رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

غلاف غزة هو مجموعة من المدن والمستوطنات الإسرائيلية التى تحيط بقطاع غزة، من جهة الشمال الشرقى، فى مسافة تقدر بنحو 41 كيلومترا فى محيط القطاع. ويتكون الغلاف من 50 مستوطنة إسرائيلية تقريبا، قسمة على ثلاثة مجالس اقليمية تابعة للحكومة الإسرائيلية المركزية فى تل أبيب.

ما إن تحدث مواجهات بين كيان الاحتلال الإسرائيلى ومنظمات المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة، إلا ويبرز معه الحديث بشكل كبير عن مصطلح «غلاف غزة»، نظرا لكونه نقطة تماس بين اجيش الاحتلال والمقاومين الفلسطينيين، ما يمثله من أهمية استراتيجية لكلا الطرفين، ويقدر عدد سكان غلاف غزة، من المستوطنين الإسرائيليين، بأكثر من 55 ألف مستوطن إسرائيلى.

بعد توقيع اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، عام 1993 بمدينة واشنطن فى الولايات المتحدة الأمريكية، تمكنت السلطة الفلسطينية من دخول قطاع غزة وفق الاتفاقية ذاتها، عام 1994، فى غزة وأريحا، حسب ما نص عليه الاتفاق.

فقد دخل الرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات قطاع غزة لأول مرة فى عام 1994، ومن ثم بدأ الفلسطينيون فى السيطرة على الأراضى التى يقطنونها، إلى جانب المستوطنات الإسرائيلية الموجودة هى أيضا داخل القطاع.

استمر الوضع على ما هو عليه لمدة عقد من الزمن تقريبا، إذ طرح الرئيس الإسرائيلى السابق أرييل شارون، عام 2004 خطة للانفصال عن قطاع غزة والانسحاب منه بشكل كامل، مع إخلاء المستوطنين لبيوتهم، الذين يقدر عددهم بأكثر من 8500 مستوطن يهودى، وهى خطة أقرها الكنيست الإسرائيلى وصدق عليها بعد ذلك، عام 2005.

وفى يوم 12 سبتمبر من السنة نفسها، أنهى الحكم العسكرى فى القطاع المحاصر بشكل نهائى، كما أخليت المستوطنات الإسرائيلية كافة، البالغة 25 مستوطنة إسرائيلية.

بعد انسحاب الجيش الإسرائيلى من القطاع، عمدت حكومة الاحتلال إلى اقامة «منطقة عازلة» فى الأراضى الفلسطينية التى تحتلها إسرائيل على طول الحدود البرية مع قطاع غزة المحاصر، منذ فوز حركة حماس فى الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006.

ورغم كونها منطقة حدودية ومنطقة شبه عسكرية، فإن القوات الإسرائيلية أبقت على عدد من التجمعات السكانية الاستيطانية فى هذه المنطقة، التى بلغ عددها حاليا حوالى 50 مستوطنة، موزعة على مسافة تقدر بـ41 كيلومترا. وعرفت منذ ذلك الحين فى وسائل الإعلام الناطق بالعربية باسم منطقة «غلاف غزة»، بينما يطلق عليها اسم «غوتيف غزة» باللغة العبرية.

داخل الكيان الإسرائيلى، وهو الاسم الذى يجرى تداوله بشكل مستمر، فى أي مواجهات بين جيش الاحتلال الإسرائيلى ومنظمات المقاومة الفلسطينية فى قطاع غزة.

تعتبر مستوطنة «سديروت» أكبر المستوطنات الإسرائيلية الموجودة فى قطاع غزة، كما أنها أقرب مستوطنة إلى قطاع غزة من جهة الشمال، وأقيمت هذه المستوطنة عام 1948، على أنقاض قرية النجد الفلسطينية، بعد احتلالها ثم تحولت إلى مدينة، يقطنها نحو 20 ألف مستوطن يهودى، إلى جانب مستوطنة «كيسوفيم»، ومستوطنة «زيكيم» ومستوطنة «سوفا».

يمثل غلاف غزة أهمية استراتيجية كبيرة لجيش الاحتلال الإسرائيلى وفصائل المقاومة الفلسطينية المتمركزة فى قطاع غزة، إذ يعتبر نقطة التماس بينها، وقد شهدت المنطقة منذ سيطرة «حماس» على قطاع غزة العديد من المعارك والحروب. وكان آخر عملية «طوفان الأقصى» التى شنتها المقاومة الفلسطينية على الغلاف بقيادة كتائب عز الدين القسام يوم 7 أكتوبر الماضى، وتعتبر إسرائيل الغلاف خط الدفاع الأول لها، نظرا لكونه متاخما للمنطقة العازلة بين الكيان الإسرائيلى وقطاع غزة التى تسيطر عليها «حماس».