رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

مشهد رائع سطره المصريون فى حب الوطن، خلال المشاركة فى الانتخابات الرئاسية بصورة تليق بمصر، وتكشف عن وعى مصرى متنامٍ فى السنوات الأخيرة، وحرص عامة المصريين على الاستقرار والتنمية والتحضر، والملفت فى هذه الانتخابات وجود حالة من التناغم والتعاون بين الأجهزة التنفيذية والمواطنين بشكل لائق ومتحضر يؤكد أن مصر تسير بحق وبخطى ثابتة نحو الجمهورية الجديدة على شتى المستويات، وعلى رأسها احترام المواطن المصرى، ومع أننى حرصت على الإدلاء بصوتى بعد الظهيرة فى اليوم الأول تلاشيًا للزحام، إلا أننى عندما وصلت إلى لجنتى الانتخابية بالدقى فوجئت بكثافة عددية فى اللجان، ولكن النظام الشديد والتعاون من قبل القائمين على النظام ومن رجال الشرطة جعل الأمور تسير بسهولة ويسر، وقرأت فى عيون المواطنين حالة من الرضا والزهو والفخر بالنظام الرائع والتعامل الراقى، وانعكست هذه الحالة على كبار السن وتبارى الجميع لإفساح المجال لهم وعدم الانتظار لبضع دقائق، فى تأكيد على التغير الكبير الذى يشهده المجتمع المصرى، وعمق الانتماء الوطنى لدى المصريين وحرصهم على أداء هذا الواجب الوطنى وتأمين مستقبل هذا الوطن.

الحقيقة أن حرص المصريين فى السنوات الأخيرة على المشاركة السياسية والاهتمام بالانتخابات الرئاسية والشأن العام المصرى، لم يأت من فراغ، وإنما لأسباب كثيرة يأتى على رأسها الأحداث الكبرى التى مرت بها مصر منذ اندلاع ثورة الشباب فى 2011، واختطافها فى غضون أيام قليلة من قبل الجماعة الإرهابية، وتحول البلاد إلى ساحة للصراعات أنتجت فوضى عارمة لمدة عامين ونصف العام، بعد أن تمكنت الجماعة الإرهابية من السيطرة على مقاعد البرلمان، ثم اختطاف منصب رئاسة الجمهورية بشتى الأساليب الملتوية، ومن خلال تدخلات ودعم خارجى، وأيقن المصريون فى هذا الوقت أن الوطن قد اختطف بالفعل، وفى طريقه إلى الانهيار والانزلاق فى صراعات مسلحة فى ظل تسارع جماعة الإخوان للتمكن من مفاصل الدولة وإرهاب الشعب، وهو ما دفع شرائح كثيرة من أبناء الوطن للتصدى لهذا المخطط والخروج فى مظاهرات، حتى جاءت لحظة الانفجار الشعبى الهائل فى الثلاثين من يونيو عام 2013، ليسطر المصريون أعظم ثورة شعبية عرفتها مصر بعد ثورة 19، لاستعادة الوطن والحفاظ على هويته ومقدراته، ولم تمر سنوات قليلة حتى تكشفت خيوط المؤامرة كاملة بعد تسريبات وثائق هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية التى كشفت عن المخطط الأمريكى مع تيار الإسلام السياسى للوصول إلى السلطة وتحقيق سيناريو الشرق الأوسط الجديد.

حالة الوعى المصرى لم تأت من فراغ فى ظل ما يحدث على الساحة العالمية والإقليمية، والتحولات الخطيرة التى يشهدها العالم وفى القلب منه منطقة الشرق الأوسط ومصر، وكلنا يذكر المحاولات المتكررة لتشتيت أفكار المصريين فى ظل الضغوط الاقتصادية، وترويج أفكار هدامة مثل - فقه الأولويات - التى كانت تركز على تسليح الجيش المصرى والمحاولات المتكررة للجماعة الإرهابية لإفساد العلاقة بين الشعب وقواته المسلحة الوطنية بترويج مثل هذه الأفكار والشائعات كلما عقدت مصر صفقة أسلحة جديدة فى إطار عملية تطوير وتحديث المؤسسة العسكرية بهدف تعزيز قدرتها لحماية الأمن القومى المصرى، وعندما اكتشف الغاز فى البحر المتوسط والتهبت الأحداث فى ليبيا غربًا والسودان جنوبًا أيقن المصريون أهمية تطوير قدرات القوات المسلحة، وبعد أن انفجرت الأحداث فى غزة مؤخرًا وتكشفت النويا الإسرائيلية الأمريكية بتهجير سكان غزة إلى سيناء أيقن كل المصريين ضرورة تعزيز قدرات الجيش المصرى، وجاء رد الرئيس عبدالفتاح السيسى بإسقاط هذا المخطط والإعلان عن أن الأمن القومى المصرى خط أحمر، وتابع المصريون تحركات الجيش المصرى التى ردعت هذا المخطط، ويتأكد الجميع من الأسباب الحقيقية وراء كل الأفكار الهدامة فى المجتمع، ولتكون أيضاً أحد الدوافع للتماسك الداخلى والمشاركة السياسية لدعم استقرار الوطن وتقدمه.

حفظ الله مصر