رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كانت الانتخابات الرئاسية المصرية التى أجريت داخل وخارج مصر خلال شهر ديسمبر الجارى، بمثابة فرصة ذهبية أمام الأحزاب السياسية لإعادة إحياء دورها واحتكاكها وانخراطها مع الشارع والتواصل مع الجماهير، ليشعر المواطن بأهميتها وضرورة وجود أحزاب قوية لإثراء الحياة السياسية بما يعزز الديمقراطية والتعددية والتنافسية التى كفلها الدستور.

الانتخابات الرئاسية شهدت مشاركة ثلاثة أحزاب سياسية باستخدامها حق الترشح فى الانتخابات والدفع بمرشح رئاسى، وشاركت أحزاب عديدة لها تمثيل فى البرلمان بغرفتيه مجلسى النواب والشيوخ فى حملات المرشحين الأربعة للرئاسة، وقامت تلك الأحزاب بالنزول إلى الشارع وجابت المحافظات على مستوى الجمهورية على مدار الأسابيع الماضية، وكانت التجربة ثرية ومفيدة من خلال التلاحم المباشر بين الأحزاب والجمهور فى الشارع على أرض الواقع، وهو ما قد يساعد على بناء جسور التواصل والتفاعل بين الأحزاب والشارع من جديد، وقد يفتح خطًا لبناء الثقة من جانب المواطن فى الأحزاب المتواجدة على الساحة حسب قدرة كل حزب على إقناع المواطن بأفكاره وأهدافه ومبادئه.

نعلم جميعاً أن هناك فجوة كبيرة بين الشارع والأحزاب، فعلى مدار سنوات طويلة لا يشعر المواطنون بوجود الأحزاب، بل إن معظم المواطنين لا يتذكرون أسماء الأحزاب، وهناك من يعرف اسم حزبين أو ثلاثة من أكثر من 104 أحزاب فى مصر، والأمر يرجع إلى أسباب عدة، لعل أبرزها حالة الجمود التى تصيب معظم الأحزاب والاكتفاء بالتواجد إعلاميًا أو عبر مواقع التواصل الاجتماعى على حساب التواجد بين الجماهير وبناء قواعد شعبية.

لذلك جاءت الانتخابات الرئاسية الأخيرة ومن قبلها الحوار الوطنى لتعطى الأحزاب السياسية قبلة الحياة من جديد فى ظل توجه الدولة لتحقيق الإصلاح السياسى من خلال دعم وتعزيز وجود الأحزاب والمشاركة فى الحياة السياسية، ففى الحوار الوطنى شاركت الأحزاب وطرحت قضاياها ومشكلاتها على مائدة الحوار، وفى الانتخابات الرئاسية كانت نقطة الانطلاق بالنسبة للأحزاب من خلال الوصول إلى المواطن فى الشارع والحديث معه والاستماع إلى مشاكله واحتياجاته، والمكسب هنا وجود حالة حوار وتواصل بين الأحزاب والشارع، وهو ما يجب البناء عليه فى الفترة القادمة واستثمار المناخ الإيجابى فى الحياة السياسية المصرية حالياً بما يعزز وجود الأحزاب فى المشهد وتقويتها وتفعيل دورها.

الخطوة الأولى تبدأ من داخل الأحزاب نفسها بأن تضع خطة لإعادة هيكلتها داخلياً وتنظيمها وتمكين الشباب والعمل على تأهيل وتدريب وتطوير مهارات أعضائها وبناء الكوادر، وتوسيع قواعدها الشعبية بالتواصل المستمر مع المواطنين وأن يكون لها دور فى التفاعل مع مشكلات المواطنين وحلها، فضلاً عن ضرورة العمل بناء على استراتيجية للاستعداد للمشاركة فى الاستحقاقات الانتخابية القادمة، سواء الانتخابات النيابية أو انتخابات المجالس المحلية، لتكون هناك أحزاب مؤهلة لخوض الانتخابات والمنافسة فيها بقوة، بما يعزز الديمقراطية والتعددية والتنافسية، وهو ما يصب فى صالح الوطن والمواطن.

إلى جانب ذلك يجب على الأحزاب السياسية وضع رؤى مبنية على أهداف وبرامج واقعية تتلامس مع قضايا الوطن والمواطن وتوجد آليات وتصورات لحلها، بما يجعلها قادرة على إقناع المواطن، وبما يعزز من تشجيع الشباب على المشاركة فى الحياة السياسية والانضمام إلى الأحزاب، وتعزيز وتشجيع المجتمع المدنى عموماً على التواجد القوى فى الشارع.

أخيراً، أود أن أثمن جهود الهيئة الوطنية للانتخابات فى إدارة وتنظيم انتخابات رئاسة الجمهورية وحياديتها ونزاهتها، وأشيد بالمشاركة التاريخية غير المسبوقة من الشعب المصرى بكافة أطيافه فى الانتخابات بما يليق بحجم الدولة المصرية، وأثنى على ذلك المشهد الرائع الذى اختتم بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى الفائز فى الانتخابات الرئاسية مع مرشحى الرئاسة الثلاثة الذين تنافسوا معه فى الانتخابات، وهى بادرة طيبة تعكس قيم ومبادئ الجمهورية الجديدة وتعزيز الديمقراطية.

 

 

عضو مجلس الشيوخ

عضو الهيئة العليا لحزب الوفد