رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يستخدم لعلاج أمراض المناعة والدم والسكر:

الأكسجين... ثورة طبية أفسدتها السوشيال ميديا!!

بوابة الوفد الإلكترونية

رواد مواقع التواصل سخروا من طب الأعماق والحقائق العلمية تؤكد: علم قديم ودواء فعال

محمد صلاح ورونالدو أبرز من يستخدمه... والأطباء مفيد بشرط عدم التخلى عن الأدوية الأساسية

رئيس وحدة معهد ناصر: مصر رائدة هذا المجال فى الشرق الأوسط علمياً وعملياً

الأكاديمية الطبية العسكرية بالإسكندرية تقوم بتدريسه.. والمراكز الخاصة أساءت له

أخصائى طب أطفال: أثبت فاعليته فى علاج التوحد.. ودراسات لاستخدامه فى علاج الأورام

 

أثار العلاج بالأكسجين حالة من الجدل الكبير منذ ظهوره فى مصر، واختلف الكثيرون حول أهميته ودوره فى علاج العديد من الأمراض المناعية، خاصة بعد ظهوره فى بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعى فيما عُرف بطب الأعماق، وهو ما أثار سخرية بعض مستخدمى هذه المواقع فى حين راح الكثيرون يبحثون عن ماهية طب الأعماق واستخداماته.

وخلال إجراء هذا التحقيق تبين لنا أن هذا العلاج ليس وليد العصر الحديث، وإنما هو علم مكتشف قبل الميلاد تحديدًا فى عصر الإغريق وكان يسمى بطب الأعماق، واستخدم فى علاج الغطاسين، ثم استحدثت منه تقنية العلاج بالأكسجين، وأصبح استخدامه شائعًا فى معظم الدول المتقدمة.

 وفى مصر عرف هذا العلاج منذ سنوات حيث تم إنشاء معهد طب الأعماق عام 1981 وأنشئت أول وحدة علاج بالأكسجين فى معهد ناصر عام 1997، وأخرى بمعهد السكر، بجانب وجوده فى مستشفيات القوات المسلحة، وهو علاج تكميلى لبعض الأمراض المناعية وليس بديلًا للأدوية التقليدية، وهوعلاج أساسى لأمراض أخرى.

وقد شهدت مواقع التواصل الإجتماعى مؤخراً انتشار العديد من الإعلانات الخاصة بمراكز العلاج بالأكسجين بعضها من قبل أطباء غير متخصصين، يروجون لقدرتهم على علاج بعض الأمراض مثل القدم السكرى وأمراض الصدر ورفع المناعة وغيرها، فى الوقت الذى تواجه فيه إدارة العلاج الحر بوزارة الصحة هذه المراكز المخالفة ويتم إغلاقها، وكان آخرها أحد المراكز بدمنهور فى البحيرة.

أنواع العلاج

ولمعرفة ما هو الأكسجين النشط وأهميته فى علاج الأمراض المناعية ونسب الشفاء والآثار الجانبية له وكل التفاصيل الخاصة بهذا المجال التقت «الوفد» اللواء دكتور أمجد جمال الدين استشارى العلاج بالأكسجين بوزارة الصحة ورئيس وحدة العلاج بالأكسجين بمعهد ناصر، ورئيس معهد طب الأعماق البحرى سابقًا، والذى بدأ حديثه قائلاً إن العلاج بالأكسجين يتم من خلال استنشاق الأكسجين تحت ضغط أعلى من الضغط الجوى فتزيد نسبة الأكسجين الذائب فى الدم والسائل المخى وفى الجسم عامة، وكلما زاد الضغط يذوب الأكسجين فى الدم حتى تصبح نسبته بعد الجلسة 20 ضعف المقدار العادى.

وتابع أن العلاج بالأكسجين علاج حيوى جدًا لعدد كبير من الأمراض، ومُعترف به دوليًا حيث يوجد 15 مرضاً يؤكد علم الطب أن الأكسجين علاج أساسى ورئيسى لها، وهناك أكثر من 20 حالة اخرى يعبر الأكسجين علاج مكمل وليس أساسيًا فيها.

وأشار اللواء دكتور أمجد جمال إلى أنه يوجد نوعان من العلاج هما «الأكسجين تحت ضغط والأكسجين النشط»، ويتم استخدامهما لعلاج نفس الحالات، ولكن هناك حالات لا يتناسب معها النوع الأول فيتم علاجها بالنوع الثانى، والعكس صحيح، والتحديد هنا مرتبط باللياقة ويحدد الطبيب الاستشارى المتخصص الأنسب للمريض، طبقاً للحالة الصحية له.

