عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يعد البحر الأحمر شريانًا حيويًا مهمًا فى خريطة العالم، بوصفه حلقة الوصل ‏الجغرافية ما بين المحيط الهندى، والبحر الأبيض المتوسط، وطريق عبور التجارة ‏لقارات الشرق والغرب، من ناحية التبادل التجارى، فنحو 12 فى المئة من ‏التجارة العالمية البحرية تمر عبر البحر الأحمر، ونحو 40 فى المئة من التبادل ‏التجارى بين آسيا وأوروبا يمر عبره، فإنه يشكل كذلك أهمية اقتصادية للدول ‏المطلة عليه لا تقف عند الحركة التجارية فحسب. فهو يتمتع بموارد معدنية ‏ثمينة، هذه الموارد لم تستكشف حتى الآن بشكل مكثف، وتشير الدراسات إلى أن ‏أعماق البحر الأحمر تحتوى على معادن مثل الزنك، والنحاس، والفضة، والذهب، ‏كما أن التنقيب عن النفط والغاز فيه لا يزال مستمرًا، وأحد أكبر الأماكن التى ‏تُطور سياحيًا فى العالم.‏

وفى الجنوب هناك باب المندب المدخل الجنوبى الرابط بين البحر الأحمر والمحيط ‏الهندى، وفى الشمال قتاه السويس المخل الشمالى الرابط بينه وبين البحر ‏المتوسط، وهنا تأتى أهمية الموقع الجغرافى لمصر المتمثل فى الدرب والمسار ‏الأهم لربط قارات العالم، فعبر تاريخ الأمم كانت مصر هى الرحم التى تتمخض ‏بالقذف لأى قوة تتوارى أو أخرى تأتى لحكم العالم، وبالنظر إلى الأحداث الحالية ‏فى تلك المنطقة، وفى القلب حرب غزة الهدف الأول والأخير منها هو تطويق مصر ‏ومحاولة تركيعها، والسبب يكمن فى الخطوات التى قطعها نظام الحكم الحالى فى ‏استقلال القرار المصرى، ومحاولة جعل مصر هى الفاعل القوى والمستفيد الأول ‏من موقعها الجغرافى عبر تنوع علاقتها الخارجية بالشرق والغرب.‏

وكلمة السر تكمن فى طريق الحرير الصينى الذى تمتطيه دول البريكس بقيادة ‏روسيا والصين، والواصل بمرتكزاته البحرية والبرية إلى قناة السويس وسواحل ‏البحر الأحمر، ولذا جاء تجييش وعسكرة ممره الملاحى من قبل أمريكا ومعها ‏كبرى دول حلف الناتو بعد أن خططوا لإشعال حرب غزة واستغلال توابعها من ‏أحداث ضد الملاحة العالمية فى البحر الأحمر، وهنا المواجهة الحتمية ما بين ‏النظام العالمى الحالى المتراجع بقيادة أمريكا، والنظام العالمى متعدد الأقطاب ‏القادم بقيادة روسيا والصين، فهل تتحول  المواجهة إلى حرب عالمية ثالثة باسم «حرب البحر الأحمر» أم تقضى إلى مساومات لتقسيم النفوذ والمصالح  ‏والاتفاق على تواجد أمريكا وبعض حلفائها الكبار فى النظام العالمى الجديد «‏قطب غربى مؤثر» مقابل أن لا تفتح ملفات جرائمه المتعددة ضد شعوب العالم ‏ومحاكمته؟

على العموم فى كل الأحوال لا بد أن أشيد ببراعة الجانب المصرى فى إدارة «دفة ‏المواجهات»، بشكل سيكون مرجعية تاريخية للمدارس العالمية المختلفة فى ‏كيفية إدارة المعركة وهزيمة أكبر قوة عرفها التاريخ بدون إطلاق رصاصة واحدة، ‏فالحرب التى تقودها مصر هى نيابة عن كل الإنسانية.‏