رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار    

الوضع المتأزم فى الشرق الأوسط لا يبشر بالخير، وإنما ينذر بعواقب وخيمة قد تشعل حربًا شاملة فى المنطقة تنبئ عن حرب عالمية ثالثة شاملة نتائجها بالطبع ستكون كارثية، وربما غيرت خارطة المنطقة كلها، وأدخلت العالم أجمع فى دوامة الصراعات التى لا نهاية لها، وبالطبع ستكون منطقة الشرق الأوسط هى المتضرر الأكبر وسوف تدفع الأجيال القادمة فاتورة لا طاقة لها بها.

النظرة إلى المستقبل ليست تشاؤمية، بل هى نظرة واقعية تركز على الواقع الأليم الذى وصل إليه حال وطننا العربى الممزق الأوصال، وتكفى نظرة سريعة على العراق وسوريا ولبنان وفلسطين وليبيا والسودان واليمن، وما آل إليه الحال فى هذه البلدان من صراعات وحروب داخلية وانقسامات وانشقاقات زرعها المستعمرون، الجدد لتصل تلك الدول إلى حالة مروعة من الفوضى والحروب المستمرة التى تزيدها ضعفا وهوانا.

وجاءت الحرب على غزة فى إطار ذلك المخطط الاستعمارى العنصرى الذى يستهدف ما تبقى من الخريطة المهلهلة، ولم يستمع أحد لصوت العقل المصرى منذ اللحظات الأولى لانطلاق المعارك بضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار، وتخوفات القاهرة من انتقال بؤر الصراع إلى دول أخرى بالمنطقة، وحدث ما حذرت منه لتمتد الحرب من غزة إلى لبنان واليمن.

المجتمع الدولى الذى يراهن عليه العرب وقف صامتا مشاهدا المذابح والمجازر وجرائم الحرب الإسرائيلية ضد الأشقاء الفلسطينيين «أون لاين» وما أسفرت عنه من هولوكوست إنسانى ضد القيم والأخلاق والقوانين الدولية.

وجاءت أكاذيب إسرائيل ومزاعمها ضد مصر باتهامها بتجويع الفلسطينيين مؤشرا للتبجح الإسرائيلى المتناهى، فالمحتل يتنفس كذبا، متناسيا أن فلسطين قضية استراتيجية للمصريين منذ أكثر من 7 عقود، وأن مصر لم تتوانَ لحظة فى الدفاع عن القضية وتوصيل المساعدات الإنسانية فى قوافل ممتدة بلا انقطاع عبر معبر رفح، وأن التهديدات المتواصلة جاءت بقصف هذه القوافل بعد عبورها وتدميرها ووضع العراقيل لعدم وصول هذه المساعدات للأشقاء بهدف تنفيذ مخططها فى التهجير.

صاحب العقل يميز كيف تصل المساعدات للداخل الذى دمر تماما فى حرب الإبادة المتواصلة جوا وبحرا وبرا على مدار الساعة، والذى تسبب فى تدمير الطرق والبنية التحتية بالكامل وأغلق الطرقات بالانقاض وملأ الشوارع بجثث الشهداء واستهدف سيارات الإغاثة والإسعاف والمستشفيات وأماكن الإيواء وحول القطاع إلى أكبر مقبرة مفتوحة فى التاريخ.

جرائم الحرب التى ارتكبها اليهود فى غزة موثقة، ولا ندرى كيف يدافع أصحاب العقول الخربة عن محتل غاصب بكل هذه القوة؟ إلا لأن ذلك المخطط متفق عليه ونأمل ألا تكون جعبة الاتفاق تحمل بداخلها مفاجآت مفجعة أكثر من ذلك، وربما كشفت الأيام القادمة عن العديد منها، فوتيرة التطورات المتسارعة تنذر بقرب قدوم الزلزال.

المتغطرس اليهودى نتنياهو دراكولا العصر، قال فى مؤتمر صحفى تعقيبا على الدعوى التى رفعتها جنوب أفريقيا ضد حرب الإبادة فى غزة «إن محكمة العدل الدولية فى لاهاى هى حضيض أخلاقى فى تاريخ الأمم»، مضيفا «يا للعار.. يا للوقاحة.. لا لاهاى ولا غيرها سيوقفنا»، والأخطر فى تصريحاته هى الرسالة التى وجهها لوزير الخارجية الأمريكى قائلا: «قلت لبلينكن إن هذه الحرب ليست حربنا فقط بل هى حربكم أيضا، وهى حرب ضد محور الشر».

باختصار.. مخطط إشعال الشرق الأوسط وتهديد استقرار المنطقة يحتاج إلى اليقظة لتلك المخططات الصهيونية الطامحة إلى تحقيق الحلم اليهودى المزعوم تجاه الوطن الأكبر، وذلك عبر تكتل عربى وإسلامى عاجل يحفظ لبلادنا هيبتها ولحدودنا قوتها فى مواجهة أحلام اليهود التوسعية.

تبقى كلمة.. أصدرت الأمم المتحدة تقريرا حاسما يرد على مزاعم اليهود تجاه مصر فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية إلى الأشقاء فى غزة، أكدت خلاله أن منع إسرائيل دخول المساعدات إلى شمال غزة أدى إلى وصول 21% فقط من جميع الإمدادات المخطط لها من الغذاء والمياه والأدوية.

وشدد أحدث تقرير صادر عن المكتب الأممى للشئون الإنسانية، على أن إسرائيل فرضت قيودا حازمة على بعثات المؤسسات الإنسانية إلى شمال غزة منذ بداية العام الجديد.. جريمة اليهود فى غزة موثقة والأدلة كاشفة، لكننا أصبحنا فى عالم لا مكان فيه للضعفاء.

[email protected]