء فى أماكن متنوعة، فالإنسان يقضى فى العمل معظم وقته، وربما يكون وجوده فى العمل مع زملائه أكثر بكثير من الوقت الذى يقضيه مع أسرته، لذا يجب أن تكون هذه العلاقات قائمة على المحبة والود واللطف، وحب الخير، وأن يسودها الاحترام والتبسط ودعم الزملاء، لا سيما الجدد وصغار السن منهم.

ونجاح زميلك فى العمل لا يعنى بالضرورة فشلك، فالشخص غير الذكى هو الذى يريد النجاح الفردى فى العمل، كما أن العلاقات القائمة على المحبة والتعاون بين الزملاء تسهم فى تنمية روح الفريق وتعزيزه، كما ينتج عنها زيادة فى الكفاءة والتقدم لكل المؤسسة، لذا يجب أن يكون دعمنا لزملاء العمل حاضراً ومتواجداً فى مفردات حياتنا اليومية، وينبغى أن نحافظ أثناء التواجد معهم على الابتسامة وبشاشة الوجه؛ لِما للابتسامة من أثرٍ كبير فى كسب قلوب الآخرين وودّهم.

كما أن المكائد التى تدبرها لزملائك فى العمل، ورميهم بالباطل، وتطاولك فى الحديث معهم أو عنهم، لن تضر إلا صانعها، فلا يبقى لك سوى السمعة السيئة، والحذر عند التعامل معك؛ الأمر الذى قد يصل فى كثير من الأوقات إلى تجنبك من الأساس، خوفاً من التعرض للأذى.

وفى النهاية مهما كانت أسبابك ودوافعك، وأياً كان موقعك فى العمل، فإن إساءة الظن أمر محرم لا يجوز؛ قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إثم {الحجرات:١٢}، وأعظم منه بهت زميلك باتهامه بما ليس فيه؛ قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا.{الأحزاب:٥٨}، فلا يحل لأحد أن يبهت غيره تحت أية ذريعة، وقد جاء الوعيد على هذا المنكر فيما أخرجه أبوداود وأحمد بإسناد صحيح، عن ‏ابن عمر، رضى الله عنه، أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: «ومن قالَ فى مؤمنٍ ما ليسَ فيهِ أسْكنَهُ الله رَدغةَ الخبالِ حتَّى يخرجُ ممَّا قالَ»، وردغة الخبال: عصارة أهل النار.

 

أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب

جامعة المنصورة