عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

شهد السوق السينمائى المصرى إنتاجًا سخيًا وثريًا فى 2023، ووصل حجم هذا الإنتاج نحو 42 فيلما شارك فيها كل النجوم تقريبًا، وهو عدد يعتبر كبيرًا بالمقارنة بالأعوام السابقة، وأعتقد أن الذى شجع المنتجين على الدخول بقوة فى عملية الإنتاج، رغم ارتفاع أسعار كل شىء بشكل مبالغ فيه وغير منطقى، أن عوائد الأفلام فى العامين الماضيين، كانت مربحة من التوزيع الداخلى.. والأهم منه التوزيع الخارجى وخصوصًا فى دول الخليج!

وهذا شىء يفرح القلب لأن السينما كصناعة يمكن أن تكون واحدة من مصادر الدخل القومى من العملة الأجنبية، إذا تعاملت الدولة معها على أنها واحدة من مجالات الاستثمار المهمة مثلها مثل أية صناعة أخرى، وأن تقدم لها تسهيلات مثلما تحاول أن تقدمه للمستثمرين الأجانب.. وهذا يتطلب من صناع القرار، ومن الجهات المعنية بالسينما التعامل مع السينمائيين من الفنانين والفنيين وحتى العمال أنهم ثروة استثمارية حقيقية، ولا ينظروا إليهم بتعال كمجموعة من الفساتين والملابس الفاخرة والبهلونات الذين يكسبون بدون وجه حق ملايين الجنيهات وتتفنن الضرائب فى تحصيل أكبر قدر ممكن من أموالهم!

صحيح من حق الدولة أن تحصل على الضرائب من كل مواطن حتى تتمكن من تقديم خدمات أفضل فى التعليم والصحة والسلع التموينية والطرق.. وغير ذلك، ولكن فى المقابل من المهم أن تقدم تسهيلات وإعفاءات جمركية للمنتجين لاستيراد المعدات والأجهزة المتطورة وكلها تقريبًا الآن ذات تقنيات تكنولوجية متطورة، وأسعارها مرتفعة وباهظة، وتعتبر من أعباء الإنتاج.. والأهم أن عدم توفرها فى الصناعة تؤثر فى جودة الأفلام ولا تجعلها قادرة على المنافسة.. وبدلًا من إنتاج 42 فيلمًا يمكن أن تصل إلى 200 و300 فى السنة وهذا يعنى زيادة العملة الصعبة لصالح الدخل القومى!

ولا شك أن الاقتصادى الكبير طلعت حرب، الذى يعتبر أبو الاقتصاد المصرى الحديث بتحرير الاقتصاد المصرى من التبعية الأجنبية، وساهم فى تأسيس بنك مصر، والعديد من الشركات العملاقة مثل شركة مصر للغزل والنسيج، ومصر للطيران، ومصر للتأمين، ومصر للمناجم والمحاجر، ومصر لصناعة وتكرير البترول، ومصر للسياحة.. كان كذلك صاحب إدراك استثنائى بأهمية هذه السينما بإنشاء شركة مصر للتمثيل والسينما عام 1927 والتى ضمت الاستوديوهات والمعامل التى ما زلنا حتى الآن نستخدمها.. ومع ذلك ما زلنا لا نرى ما رآه من أهمية اقتصادية لهذه الصناعة مثلها مثل الشركات الأخرى.. وما زلنا نتعامل معها كملاهٍ ونوادٍ ليلية!

السينما المصرية.. حتى الآن، من أجمل الفنون وأوسعها انتشارًا وجماهيرية فى الداخل والخارج، وتشهد قبولًا كبيرًا من المتفرج العربى مع افتتاح دور عرض كثيرة فى الخليج وخصوصا السعودية رغم المنافسة الشرسة من الأفلام الأمريكية والهندية!

صناعة السينما المصرية تحتاج إلى عقول منفتحة وواعية بأهميتها السياسية والاقتصادية كقوة ناعمة ومصدر للدخل، ولا تحتاج إلى نفوس متربصة لكل من يعمل فى هذا الفن ويراه بنظرة استخفاف واحتقار وحقد!

 

[email protected]