رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتجاه

<< فى الظاهر أن وقف النار، يعنى أنه فترة التقاط أنفاس، أو عودة لحصر الخسارة وترتيب الصفوف من جديد، غير أن الذى يجرى بالنسبة للهدنة، ما بين فصائل المقاومة الفلسطينية، وتتقدمها حركة «حماس»، وبين دولة الاحتلال «إسرائيل»، أنها تبدو كأنها فرصة، يتحدث فيها كل طرف عن مكاسبه، وما ألحقه من هزائم للطرف الآخر، وهى طبيعة أى حروب، سواء انتهت أو توقفت لأيام إنسانية، كما هو الحال، ليس فى مواجهات «طوفان الأقصى» و«السيوف الحديدية»، التى اندلعت7 أكتوبر الماضى، فى قطاع غزة فقط، ولكن على مدى الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى، الذى لم يهدأ لـ75 عاماً. 
<< فى ملف هذا الصراع، تفاصيل أهم 3 هدن، فى تاريخ الحروب بين إسرائيل وحركة حماس، أولاها كانت فى العام 2008، وبذلت فيها السلطات المصرية جهودا، نجحت فى وقف عدوان جيش الاحتلال، لـ6 أشهر، غير أنها لم تصمد سوى شهر واحد، عندما أخلت إسرائيل بالتزامها، بهجوم برى موسع على القطاع الساحلى، وبفاصل4 سنوات، كانت الهدنة الثانية، فى العام2012، وهى التى تمكنت الوساطة المصرية- الأمريكية، من إقناع الجانب الإسرائيلى، بوقف عدوان الـ8 أيام على غزة، وقد كان الاتفاق غلى وقف العنف لفترة طويلة، لكن تلككت «تل أبيب»، بأن مصر إنحازت إلى «حماس»، ومن ثم انهارت الهدنة قبل أن تحقق أهدافها. 
<< ولعلنا نتذكر حرب الـ50 يوماً، التى اندلعت فى العام2014، وكانت مجزرة ضد أبناء غزة المدنيين، أكثر منها لمواجهة رجال المقاومة الفلسطينية هناك، وبعد أن أوقعت أكثر من2000 ضحية وآلاف الجرحى، كثًفت جهات عربية ودولية من الجهود، انتهت إلى هدنة بوقف إطلاق النار، واتفق الأطراف- وقتها- أن تكون فرصة للمساعدات الإنسانية، وفتح المعابر أمام مستلزمات الإعمار، وعلى العكس من تفاؤل الجهات الضامنة، فشلت الهدنة مع استئناف الجيش الإسرائيلى، القصف على القطاع دون هوادة، ولم يكن ليكتفى بانتهاك ما إتفقت عليه أطراف الوساطة، لكنه تبادل الاتهامات مع «حماس»، عن مسئولية انتهاك الهدنة. 
<< لكن فى الهدنة الراهنة، الأمر يختلف عند رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذى يسعى لتقليل حجم خسائره، ما عجز عن تحقيقه، فى أهداف القضاء على «حماس»، أو تحرير الأسرى المدنيين والعسكريين، ولا حتى تغيير ديموغرافية غزة، وهو الفشل الذى ألقى رئيس الأركان، هرتسى هاليفى، مسئوليته على الجيش والاستخبارات، وكشف كذلك عما سيجرى من تحقيقات عميقة، بحق مستويات سياسية وعسكرية، ربما تنهى مستقبل «نتنياهو» السياسى، على طريقة لجنة «أجرانات»، التى تولت التحقيق عن هزيمة إسرائيل، فى حرب أكتوبر1973، ومن بين تقييمات أخرى، يبقى واضحاً، أن تكلفة حرب غزة أكثر إيلاماً لإسرائيل، أمام مكاسب القضية الفلسطينية. 
<< ولأن هناك ثمناً لكل حرب، وسواء كان هناك دمار وضحايا، غير أن التحول الدولى فى اتجاه الدولة الفلسطينية، أظنه المقابل السخى لحروب غزة، والمؤشرات الراهنة تفتح الأفق، لفرص وضع نهاية الصراع الفلسطينى- الإسرائيلى، كما فى دعوة الرئيس الصينى، شى جين بينج، لعقد مؤتمر دولى للسلام، من مخرجاته دولة فلسطينية على حدود1967، وتتلاقى مع دعوة الرئيس المصرى، عبدالفتاح السيسى، للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، ضمن مسار جديد، بديل لمسار حل الدولتين، الذى قال إنه فشل لـ30 عاماً، ليأتى التغير فى موقف الرئيس الأمريكى، جو بايدن، من التشدد إلى منصة حل الدولتين.. وهذا مكسب ضخم لقضية فلسطين، نأمل ألا يضيع.
[email protected]