عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

سوف يأتى يوم يتوقف فيه التاريخ أمام البيان الذى صدر عن وزارة الدفاع الأمريكية فى ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٣، وسوف يتوقف التاريخ ليحاسب لا ليسجل!.. ففى هذا اليوم أعلنت الوزارة فى بيانها أن ادارة الرئيس جو بايدن قررت بيع ذخيرة لإسرائيل بمبلغ قيمته ١٤٧ مليون دولار.
ولم تكن القضية طبعًا فى أنها باعت، فما أكثر السلاح الذى باعته الإدارات الأمريكية المتعاقبة للدولة العربية، ولكن الجديد هذه المرة أنها فعلت ذلك من وراء ظهر الكونجرس، وإذا شئنا الدقة أكثر قلنا بأنها فعلت ذلك رغم أنف الكونجرس!
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولكنه تجاوزه إلى درجة أن وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أرسل تقريرًا إلى الكونجرس يشرح فيه أسباب القفز فوق السلطة التشريعية فى البلاد ويقول، بأن هناك حالة طوارئ تبرر البيع دون العودة لها!
ولم يكن هناك ما هو أعجب من البيع دون موافقة الكونجرس، بل رغم أنفه، إلا حديث بلينكن عن الضرورات التى تبيح المحظورات!.. وكأن قتل الأطفال والنساء والمدنيين عمومًا فى قطاع غزة من بين الضرورات التى تدعو إلى قتل الأطفال والنساء والمدنيين فى القطاع!
وليس سرًا أن بايدن كان قد قدم طلبًا إلى الكونجرس يطلب فيه ١٠٦ مليارات دولار لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان، ولكن أعضاء الكونجرس لم يوافقوا بعد، ولا يزال الطلب على مكاتبهم.. وعندما زار الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى واشنطون فى وقت سابق لم ينجح فى تحريك الطلب من مكانه، فعاد إلى بلاد شمال أوربا يطلب منها ما لم يجده فى العاصمة الأمريكية.
ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى يجرى فيها تجاوز الكونجرس، بوصفه السلطة المسئولة عن التشريع وعن مراقبة أعمال الحكومة، فمن قبل جرى الشيء نفسه فى ٩ ديسمبر، عندما ارتكبت الإدارة الأمريكية الخطأ نفسه، وعندما ضربت بسلطتها التشريعية عرض الحائط، وباعت سلاحًا لإسرائيل دون موافقة الكونجرس!
ولأن هذا حصل ويحصل فى العلن، ولأن ادارة بايدن لا تجد حرجًا فيما تفعله، فإنها مسئولة قبل حكومة نتنياهو عما أصاب ويصيب الأطفال والنساء والمدنيين فى أنحاء غزة.. وهذا ما قصدته من جانبى عندما قلت بأن التاريخ سوف يتوقف ليحاسب لا ليسجل.
ولا يوجد شيء يعبر عن هذا المشهد على بعضه، إلا الكاريكاتير الذى يصور تمثال الحرية الأمريكى الشهير، وهو يضع يديه على وجهه من شدة الإحساس بالخجل.. فالتمثال فى وضعه الطبيعى يرفع يده فى الفضاء ممسكًا بما يشبه الشعلة، ولكنه فى الكاريكاتير قد ألقى الشعلة وراح يدارى وجهه من فرط الكسوف مما تفعله إدارة بلاده الحاكمة وتمارسه!