رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تصحيح مسار

في ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني تجد إيران نفسها أمام خرق أمني جديد في هجوم خلّف مئات القتلى والجرحى بالقرب من ضريح «سليمانى» في محافظة كرمان، والتى اعتبرت أن الهجوم مؤامرة جديدة ووعدها بأن تقابل بشكل ساحق وعاجل، وشدد المرشد الإيراني علي خامنئي على أن منفذي هجوم كرمان سيكونون هدفا أكيدا للرد والعقاب العادل، مع تصريح قائد فيلق القدس في الحرس الثورى الإيراني إسماعيل قآنى، إن هجوم كرمان تم تأمينه عن طريق الولايات المتحدة وإسرائيل، رغم التزام إسرائيل الصمت إزاء تفجيري كرمان وعملية اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي في حركة حماس صالح العارورى، إلا أن الهجوم تزامن مع تصريحات وزير الخارجية، يسرائيل كاتس، عن حرب عالمية ثالثة تخوضها إسرائيل ضد إيران.

والرسائل التى تلقتها إيران من حجم الهجوم المفجع والمؤلم وطبيعة الهدف، تبين فشل الكيان الصهيونى باستهدافه المدنيين في الانفجار لا يعتبر عملية عسكرية منظمة ومترابطة ومتساوية الأركان العسكرية.

وانفجارا كرمان يعتبران رسالة يحاول الكيان الصهيونى من خلالها القول إنه يستطيع أن يصل إلى لبنان وسوريا وإيران وهذا أمر متوقع.

ومسئولية نتنياهو الذى يعيش ذروة أزمة الهزيمة أمام المقاومة، ومعه الحكومة اليمينية المتطرفة التى تتفق معه فى أهداف هذه الحرب التى لم تتحقق حتى الآن، وكذلك أزمة الاتهام والإدانة التى يوجهها له مجتمع الكيان، وبالتالى هناك حالة تعطش لخلق صورة انتصار ورغبة نتنياهو لخلط الأوراق من خلال استهداف وقتل صالح العارورى فى لبنان، لاستدراج حزب الله لردة فعل وجر المنطقة وأمريكا فى هذه المواجهة ليقدم هذا المشهد لمجتمع الكيان على أنه انتصار.

وسعى نتنياهو للبحث عن صورة انتصار بما حدث فى سوريا ولبنان وإيران، فهو يغامر ويقامر بالحصول على هذه الصورة، لأن هذا الأمر مرتبط بطبيعة رد الجانب الآخر، والذى يمكن أن يبلغ مستوى الحرب الشاملة ويفتح جبهات عديدة على الكيان، وكون هذه الحرب مهربًا ومفرًا لنتنياهو من أزمته الداخلية وعدم حصوله على مكاسب حتى الآن  مما يحدث في غزة.

وموقف أمريكا فى هذا يتضح من خلال تصريحات المسئولين الأمريكيين وبعض المحللين أن الكيان الصهيونى ليس لديه يد فى انفجار كرمان ومقتل أكثر من 200 شخص وإصابة المئات، أو مقتل صالح العارورى فى لبنان، ولكن فى نفس الوقت تصريحاتهم بأن الإدارة الأمريكية قلقة من بعض السياسات التى يتبناها الكيان الصهيونى، وأن أمريكا حتى الآن غير مستعدة لاستخدام قدراتها ونفوذها التى من الممكن أن تغير موقف الكيان.

أما موقف إيران الرسمى حتى الآن، سواء من القيادة السياسية أو من القيادة الأمنية والعسكرية يتحدث عن رد قاس وحتمى قادم لكل من يثبت تورطه فى هذا الانفجار سواء من الداخل أو من الخارج، فالعمل الآن بالدرجة الأولى هو حصر الأشخاص الذين دخلوا إيران فى الفترة السابقة والحالية، وتفريغ الكاميرات والعمل على انتهاء التحقيقات ومعرفة نتيجتها، والتى سيتم رفعها مع التقرير للقيادة الإيرانية، خاصة وأن التفجير تم على مرحلتين، مرحلة تفجير عن بعد ومرحلة قام بها انتحارى، وسيكون لكل سيناريو رد خاص به.

[email protected]