رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

معلوم أن تمثال ابراهيم باشا الشهير المطل على دار الأوبرا المصرية ويتوسط أهم ميادينها من إبداع الفنان الفرنسى (كورديية) وذلك بأمر من الخديوى إسماعيل عام 1872م، أقيم هذا التمثال فى ميدان العتبه أولًا، لكنه نُقل بعد ذلك فى مكانه الحالى، أحدثت إقامته أزمة بين مصر وتركيا، فقد حدث أن صنع «كورديية» لوحتين لوضعهما على قاعدة التمثال الرخامية، أحدهما تمثل «معركة نزيب»، والثانية تمثل «معركة عكا»، وكانت اللوحتان على وشك أن توضعا على جانبى قاعدة التمثال، ولكن السلطات التركية تدخلت ورفضت اللوحتين لانهما تمثلان هزيمتها أمام جيوش مصر..

يذكر المهندس فاروق شرف استشارى ترميم « لقد تشرفت بأن كنت أول مرمم قام بترميم قاعدة وتمثال ابراهيم باشا، فقد كان التمثال تابعًا لهيئة تجميل القاهرة، وعندما قاموا بتنظيفه تكسرت أجزاء متفرقة من القاعدة وهى من حجر التريستا الصلب وايضا وجدت مظاهر التلف على البرونز وتآكلت أيضًا ملامح الكتابات التى تمثل حروب وانتصارات ابراهيم باشا وهو الابن الاكبر لمحمد على باشا الأمر الذى من أجله ضم التمثال والقاعدة الى الآثار واعتباره أثرا من هذا التاريخ..

وعندما تطال ذلك العمل يد الترميم الخاطئة، فإن الأمر يوجب الاحتجاج والرفض أيضًا على كل من لا يكن له مشاعر الاحترام الواجبة..

وقد تضامنت مجلة «المصور» فى عددها السابع مع تمثال الباشا ابن محمد على الكبير، وأثارت ضجة ضخمة بعدما خضع لعملية ترميم لا تتناسب مع قيمته وقامة صاحبه، بل نشرت قصيدة عصماء فى صفحتها الثانية للشاعر خليل جبران للتعبير عن مدى استياء محبى الفنون من تلك الجريمة الشنعاء، قصيدة بعنوان «غضبة للتمثال» تنتقد الخطأ الذى تعرض له صباع تمثال إبراهيم باشا، واتخذت المجلة موقفًا معارضًا لعملية ترميم وصبغ التمثال وإصبعه الشهير، والتى وصفته بجملة صغيرة : «أزالوا عنه غبرته الجميلة وكدرته التاريخية الجليلة» ومن بعض ما جاء فى القصيدة..

قل للذين طلوه فزيفوه طلاءَ

تلك الجلالة كانت صدقاً فصارت رياءَ

يا حائنين صباحاً فبائدين مساءَ

وواردين المنايا فى الأعجلين فناءَ

بأى شيء إليكم ذاك الخلود أساءَ

أدمية فى يديكم بالصبغ تعطى رواءَ

يا حسرة الفن ممن يسطو عليه أدعاءَ

وبالمناسبة، هل نأمل فى إعادة النظر لإزالة عدد من تماثيل الميادين التى باتت لا تليق فى عصر جديد تعمل فيه الدولة بكل جدية فى خطة رائعة لإعادة الوجه الجميل لمدننا فى إطار حلم رئاسى يتحقق بكل نجاح على أرض الواقع؟.. هل يليق أن يستمر بقاء تمثال البطل العظيم عبد المنعم رياض.. التمثال الذى ينال من شموخ ورفعة رمز عسكرى بطل، من حيث ترهل استقامة البدن والجسد المتقزم على قاعدة أكبر من التمثال فى فضاء ميدان هو الأكبر فى العاصمة؟!..

وهل ننتظر قصيدة لشاعر معاصر يُعيد لصاحب التمثال الشهيد العظيم الرمز عبقرية شموخه؟!