وأضاف: أن العلاج بالأكسجين المضغوط موجود فى مستشفيات القوات المسلحة، ومعهد طب الطيران ومعهد السكر، ولايوجد فيها الأكسجين النشط «الأوزون» مشيراً إلى أن وزارة الصحة كانت قد صرحت بالأوزون فى عيادات خاصة ولكن تمت إساءة استخدامه من قبل بعض الأطباء غير المتخصصين معدومى الضمير الذين قاموا بشراء أجهزة تولد الأوزون لأنها أقل تكلفة بنحو 500 ألف جنيه، بينما تصل تكلفة الجهاز تحت ضغط إلى 20 مليون جنيه، وفتحوا مراكز وأوهموا المرضى أنه يعالج جميع الأمراض، ما يعرضهم للخطر، ولهذا تدخلت وزارة الصحة لمواجهة هذه المراكز، ومنعت العلاج بالأوزون وصرحت باستخدامه فقط فى مراكز الأبحاث الطبية ومستشفيات القوات المسلحة.

علم يدرس

وأوضح رئيس وحدة العلاج بالأكسجين بمعهد ناصر أن العلاج بالأكسجين لا يدرس بكليات الطب بالجامعات، وإنما هو موجود فقط فى الأكاديمية الطبية العسكرية بالإسكندرية والتى تضم ثلاثة معاهد هى: «معهد طب الأعماق البحرى، ومعهد طب الطيران، ومعهد الطب الوقائى»، ويمنح معهد طب الأعماق البحرى شهادات الماجستير والدكتوراه فى مجال العلاج بالأكسجين، مؤكداً أن طب الأعماق مُكتشف منذ عصر الإغريق لعلاج الغطاسين وموجودة بالقوات البحرية فى جميع أنحاء العالم، ولهذا يدرس فى الكليات العسكرية، وهو المجال الذى استحدثت منه تقنية العلاج بالأكسجين.

وأكد أن هناك عقبات كبيرة تحدث لبعض الأطباء فى التخصصات الأخرى لعدم علمهم بالعلاج بالأكسجين لأنه لا يدرس بالجامعات، ولذلك يتم تنظيم ندوات ودورات طبية للتوعية بهذا التخصص ليس فقط بين الأطباء وإنما بين المرضى أيضًا.

مصر رائدة العلاج بالأكسجين فى الشرق الأوسط

وأكد استشارى العلاج بالأكسجين بوزارة الصحة أن مصر رائدة فى هذا المجال فى الشرق الأوسط، ويوجد بها المعهد الوحيد المتخصص الذى يمنح شهادات الماجستير والدكتوراه فى طب الأعماق فى المنطقة، وتمنح هذه الشهادات لخريجى كليات الطب المصرية، ولجميع الأطباء الوافدين من الدول العربية وبعض الدول الأفريقية، وتستعين العديد من الدول العربية بالأطباء المصريين للعمل بمراكز الأكسجين فى بلادهم لتميزهم، حتى يمكننا أن نقول إن مصر مسيطرة على هذا المجال تعليمًا وعملًا.

محمد صلاح ورونالدو

وكشف الدكتور جمال الدين أنه يمكن استخدام الأكسجين للأصحاء أيضًا لأنه يساعد على رفع المناعة ويحسن الأداء الوظيفى للجسم، ويقلل الإجهاد، والدليل على ذلك أن لاعبى كرة القدم العالميين مثل محمد صلاح الذى يداوم يوميًا على دخول كبسولة الأكسجين ضمن البرنامج التدريبى، وكريسيانو رونالدو وميسى وغيرهم يستخدمون الأكسجين ليحسن أداءهم الرياضى ويقلل الإجهاد، وبعض اللاعبين العالمين جهزوا غرف أكسجين أحادية خاصة فى منازلهم يدخل فيها اللاعب لمدة ساعتين يوميا، كما أن نادى مانشستر يونايتد جهز وحده علاج بالأكسجين داخله للاعبيه.

