عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

62 مليون مواطن لهم حق التصويت

الانتخابات الرئاسية.. مستقبل مصر فى الصندوق

بوابة الوفد الإلكترونية

المشاركة فى الانتخابات الرئاسية واجب على كل مواطن مصرى، فهذه المشاركة ليست رفاهية وإنما هى الوسيلة الوحيدة لممارسة الحق الذى ضمنه الدستور للمواطنين فى اختيار رئيس الجمهورية، ومن المعروف أن الصوت الانتخابى هو الذى يحدد مستقبل البلاد، خاصة إذا وجدت الضمانات اللازمة لإجراء انتخابات حرة نزيهة وفقاً للشروط التى يحددها القانون والدستور.

وتعتبر نزاهة وعدالة العملية الانتخابية هى الضامن لتعزيز مبادئ الديمقراطية التى تسعى مصر لترسيخها، لذلك فلابد من التركيز على ضرورة مشاركة كل فئات المجتمع فى الانتخابات، فالشعب هو البطل الأهم فى هذه العملية، ولابد أن يظهر صورة تليق بمكانة مصر وتاريخها العظيم.

وإذا كانت قاعدة الناخبين فى آخر انتخابات برلمانية تتضمن أسماء 62 مليون مواطن، فخلال الأيام القادمة ستعلن الهيئة الوطنية للانتخابات قاعدة الناخبين الجديدة التى من المتوقع ألا تقل عن هذا الرقم، ومن ثم فلابد أن تكون المشاركة متناسبة مع هذا العدد الضخم من الناخبين.

هذا الملف يرصد الأجواء المرتقبة للانتخابات، وأهميتها بالنسبة لمصر، وكذلك دور المرأة والشباب والنخبة المثقفة فى نجاح العملية الانتخابية.

 

 

أول ديسمبر.. المصريون يطرقون أبواب مرحلة جديدة

 

تعتبر الانتخابات الرئاسية أحد أهم الاستحقاقات الدستورية التى ينتظرها المصريون بل والعالم كله، حيث تتوجه أنظار الجميع تجاه الصناديق التى ستحسم معركة الانتخابات الرئاسية، التى يتنافس فيها لأول مرة 4 مرشحين، هم الرئيس الحالى عبد الفتاح السيسي، ورئيس حزب الوفد الدكتور عبد السند يمامة، وفريد زهران رئيس حزب الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعي، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهورى.

وتبذل الهيئة الوطنية للانتخابات قصارى جهدها لإخراج الانتخابات الرئاسية على النحو الذى ينص عليه الدستور والقانون، حيث تتم الانتخابات تحت إشراف قضائى كامل تطبيقًا لأحكام الدستور والقانون واستجابة لتوصيات الحوار الوطنى، فضلا عن إتاحة إمكانية المراجعة القضائية لإجراءات الاقتراع والفرز لضمان ثقة الناخب فى العملية الانتخابية.

وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، برئاسة المستشار حازم بدوى، انتهاء فترة تلقى الطعون على المرشحين للانتخابات، وحددت مدة فحص طلبات الترشح والفصل فى الاعتراضات خلال الفترة من 19 إلى 21 أكتوبر الماضي، وإخطار المرشح المستبعد بقرار الاستبعاد وأسبابه يوم 22 أكتوبر، مؤكدة أنه لكل من تقدم بطلب للترشح أن يعترض على أى طلب ترشح آخر، مع بيان أسباب اعتراضه، وذلك عقب إعلان القائمة المبدئية للمرشحين، والذين لم يعترض عليهم أحد وبالتالى أصبح المرشحون الأربعة هم المرشحون للرئاسة.

وحددت الهيئة الوطنية للانتخابات يوم 10 ديسمبر المقبل حتى 12 من نفس الشهر لإجراء الانتخابات داخل مصر، بينما يبدأ التصويت للمصريين فى الخارج من 1 ديسمبر حتى 3 من نفس الشهر. وتجرى الانتخابات الرئاسية فى 10 آلاف و85 لجنة فرعية على مستوى الجمهورية، قامت الهيئة بمعاينتها للتأكد من سلامتها الفنية والإنشائية بهدف التيسير على المواطنين الراغبين فى الإدلاء بأصواتهم فى الانتخابات والحفاظ عليهم.

