رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهني

إذا كان خروج المصريين فى انتخابات الرئاسة بمثابة رد الجميل للرئيس السيسى، الذى حمى مصر من خطر الإرهاب وقادها إلى الجمهورية الحديثة بعديد من الإنجازات، فجاء خروجهم شاملا النساء والرجال والشيوخ والشباب، وحتى البسطاء وغير القادرين شاركوا فى الانتخابات رغم الظروف الاقتصادية وغلاء الأسعار، إلى جانب الشائعات من الداخل والخارج التى كانت تشككهم فى كل شىء حولهم.

رغم كل هذا لم يخذل المصريون رئيسهم وخرجوا، يؤكدون للعالم بأسره ثقتهم فى قائدهم حتى يعبر بسفينة الوطن الأمواج المتلاطمة من حولنا، ليصل بها إلى بر الأمان.

واليوم بعد إعلان نتيجة الانتخابات وفوز السيسى برئاسة مصر لست سنوات قادمة، فإنه يجب أن يكون ما بعد الانتخابات مختلفًا عما قبلها، فالأمر يتطلب تكاتف الشعب مع الدولة لمواجهة التحديات واستكمال البناء على جميع المستويات.

وهنا يأتى الدور على الدولة فى الاهتمام بأبنائها، فلا يجب أن يقال إن هناك مخزونًا سلعيًا من السلع الاستراتيجية لأشهر قادمة، ويبحث عنها المواطن فلا يجدها، لذلك فإن توفيرها للمستهلكين بات ضرورة بأسعار مقبولة بعد ضرب الاحتكار وسماسرة الأزمات بيد من حديد.

كذلك ينبغى الاهتمام بالفلاح المنتج الأول فى مصر، بكافة سبل الدعم من علاج وقروض وارشاد زراعى وتوفير مستلزمات الإنتاج، مع رفع أسعار المحاصيل الزراعية قياسا بالسعر العالمى، وهذا هو السبيل الوحيد لكى يزيد إنتاجه، فيأخذ طريقه إلى التصدير، لتأتى العملة الصعبة ونحد من الاستيراد حتى يستقل قرارنا.

وعلى الدولة أيضاً الاسراع بتوطين الصناعة المحلية وإطلاق يد القطاع الخاص، وحمايته من المنافسة غير العادلة حتى يتدفق إنتاجه ويطرح فرص عمل جديدة، وليكن لنا فى نجاح المقاطعة لبعض المنتجات الأجنبية فرصة ذهبية فى الارتفاع بجودة المنتج المحلى وتوسيع دائرة انتشاره.

وعلى الجانب السياسى ينبغى على الدولة أن تمكن الأحزاب وترشد عددها وتفتح امامها المجال للممارسة السياسية الحقيقية، باعتبارها معارضة وطنية خاصة بعدما نجحت، بشكل مبدئى فى تقديم ثلاثة رؤساء أحزاب للانتخابات الرئاسية، التى شهدت منافسة شريفة بشهادة المنظمات العالمية التى راقبتها.

وبالقطع أن ذلك لن يتحقق إلا فى وجود حكومة وبرلمان، يتحركان مع نبض الشارع ويستجيبان لمطالبه، من خلال عناصر تأتى من أهل الخبرة بعيدا عن أهل الثقة، حتى نبنى على هذا النجاح وتلك الثقة التى تعمقت بين الشعب وقائده، ويبقى على الدولة أن تستجيب لمطالب شعبها وترد الجميل من باب الواجب.