رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

فى زمن الحرب، من يخالف أوامر القيادة ويشذ عن خطط أو هدف مواجهة العدو والتصدى له وضربه بكل قوة، من يخالف هذا يُعاقب بأشد العقوبات، ويمكن أن يصنف خائنًا، وفى بعض الحالات يتم تصفية المخالف جسديًا، حتى لا تسود روح العصيان العسكرى داخل هذا الجيش المحارب فى دولة أو أخرى ولا تنتشر روح الانهزامية والخذلان، وأبسط العقوبات إقصاؤه عن مهامه وسجنه سجنًا مشددًا.

فى زمن الحرب لا وقت للخلافات بين أبناء الوطن الواحد، لا وقت لتصفية الحسابات، أو كشف المستور من هذه الخلافات وتعريتها أمام العدو، فى زمن الحرب يجب أن تتوحد قوى كل أبناء الوطن لدحر الأعداء وتحقيق الانتصار سواء بتحرير الأرض وتحقيق الاستقلال، أو صد العدو المعتدى وإيقافه عند حدوده.

وللأسف نطالع جميعًا ما يحدث الآن فى فلسطين بكل أنفس جريحة وقلوب نازفة على أبناء غزة وباقى مدن فلسطين المستهدفة من تساقط الشهداء والجرحى ضحايا الوحشية العسكرية الإسرائيلية، وضحايا خطط استلاب كل الأرض الفلسطينية وتهجير أهلها منها استكمالًا لتاريخ بدأه اليهود بمساعدة عصابات «الهاغاناه» والتى تعنى «فرقة الدفاع والعمل» منذ عام 1920، تلك العصابات التى نجحت فى تشكيل منظمة عسكرية إسرائيلية كان لها دورها الكبير فى تأسيس إسرائيل عام 1948، وارتكبت فى سبيل ذلك أعمالا إرهابية وجرائم حرب فى حق الفلسطينيين وقد انتظم فى صفوفها عدد كبير من المهاجرين اليهود الذين أصبحوا لاحقا قادة لهذا الكيان الإسرائيلى السرطانى، وشكلت هذه العصابات بحكم متانة تدريبها وتسليحها النواة الأولى للجيش الإسرائيلى الرسمى.

أذكر لأؤكد أن عصابات وجماعات يهودية متفرقة من شتى بقاع العالم وحدتها مصلحة الاستعمار والاستيلاء على أراضى الغير، وحدتها الأطماع فى تكوين دولة لهم من لا دولة على أرض ليست أرضهم، وصاروا بهذه السطوة والجبروت بمرور العقود، فيما أصحاب الأرض، الأخوة الفلسطينيون يتفرقون شيعًا وفصائل، لا تجمعهم قوة واحدة ولا كلمة موحدة، أقول هذا وأنا وغيرى نطالع التراشق وتبادل الاتهامات بين السلطة الفلسطينية، وبين فصائل المقاومة، خاصة حركة حماس، يتم تبادل الاتهامات وإلقاء تبعات ما تعانى منه غزة بين الجانبين بصورة معلنة إعلاميًا، وعلى صفحات التواصل الاجتماعى، وبل على الجروبات الخاصة التى شكلتها مجموعات متنافرة من الفريقين.

ينشر المنتمون للسلطة الفلسطينية من حركة فتح لقطات صور وفيديوهات بها صرخات استغاثة من فلسطينيين خاصة من النساء يتهمن فيها حماس بالتسبب فى إحراق أرض غزة بما فعلوه يوم 7 أكتوبر، وتسببهم فى قتل أهلها على هذا النحو، بل ولقطات وفيديوهات أخرى يتهمون فيها فصائل المقاومة بالاستيلاء على المعونات الإنسانية التى تصل إلى القطاع لأنفسهم دون المواطنين، وبيع بعضها بأسعار مبالغ بها للمنكوبين فى المخيمات ومناطق الملاذ التى فروا إليها من جحيم القصف الإسرائيلى، رغم كونها معونات ترسلها الدول عبر معبر رفح للأهالى المنكوبين فى غزة.

وفيديوهات واستغاثات أخرى تتهم حركات المقاومة بالتقاعس والاختباء فى الأنفاق، وترك الأهالى فى العراء تحت قصف الآليات العسكرية الإسرائيلية المتوحشة، وأنهم ليسوا سوى أذرع لإيران، وأنهم يتقاضون أموالًا طائلة فيما شعب غزة يموت من الجوع، وفى المقابل تخرج إلينا فيديوهات وصور من قادة وعناصر المقاومة تتهم فتح بالتعاون الأمنى والسياسى مع إسرائيل، وبعمل مواءمات خاصة وأن رواتبهم تأتى من السلطة الإسرائيلية من استقطاعات الضرائب بموجب اتفاقات السلام، حيث تجمع وزارة المالية الإسرائيلية الضرائب نيابة عن الفلسطينيين، وتقوم بتحويلات شهرية إلى السلطة الفلسطينية فيما يعرف بأموال المقاصة، وهو ما يثير خلافات مستمرة بين فتح وفصائل المقاومة.

فأي مشهد فلسطينى هذا فى زمن هذه الحرب الوحشية الصهيونية على قطاع غزة وعلى مدن السلطة الفلسطينية!، وأى تفرق هذا وأى تشرذم!، ما يتم تبادله الآن من تراشق واتهامات بين الإخوة الفلسطينيين ليس وقته أبدًا، إنه توقيت خاطئ للصيد وتحقيق المكاسب، فالماء عكر، بل احمر بدماء إخوتكم وأبنائكم الفلسطينيين، وللحديث بقية.

 

[email protected]