وكان الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، قد أكد فى سبتمبر الماضى، أن إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات دعوة الناخبين للانتخابات الرئاسية 2024، مع إعلان الجدول الزمنى لمواعيد إجرائها، سيمنح الحياة السياسية والشارع المصرى حالة من الزخم والتنافس فى إطار من الديمقراطية ووفقا للمحددات التى قررها الدستور والقانون، مشددًا على أهمية الاستفادة من هذا الاستحقاق الدستورى فى إضفاء مزيد من الفاعلية على عمل الأحزاب السياسية.

وأضاف «محسب» أن الانتخابات الرئاسية ستجرى فى أجواء من الشفافية والنزاهة خاصة بعد الإعلان عن إجرائها تحت إشراف قضائى كامل، وهو ما يمنح الجميع حالة من الثقة تجاه سلامة العملية الانتخابية، لافتا إلى أن الهيئة الوطنية كانت حريصة أيضا على إطلاق رسائل طمأنة تجاه تطبيق نصوص الدستور والقانون بالانتخابات، وأنها تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين.

وأكد عضو مجلس النواب أن الانتخابات الرئاسية هى بداية مرحلة جديدة من عمر هذا الوطن، لاستكمال مسيرة التنمية والبناء وتحقيق أهداف رؤية مصر 2030، مطالبا الأحزاب بأن تكون على قدر الحدث وأن تعمل بجدية للخروج بهذا العرس الديمقراطى فى أفضل صورة ممكنة، بالإضافة إلى إطلاق حملات لتوعية المواطنين بأهمية المشاركة فى التصويت وممارسة حقهم المشروع فى اختيار قائدهم.

وشدد النائب أيمن محسب على ثقته الكاملة فى قدرة الهيئة الوطنية للانتخابات بما تملكه من إمكانات وخبرات فى إدارة العملية الانتخابية بنجاح، والخروج بمشهد يليق باسم مصر، خاصة أنه تم السماح فيها لمنظمات المجتمع المدنى المحلية والأجنبية بالمتابعة بالإضافة إلى وسائل الإعلام المحلية والدولية أيضا، وهو ما يبعث بحالة من الاطمئنان للجميع.

 

 

 

بوابة العبور إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية

 

المشاركة الفعالة فى الانتخابات هى بداية التنمية، كما أن أهمية المشاركة الانتخابية تكمن فى شعور الناخب بمدى تأثير صوته الانتخابى، وكلما كان لهذا الصوت تأثيراً قوياً تمضى المسيرة الديمقراطية على نهج سليم، مما يعكس صورة إيجابية عن الدولة ويزيد من فرص الاستثمار ويجذب الكثير من المستثمرين، لذا تعتبر الانتخابات الرئاسية مرحلة مفصلية فى مستقبل مصر ولابد من المشاركة فيها، حتى لا يستغل أعداء الوطن عدم المشاركة للتشكيك فى الدولة، والترويج لفكرة العزوف عن المشاركة فيها، فهذه الانتخابات سترسم مستقبل مصر بأيدى أبنائها، وستكون المُعبر الحقيقى عن إرادة الناخبين أمام المجتمع الدولى.

وطالبت المهندسة مرفت على، مساعد رئيس حزب الحركة الوطنية المصرية، خلال كلمتها بمؤتمر الحزب، المصريين بضرورة المشاركة فى الانتخابات الرئاسية باعتباره واجبا وطنيا يساهم فى تحسين صورة مصر أمام المجتمع الدولى، مشددة على أن مصر بلد عظيم ويستحق منا تقديم الكثير من الجهد والعمل والتضحيات، فبناء الأوطان ليس بالسهل والتعمير والعمران والنهوض بالبلد مسار إجبارى لابد أن نسير فيه.

وأضافت أن بناء مصر يحتاج منا الصبر والجلد والالتفاف حول القيادة السياسية ودعم جهودها المخلصة، محذرة من مؤامرات تحاك ضد الوطن من حفنة مرتزقة كارهى الدولة مدعومين من دول وجهات أجنبية تستهدف إسقاطنا وتوريطنا فى حروب وفوضى وخراب، وعلينا الحذر والوعى حتى لا نسقط فى فخ هؤلاء.

من جانبه، يرى الدكتور السيد خضر، خبير الاقتصاد الدولى، أن المشاركة فى الانتخابات واجب قومى، من أجل استمرار عملية التنمية، التى ستساعد فى ترسيخ قواعد الدولة المصرية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، بإحداث التنمية الاقتصادية والاجتماعية الحقيقية التى كانت افتقدتها مصر خلال فترة طويلة من الزمن.

