عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

عرفت، عن قرب، أبناء فنان كبير كانوا يعيشون حياة مادية صعبة بعد وفاته، وباعوا كل ممتلكاته وأملاكه ولم يتبق لهم سوى حق الأداء العلنى عن أعماله الفنية التى كانوا ينتظرون موعد الحصول عليه بفارغ الصبر.. وهذا حقهم الشرعى بلا شك، وذلك بعد أن فشلوا فى الحصول على بعض من موهبته، ولم يتعلموا شيئاً من روائعه فى كل محاولاتهم الفنية الفاشلة، ربما لأنهم سعوا لاستغلالها أكثر من استيعابها.. ولم ينجح واحد منهم أن يكون مبدعاً مثله.. ورغم أنهم ورثوا أمواله ولكنهم لم يرثوا فنه!

وهكذا.. حال معظم ورثة الفنانين من أول سيد درويش ومروراً بالموسيقار محمد عبدالوهاب إلى المطرب أحمد عدوية، استفادوا من ثروتهم فقط ولم ينجحوا فى شىء آخر.. وروى عبدالوهاب فى حلقات حواره التليفزيونى «النهر الخالد» مع الكاتب سعد الدين وهبة، أنه حاول أن يثنى ابن شقيقه المطرب سعد عبدالوهاب من الدخول فى مجال الفن، ولكنه أنتج له فيلمين لتقديمه للناس منهما فيلم باسم « سيبونى أغني» فتندر الكاتب الساخر الشهير مأمون الشناوى على ذلك وقال «سيبونى أغنى بفلوس عمي»!

وكثيراً ما شهدت أرصفة القاهرة مقتنيات كبار الفنانين بعد وفاتهم تباع روبابيكيا، وللأسف من يقوم ببيعها هم أبناء أو أحفاد أو أقارب الفنانين أنفسهم، وغالباً هى مقتنيات ثمينة من حيث قيمتها الفنية والثقافية ولكن طالما ليست مجوهرات أو ساعات ثمينة يفرطون فيها بسهولة وبجنيهات قليلة أو مجاناً للتخلص منها مع أن معظمها لا يقدر بثمن!

 وهذا ليس عيباً فى الورثة ولكنه جهل منهم بقيمة الموروث الذى لا يرون منه سوى أمواله وعقاراته يتقاسمونها فيما بينهم، والكثير منهم يختلفون ويتهمون بعضهم البعض، ويذهبون للمحاكم.. حتى السير الذاتية لبعض الفنانين تعطّل تحويل الكثير منها إلى أعمال درامية بسبب مطالبات الورثة المبالغ فيها، وكادت بعض هذه المطالبات والتدخلات تؤدى إلى فشل إنتاج فيلم أو مسلسل عن هذا الفنان أو ذاك ويكتشفون بعد نجاح العمل أنهم كانوا على خطأ.. مثلما حدث مع مسلسل أم كلثوم.. وفى المقابل فشلت الكثير من الأعمال الدرامية التى تناولت حياة بعض الفنانين بسبب هذه التدخلات والمطالبات وكذلك لاستعجال المنتجين استغلال شهرة الفنانين فى أعمال درامية ضعيفة لا ترقى لمستوى قيمة الفنان!

وحكاية الخلافات بين ورثة الفنانين والشخصيات المشهورة لا تقتصر على مصر بالطبع ففى العالم كله يحدث ذلك.. وحاليا على سبيل المثال الخلافات والقضايا بين أبناء اسطورة التمثيل الفرنسى «آلان ديلون» على ميراثه بعد إصابته بسكتة دماغية، تتم علناً بين الأخوة على «السوشيال ميديا» وفى المحاكم.. رغم أن الممثل المشهور مازال على قيد الحياة!

ولا أحد يستطيع يلوم ورثة الفنانين.. فهم مثلهم مثل كل الورثة فى أى مجال يحتاجون حقوقهم سواء كانوا فقراء أو أغنياء ولكن ماذا عن الدولة ممثلة فى وزارة الثقافة التى تتخلى عن دورها فى الحفاظ على منازل ومقتنيات الفنانين وتحويلها إلى متاحف فيضطر الورثة فى النهاية لبيعها لمستثمر عقارى وتحويلها إلى برج سكنى قبيح مثلما حدث مع فيلا أم كلثوم! 

[email protected]