رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية و طن

تعتبر مدينة غزة الفلسطينية من أقدم مدن التاريخ، وقاتلت وتقاتل فيها وعليها ولأجلها، على وجه التقريب جميع جيوش العالم القديم، فعبرتها أمم ودخلها ملوك أكثر من أى مدينة أخرى بحجمها، فى ساحل الشام، وأصبحت أرضها مركز تلاقح حضارات ولغات وثقافات لعل بعضها لا يزال مستعملا إلى الآن.
وعلى الرغم من صغر الحجم الجغرافى لغزة والتى تحمل هذا الاسم منذ عشرات القرون، إلا أنها كانت مقصد جيوش وعبور وإقامة الملوك، فهى تقود إلى أفريقيا ومنها يتم الدخول إلى مصر، وتعتبر بوابة العرب القديمة على البحر المتوسط.
وبحسب مؤرخين فلسطينيين اعتمدوا فى تأريخهم لغزة على أهم كتب التاريخ العربى والإسلامى والعالمى فإن العرب والمصريين كانوا أقدم الوافدين إلى غزة، وأنه قد ورد اسم غزة فى ألواح تل العمارنة الفرعونى بما يشبه اسمها الحالى: «هازاتى»، أو «غزاتى» أو «غزاتو» كما قال مؤرخ فلسطين الأشهر فى العصر الحديث، «عارف العارف» بكتابه عن تاريخ المدينة.
وكان ملوك مصر، من أوائل ملوك التاريخ الذين دخلوا غزة حيث دخلها نحو خمسة عشر ملكًا فرعونيًّا، بدءًا من عام 3235 قبل الميلاد وانتهاء بعام 664 قبل الميلاد. ومن أشهر ملوك مصر الذين دخلوا غزة أحمس عام 1573 قبل الميلاد وتحتمس عنخ آمون عام 1539 ورعمسيس الثالث عام 1195.
وبحسب مؤرخى الشرق القديم فإن وقوع غزة على ثلاث واجهات هى مصر والجزيرة العربية والبحر المتوسط، جعلها محط أنظار ملوك وجيوش العالم القديم، فمرت فترة طويلة جدا، كانت فيها غزة إحدى أهم بقاع الأرض، حربًا واحتلالًا وصراعات مسلحة، فمن أراد احتلال مصر عليه العبور بريًا من غزة، أما إذا أراد المصريون رد العدوان فيعبرون غزة، بعد احتلالها وتأمينها ثم المضى قدمًا إلى بر الشام وصولا إلى الأناضول التركية حاليا.
ووصلت غزة من الشهرة والأهمية التاريخية إلى أن أصبح لها تقويم خاص بها، عرف بـ«التقويم الغزى» كما للمسلمين تقوم هجرى وللمسيحيين تقوم ميلادى ولليهود تقويم عبرى، أو التقويم القبطى، ويرجع مؤرخون سبب حصول تقويم غزى إلى ارتباط تلك المدينة بتواريخ حروب عالمية عليها ومنها كحروب ملوك الفراعنة وملوك اليونان والرومان وملك الآشوريين والبابليين وملوك المسلمين كصلاح الدين وأولاده وهى معارك غيرت حياة أمم وكتبت تاريخًا جديدًا، ثم ما لبث أن تم محوه، بحرب كبرى وهكذا حتى صارت أحداث غزة تقويمًا يبدأ عام 60 قبل الميلاد.