وأضاف «خضر» أن الإصرار على المشاركة فى الانتخابات بمثابة عبور بمصر إلى بر الأمان السياسى والاقتصادى والاجتماعى، موضحاً أن الانتخابات تؤدى إلى التركيز على إتمام عملية التنمية الاقتصادية، وضمان زيادة مشاركة المرأة والأشخاص ذوى الهمم فى سوق العمل، وتخفيض معدلات الفقر، وبالتالى سيشهد الاقتصاد المصرى نقلة نوعية وحقيقية فى مختلف القطاعات.

وأشار إلى أن الاقتصاد المصرى حقق طفرة تنموية كبيرة خلال الفترة الماضية، وبدا ذلك واضحا فى التقييمات الإيجابية الصادرة عن المؤسسات الدولية، بسبب المشروعات التى تم تنفيذها، ومنها توسعة قناة السويس، وبناء محطة الكهرباء العملاقة فى برج العرب، وتطوير شبكة النقل العام فى القاهرة، وإنشاء المدن الجديدة مثل العاصمة الإدارية الجديدة.

واختتم «خضر» كلامه قائلًا: «أؤكد أن المشاركة فى الانتخابات الرئاسية، تعمل على تحسين مناخ الاستثمار، وتعزيز النمو الاقتصادى، وإحداث تحسن تدريجى فى القطاع السياحى وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى البلاد»، مشيرًا الى أنه لابد من رفع الوعى والتأكد من المعلومات التى نستقبلها من الإعلام لمواجهة الشائعات والتصدى لها، والتزام وسائل الإعلام المختلفة بالحيادية والشفافية وعدم الانسياق وراء الشائعات التى يروجها أهل الشر فى الداخل والخارج، مع حرص كافة وسائل الإعلام على الالتزام بالبيانات الصادرة عن الهيئة الوطنية للانتخابات، وطالب شباب مصر بأن يكونوا على قدر من الوعى والمشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، مشددا على أنه لابد أن تكون نسبة المشاركة فى الانتخابات عالية جدًا خاصة فى ظل التحديات التى نواجهها على كل المستويات المحلية والعالمية.

 

 

الشباب «رمانة ميزان» المعركة الانتخابية

 

فئة الشّباب واحدة من أهم الفئات التى تعمل على بناء وتنمية المجتمع؛ فهى عموده الفقرى الذى لا يمكن الاستغناء عنه، حيث يمثلون القوة والحيوية والطاقة، والقدرة على التحمل والإنتاج، فهم أصحاب الدور  كبير فى تنمية وبناء المجتمع، حيث أنهم الفئة الأكثر طموحاً، وعملية التغيير والتطوير لا تقف عند حدود بالنسبة لهم، لذلك يجب أن يكون استقطاب طاقاتهم وتوظيفها أولوية جميع المؤسسات والمجموعات التى تسعى للتغيير، كما أنهم الأكثر تقبلاً للتغيير، والأكثر استعداداً لتقبل كل ما هو جديد والتعامل معه، والإبداع فيه، مما يجعل دورهم أساسيا فى إحداث التغيير فى المجتمع، يضاف إلى ذلك أن الحماس الفكرى لدى الشباب والطاقة الجبارة التى يملكونها تساعدهم بشكل كبير نحو التفاعل مع مختلف المعطيات السياسية والاجتماعية المتغيرة.

من هذا المنطلق، قامت وزارة الشباب والرياضة، بقيادة الدكتور أشرف صبحى، بحث المواطنين والشباب على المشاركة فى ماراثون الانتخابات الرئاسية المُقبلة، تحت هاشتاج #شارك-الكلمة-كلمتك، وتم تدشين مبادرات بمراكز الشباب وأندية محافظات الجمهورية لحث الشباب على المشاركة، وقامت مراكز الشباب بتزيين أسوارها برسائل إعلامية ولافتات تحث المواطنين خاصة الشباب على المشاركة الإيجابية فى الانتخابات الرئاسية، أبرزها «انزل شارك - صوتك أمانة»، «هدفنا واحد - صوتنا واحد»، «اعمل الصح - المشاركة مسئولية»، «مصر الولاء - أنزل شارك»، «قدامنا تحديات كبيرة - أنزل شارك»، ويأتى كل هذا فى إطار الحملة القومية لتعزيز المشاركة السياسية ونشر الوعى والتثقيف السياسى.