وأوضح أن الأكسجين علاج تكميلى لبعض الأمراض المناعية بجانب الأدوية التقليدية الخاصة بكل مرض، وأنه يساعد فى علاج الأعراض وليس المرض نفسه، مشيرا إلى أن أغلب الأمراض المناعية والمزمنة لا يوجد لها علاج إذ يظل المريض يأخذ العلاج إلى ما لانهاية لتسقر حالته، وفى هذه الحالات يمكن الاستعانة بالأكسجين للمساعدة فى العلاج، مثل مريض السكر الذى يأخذ جلسات أكسجين لينشط البنكرياس، وبذلك يتم تقليل جرعة الإنسولين المقررة له ولكن هذا لا يعنى الاستغناء عن الانسولين، فالأكسجين هنا علاج مساعد للتخفيف من الأعراض أو الآثار المترتبة على المرض، والعلاج يكون عبارة عن كورسات يحددها الطبيب ويحدد مدى احتياج المريض لعدد آخر من الجلسات أم لا.

علاج نهائى لحالات الطوارئ

وأكد رئيس قسم العلاج بالأكسجين بمعهد ناصر إلى أن الأكسجين يعد علاجا نهائيا فى حالات الطوارئ الطبية مثال التسمم بغاز سيانيد الهيدروجين، وتسمم غاز أول أكسيد الكربون والذى يحدث من السخان أثناء الاستحمام، وهنا يجب أن نسلط الضوء على خطورة هذا ونؤكد على المواطنين توخى الحذر عند الاستحمام، لا بد أن يكون هناك آخرون بالمنزل حتى إذا حدث تسرب لغاز أكسيد الكربون يتم إنقاذه ونقله لمستشفى ليخضع للعلاج فى أسرع وقت حتى يتعافى، لأن تأخرعلاج الحالة ينتج عنه إعاقة كالتخلف العقلى، ويحدث أيضاً تسمم ثانى أكسيد الكربون عند إشعال نار للتدفئة مثلما يحدث فى الريف، وهناك حالات وفاة كثيرة تحدث بسبب ذلك.

 كما يمكن استخدام الأكسجين لعلاج حالات فقدان السمع المفاجئ نتيجة تضرر العصب السمعى، وإنسداد شرايين وأوردة شبكية العين الحاد بسبب الجلطات، وحالات الغرق، والجلطات الغازية، والالتهاب النكروزى للعضلات، وقصور الدورة الدموية الطرفية نتيجة تصلب الشرايين أو مضاعفات مرض السكر، وحدوث خراج بالمخ، والإصابات التهتكية الناتجة عن الحوادث، والمساعدة فى التئام عمليات ترقيع الجلد والجروج المزمنة، والحروق بكافة أنواعها ودرجاتها ومصابى انهيارات العقارات عند خروجهم من تحت الإنقاد حيث يمتلئ الجهاز التنفسى بالأتربة ولذلك لابد من علاجهم بالأكسجين بجانب العلاج الخاص بالإصابات الأخرى.

كذلك يستخدم العلاج بالأكسجين لعلاج حالات القدم السكرى، وحالات الجلطات التى تسبب الشلل كعلاج إضافى للأدوية المستخدمة فى علاج الجلطة، بالإضافة إلى استخدامه مع جلسات العلاج الطبيعى، ولعلاج بعض حالات الأنيميا والروماتويد والذئبة الحمراء، والشلل الرعاش، وأعراض الشيخوخة بجانب العلاج الجلدى لأن جلسات أكسجين تساعد على تحفيز مادة الكولاجين بالدم، وأيضاً ألزهايمر، والأنيميا، والجلطات والالتهابات المزمنة والتهابات العظام بأنواعها، بالإضافة إلى استخدامه فى علاج بعض حالات الأورام بجانب العلاج الكيماوى أو الإشعاعى لتقليل الأعراض الجانبية.

وأكد أن العلاج بالأكسجين تحت ضغط ليس له أعراض جانبية غير أن المريض قد يشعر ببعض الآلام فى الأذن مثلما يحدث عند ركوب الطائرة.

«الحالات التى لا يمكن علاجها بالأكسجين تحت ضغط»

وأوضح استشارى العلاج بالأكسجين أن هناك حالات لا يستخدم معها العلاج بالأكسجين تحت الضغط وهى: الأشخاص المصابون بالخوف الشديد من الأماكن المُغلقة، وحالات الارتفاع الشديد فى دراجات الحرارة، ومصابى ضعف عضلة القلب، فهؤلاء لا يمكن علاجهم فى غرفة العلاج بالأكسجين تحت ضغط، لأن تعرض المريض للضغط داخل الغرفة يزيد من ضعف عضلة القلب، وكذلك مرضى حساسية الصدر لا يمكن علاجهم به فى حالة تعرضهم لأزمة تنفس حيث يجب علاج الأزمة أولًا، وكذلك مرضى تليف أو انتفاخات الرئة.

