رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

رغم المقتلة التى قامت بها إسرائيل ولا تزال تجاه الأطفال والنساء والمدنيين فى قطاع غزة على اتساعه، إلا أن صحيفة معاريف الإسرائيلية لم تجد حرجًا فى أن تفرد مساحة على صفحاتها لصوت من أصوات السلام فى تل أبيب.

صاحب الصوت هو مئير شطريت، الوزير السابق فى ثلاث حكومات هى حكومة أرئيل شارون، وإيهود باراك، وإيهود أولمرت.. كان وزيرًا للعدل مرة، وللداخلية مرةً ثانية، ولغيرهما مرةً ثالثة، وفى كل المرات كان ممن يؤمنون بالمبادرة العربية للسلام.

كان يؤمن بها ولا يزال، وكان يدعو رؤساء الحكومات الثلاث ليس إلى مجرد الإيمان بالمبادرة، ولكن إلى الأخذ بها والعمل على ترجمتها عمليًا، ومن أجل ذلك، فإنه كتب مقالًا عما كان يسمعه منهم، ونشرت الصحيفة المقال يوم الجمعة ٨ ديسمبر، ومن بعدها نشرت الشرق الأوسط اللندنية ترجمةً وافية للمقال.. وقد بلغ فى حماسته للمبادرة إلى حد أنه قام بتشكيل لوبى يدعو لها فى الكنيست الإسرائيلى، وكان اللوبى من ٤٣ عضوًا لولا أنهم لم يستطيعوا فعل شيء على الأرض.

ومن المعروف أن المبادرة العربية طرحها الملك عبدالله بن عبدالعزيز فى قمة بيروت العربية ٢٠٠٢، وكان وقتها وليًا للعهد فى السعودية، ومن يومها تنتظر المبادرة صوتًا إسرائيليًا عاقلًا فى موقع اتخاذ القرار ليأخذ بها، ويوفر على إسرائيل كل ما سوف تدفعه فى غياب السلام.

والمبادرة تدعو إلى ثلاثة أمور أساسية، أولها انسحاب إسرائيل إلى حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، ليس فقط بالنسبة للضفة الغربية وقطاع غزة، وإنما أيضاً بالنسبة للجولان ومزارع شبعا اللبنانية.. وثانيها قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.. وثالثها الاتفاق على حل يعود به اللاجئون الفلسطينيون إلى أرضهم.. وإذا سأل سائل عما سوف تحصل عليه إسرائيل فى المقابل، فالإجابة أنها سوف تحصل على السلام، وسوف تكون ميزة هذا السلام أنه سيكون بضمانة من ٥٧ دولة هى الدول العربية والإسلامية التى تحظى المبادرة بمباركتها.

يقول الوزير شطريت فى مقالته إنه كان يلاحظ، أن رؤساء الحكومات الثلاث كانوا يُظهرون تأييدهم للمبادرة كلما تكلم مع أحد منهم عنها، وكانوا جميعهم يصفونها بأنها فكرة جيدة، ولكنهم جميعًا كانوا فى المقابل لا يتجاوزون ذلك إلى ما هو أبعد خطوةً واحدة.

ولم يفهم شطريت لماذا الكلام من جانب الثلاثة عن المبادرة دون الذهاب للفعل، ولكنه يخمن أن السبب ربما يكون أن كل واحد منهم كان يسعى إلى إرضاء رغبة واشنطون فى أن تظل وسيطًا فى حل القضية.. وهذا تخمين أقرب ما يكون للصواب، لولا أن الولايات المتحدة لم تكن تريد أن تظل وسيطًا وفقط، ولكنها كانت ولا تزال تعمل حسب المبدأ الذى كان يؤمن به كيسنجر، وهو مبدأ يقول بإدارة القضية بديلًا عن حلها، وتكون النتيجة أن تظل المنطقة تدور فى هذه المتاهة دون سقف!