وفى شهر أغسطس الماضى شهد الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، تدشين حملة «بشبابها» لتشجيع الشباب على المشاركة السياسية، وهى تستهدف تشجيع الشباب على المشاركة الفعّالة فى الانتخابات الرئاسية، من منطلق تعزيز الوعى السياسى للشباب وتشجيعهم على المشاركة وتعزيز الشعور بالمسؤولية الاجتماعية والوطنية لديهم.

كما نظم مركز النيل للإعلام بالإسكندرية، ندوة بعنوان المشاركة الإيجابية للشباب فى الانتخابات الرئاسية، فى إطار حملة «صوتك مستقبلك.. انزل وشارك»، والتى أطلقها قطاع الإعلام الداخلى، بمشاركة عدد من الإعلاميين والصحفيين وشباب جامعة الإسكندرية، حيث أكد بعض الحاضرين على دور قطاع الإعلام الداخلى فى رفع الوعى بين الشباب بأهمية دورهم فى رسم الخريطة السياسية بمصر، وأن المشاركة الفعالة تساعد على دعم استقرار الدولة والنهوض بها

ومن جانبه، قال أحمد جمال نجم، استشارى وحدة «تصدوا معنا» التابعة للبرنامج القومى لمواجهة الشائعات، إن مصر تواجه الكثير من التحديات سواء كانت محلية أو اقليمية وحتى دولية، ومن الطبيعى أن يكون الشباب هو الداعم الأول والرئيسى أمام هذه التحديات، موضحا أن المشاركة السياسية من أهم الركائز التى تعبر عن دعم جهود الدولة فى ظل جمهورية جديدة اعتمادها الأساسى والرئيسى على الشباب، لذا نرى محافظين ونوابهم من الشباب بالإضافة إلى أعضاء البرلمان بغرفتيه النواب والشيوخ من الشباب.

وأضاف «نجم» أن علينا دوراً فى رفع الوعى السياسى لدى المواطنين المصريين خاصة الشباب ودعوتهم للمشاركة فى الانتخابات الرئاسية القادمة، كذلك دشنت وزارة الشباب والرياضة حملة أكثر من رائعة وهى «حملة بشبابها» التى تجوب كل محافظات مصر من أقصاها إلى أقصاها تتحدث مع الجميع دون تمييز عن أهمية المشاركة وتأثيرهم فى تشكيل وعى وطنى حقيقى وصادق، مشيراً إلى أن الأحزاب أيضاً عليها دور فى نشر هذه الثقافة وكذا النقابات، لذا نحن فى حاجه ملحة الى ترسيخ وبناء وعى شبابى، كما أن مصر أصبحت فعلاً فى جمهورية جديدة مبنية على عاتق شبابها ومثقفيها وكتابها المخلصين المنتمين الى وطن فعلاً يستحق.

وأوضح أن الدولة تدعم الشباب وأتاحت لهم فرصة اعتلاء المناصب القيادية، والمساهمة فى صنع السياسات والقرارات بشكل مباشر أو غير مباشر، والمشاركة السياسية ليست قاصرة على التصويت فى الانتخابات، بل إنها بوجه عام اهتمام المواطنين بقضية القرار السياسى، مما يؤدى تطوير قدرات الشباب، وترسيخ مبادئ الديمقراطية فى السلوك العادى للشباب.

 

 

الوعى الانتخابى للمواطنين.. مسئولية على عاتق المثقفين

 

أسابيع قليلة تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية، وخلال هذه الفترة يسعى البعض لبث روح اليأس والإحباط بين المواطنين، وإقناعهم بعدم جدوى العملية برمتها، وهنا يأتى دور المثقفين التنويرى الذى يهدف إلى توعية الجماهير بأهمية المشاركة فى العملية الانتخابية وصنع القرار وتحديد مستقبل الوطن، وانتخاب المرشح الكفء القادر على قيادة عجلة التنمية واستقرار البلاد، خاصة أن الفترة الحالية تشهد أيضًا صراعات فى المنطقة العربية، وتواجه مصر فيها العديد من الضغوط والمخاطر، ولا سبيل لمواجهتها إلا بالوعى، فهو أهم أسلحة المقاومة والصمود، وهذه المسئولية يبرزها المثقفون فهم أكثر فئات المجتمع دفاعا عن الهوية الوطنية وعن الأمل.