وأكد أن الأكسجين تحت ضغط يعالج حالات الأطفال الذين يعانون من سمات التوحد، برغم أن المنظمات الطبية العالمية لم تقراستخدام الأكسجين المضغوط للأطفال، ولكن الحالات التى تم علاجها كانت النتائج رائعة جدًا. 

علاج فعال

وفى هذا الصدد أوضح الدكتور هانى نبيل إخصائى طب الأطفال أن العلاج بالأكسجين النشط أوالمضغوط أثبت فاعليته مع حالات كثيرة لأن درجة نقائه عالية وسريانه فى الدم أسرع وبذلك يساعد على تنشيط الخلايا وتحسين نموها.

 وأشار إلى أنه فى بداية استخدمه أثار الكثير من الجدل حول فاعليته خاصة فى علاج الأطفال الذين يعانون من التوحد وحالات التأخر الذهنى، ولكن تطور الأمر مع تحسن بعض الحالات التى خضعت للعلاج طبقاً لتعليمات الطبيب المختص، وهو الذى يحدد عدد الجلسات للطفل ليصل الأكسجين للمخ فيتحسن السمع والإدراك الحسى والعقلى ويحدث التوافق العقلى والعصبى والعضلى، كما أنه يساعد أيضاً فى حالات تأخر المشى وصعوبات التَعلم.

واستطرد قائلاً تطورت حاليًا مجالات استخدام العلاج بالأكسجين لتحسين التوافق الذهنى مع الحركى وحالات تأخر السمع والكلام حيث يفيد بنسب حسب الحالة، وفى مجال الجراحة تم استخدامه للمساعدة فى التئام الجروح ومنع التورم بعد العمليات الجراحية، وفى حالات الحروق أيضًا وانسداد الشرايين، ولتحسين وظائف القلب، وحالات الأطفال بالعناية المركزة حيث يستخدم لتقليل الإصابة بالإلتهاب الرئوى لأنه ينشط الخلايا.

وأكد أنه مفيد فى علاج حالات إصابة الأطفال بأمراض المخ والأعصاب، كما أن له فاعلية فى تحسين اختبارات الذكاء، وأمراض القلب والحماية من الالتهاب الرئوى المتكرر، وحالات الانميا الشديدة ونقص المناعة ومشاكل الأنف والأذن والحنجرة التى تؤثر على السمع، وحالات التوحد، والأشخاص المعرضين للإصابة بالجلطات أو من عانوا من مشاكل جراحية. 

 وأضاف أخصائى طب الأطفال أن هناك دراسات تجرى للتأكد من فاعلية استخدامه فى الأورام ومدى فاعليته فى تنشيط الخلايا السليمة لمقاومة الخلايا السرطانية.

علاج غير معروف

ورغم أن العلاج بالأكسجين يستخدم فى واحد من أكبر المراكز العلاجية الحكومية فى مصر إلا أن هناك العديد من الأطباء لا يعلمون عنه شيئاً، وهو ما أكدته الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ أمراض الباطنة العامة والسكر بكلية طب القصر العينى، موضحة أنها لاتعرف عنه شيئًا، ولا تتعامل مع أى علاج غير مُعترف به وأنها كطبية متخصصة فى أمراض الباطنة والسكر والغدد الصماء لاتعترف بمجال العلاج بالأكسجين حتى فى علاج القدم السكرى.

نقابة الأطباء

وأوضح الدكتور محمد فريد الأمين العام لنقابة الأطباء خلال سؤاله عن مراكز العلاج بالأكسجين المخالفة، أنه فى حالة ورود أى شكوى أو بلاغ، بوجود مراكز للعلاج بالأكسجين مخالفة يتم إغلاق المركز وإحالة الطبيب لمجلس تأديب إذا ثبت أنه غير متخصص أو ثبت قيامه بأى مخالفة.

وتابع أن هذا لا يحدث فى مجال العلاج بالأكسجين فقط، ولكن أى مركز طبى مخالف يتم إغلاقه وأى طبيب يعمل فى غير تخصصه أو يتخذ أى إجراء غير معترف به تتم محاسبته طبقًا للإجراء القانونية والتأديبية الخاصة بقوانين النقابة.

وأكد أنه فى حالة ثبوت أى شكوى ضد الطبيب يحال لهيئة التأديب العليا، وتقرر العقوبة حسب الجرم والتى تبدأ بالإنذار أو اللوم أو الجزاءات أو الإيقاف المؤقت وقد تصل العقوبة إلى الشطب النهائى من سجلات النقابة.