يرى الدكتور أحمد الطباخ، الباحث فى الأزهر الشريف، أن دور المثقفين فى الفترة الراهنة هو تعميق الوعى لدى شعوبهم فى الثقة بالنفس، والقدرة على التغلب على الصعوبات مهما تكن، ومساعدة مجتمعهم على الانتقال من العلاقات الاجتماعية القائمة على الطائفية والعصبية والقلبية إلى قيم اجتماعية أساسها الانتماء الوطنى والتماسك الاجتماعى، قيم تحترم العمل، وتدعو إلى إتقانه، وإلى الاعتماد على العلم والعقل ورفض موروثات الخرافة، قيم قائمة على الفهم الصحيح للدين وكشف المتلاعبين به وبعقول الناس ومحاربة المفاهيم الداعية إلى الاستسلام، لافتًا إلى أهمية الوعى فى إدراك المواطن أن تحسن الأوضاع وبناء الأوطان لا يمكن تحقيقه إلا بجهود أبناء الوطن وبتضحياتهم، فهم المستفيدون من تحقيق الأمن والاستقرار والرخاء.

وأوضح «الطباخ» أن المشاركة فى الحياة أمر حتمى وواجب وطنى، والمقاطعة سلبية ممقوتة وبغيضة لا يقرها دين ولا يرتضيها عقل ولا يمكن أن يفعلها وطنى غيور على دينه ومحب لوطنه، فهى مظهر من مظاهر التحضر، التى تحرص عليها كل الدول، أما السلبية فتعود على الوطن والمواطن بالخسران، ولذلك وجب على الجميع تلبية نداء الأوطان فى كل الأوقات، خاصة فى ظل أوضاع دولية ومحلية تحتم علينا المشاركة، والتلاحم حول كل مشروع وطنى، لذا ينبغى أخذ البلاد إلى شاطئ الأمان فى بحر متلاطم الأمواج.

واختتم «الطباخ» كلامه قائلًا: يوجد فى البلاد أصحاب أقلام حرة وعقول نيرة، ولهم جمهور حاضر العقل، حريص على تقديم ما يعود على البلاد بالخير، ويحقق لها الأمن والأمان والاستقرار، وذلك أمر لن يتم إلا بالمشاركة المجتمعية، وفى مثل هذه الظروف يظهر معدن الرجال الذين تنتظر منهم الأوطان الكثير من العطاء والعمل والمشاركة فى بناء البلاد وتشييد البنيان والعبور به إلى بر الأمان، وهذا لن يتم إلا بالمخلصين من أصحاب الأقلام ورجال الثقافة والفكر لدعوة الجماهير إلى المشاركة فى الانتخابات الرئاسية.

من جانبها، قالت داليا فكرى، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، ممثلة عن حزب المحافظين، إن المشاركة هى الدليل الوحيد على أن الشعب ما زال يملك الأمل، وما زال يشعر أن صوته يحدث الفارق، وأنه يستطيع أن يعبر عن أفكاره وطموحاته بجرة قلم، لذلك فالمشاركة ليست اختيارية للمواطن المصرى بل هى فرض عين عليه، ليدحض كل الأصوات التى تشكك فى أن المواطن المصرى مازال يملك رأيه عبر صناديق الاقتراع.

 وأضافت «فكرى» أنه يجب علينا كمواطنين أن نشارك بصوتنا فى الانتخابات الرئاسية، لأن الاختيار هو الطريق الأمثل لأن نقول للعالم كله إننا شعب لن يصمت إذا أراد التغيير، وشعب يعلم جيدا قوة صوته ويسلك المسلك الطبيعى والدستورى لأن نأخذ حقنا تحت راية الوطن دون مزايدة أو تشكيك، مشيرة إلى أننا لن نستطيع المطالبة بالتغيير ونحن غير عابئين بأصواتنا ولا قوة تأثيرها، وكذلك علينا أن نبرهن للعالم كله أن القوة تخرج من صناديق الاقتراع، وأن ممارسة الديمقراطية لن تتأتى إلا بالمشاركة.

وأشارت عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إلى إن المشاركة فى الانتخابات توحد الفكر الجمعى لأبناء الوطن، نحو وحدة الهدف والمصير المشترك المراد تحقيقه، والرغبة فى بذل الجهد لمساندة الدولة فى تنفيذ أدوات الديمقراطية، والتخفيف عنها فى ظل الوضع السياسى الراهن لدول الجوار، وصندوق الاقتراع هو الحارس الواقى والضمان الوحيد للوطن وللمواطن من أى صراع، كذلك هو الصوت المعبر والحامى لما تتعرض له البلاد من مخاطر الإرهاب والتشكيك فى الانتماء.

وأكدت أن مشاركة الناخبين فى أداء واجبهم الانتخابى وممارسة حقهم الدستورى، واجب وطنى وفرض عين لكل من يستطيع أن يدلى بصوته ويحقق من خلال المشاركة الإيجابية حالة من الزخم والحراك السياسى، وبث روح الأمل لدى الأجيال القادمة، ويثبت أن لمصر صوتاً ورأياً يحميها، كما تساهم المشاركة فى الحفاظ على الأمن القومى بمحدداته المختلفة سياسيا وأمنيا وعسكريا، لأن نتائج الصناديق هى من تصنع القوانين وتحرك أدوات مؤسسات الدولة فيما يخدم مصالح الوطن والمواطن، لذلك علينا أن نشارك بصوتنا وأن نعبر عن رأينا باختيار الأفضل للمواطنين.

 

 

فرصة أمام المرأة.. لاستكمال مسيرة التمكين

 

للمرأة دور كبير فى الحياة السياسية، فقد أثبتت الأعوام الماضية أن مشاركتها فارقة فى كل الانتخابات، فبعد أن شاركت بكثافة فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو، أصبح لها دور محورى فى كل الانتخابات التالية سواء كانت برلمانية أو رئاسية.

ويأتى الآن دور المرأة لاستكمال مسيرتها فى المشاركة السياسية الفعالة فى الانتخابات القادمة، فنزول نساء مصر سيكون بمثابة حجر الزاوية فى العملية الانتخابية، ولابد من حثهن على النزول للإدلاء بأصواتهن وممارسة حقهن الدستورى فى تنمية الوطن، والحفاظ على مكتسباتهن التى تحققت فى جميع الاستحقاقات الانتخابية السابقة.

وفى إطار بدء ماراثون انتخابات الرئاسة، أقام مركز إعلام الداخلة التابع لقطاع الإعلام الداخلى بالهيئة العامة للاستعلامات، ندوة تثقيفية بعنوان «صوتك مستقبلك.. انزل وشارك»، «والمرأة ودورها المرتقب فى الانتخابات الرئاسية، والمشاركة السياسية الفاعلة كأحد أهم دعائم تمكين المرأة»، حيث بدأت عبير متولى مدير عام فرع المجلس القومى للسكان بمحافظة الوادى الجديد، حديثها عن تاريخ مشاركة المرأة سياسيًا منذ ثورة 19 وحتى الآن، وكيفية تغير دورها وعدم تمحوره فقط فى كونها ربة منزل، حتى أصبحت محورا أساسيا فى تغيير مسار المجتمع من خلال قدرتها على المشاركة فى شتى المجالات، مشيرة إلى تمكين المرأة فى المجال السياسى ودعم مشاركتها الجادة فى الحياة السياسية باعتبارها نصف المجتمع وقادرة على التعاون مع الرجل فى رسم خريطة مستقبل الوطن.

وأكدت «متولى» أن مشاركة المرأة فى الحياة السياسية هو أحد أبرز مظاهر الديمقراطية وتحقيق العدالة والقضاء على كافة أشكال التمييز ضدها، موضحة أن هذه المشاركة تتجلى بصورة واضحة فى دعم دورها وإدماجها فى عملية التنمية إلى جانب تحسين المستوى الاقتصادى والاجتماعى لها، مشددة على أن مشاركة المرأة تسهم بشكل كبير فى تعميق مفهوم المواطنة لديها ورفع ولائها وانتمائها الذى ستغرسه بالتبعية فى أبنائها الذين هم أساس المستقبل.

وشددت على أن للمرأة دورا رياديا فى صنع القرار وفى التغيير من خلال المشاركة السياسية الفاعلة، معربة عن أملها فى أن تستغل المرأة هذا الدور من خلال المناخ الديمقراطى المتاح حاليا، لافتة إلى أهمية دور مؤسسات المجتمع فى تثقيف المرأة انتخابيا. 

من جانبها قالت ريهام أحمد عبدالرحمن، باحثة فى الإرشاد النفسى والتربوى بجامعة القاهرة، ومدربة معتمدة فى علوم تطوير الذات، إن المشاركة فى صناعة القرار السياسى المصرى جزء من قوة الدولة ونهضتها وتقدمها، وبالتالى لابد من مشاركة أفراد المجتمع المصرى رجالا ونساء فى الانتخابات الرئاسية المقبلة من أجل استمرار عجلة التنمية واستكمالا لخطط التطوير والبناء التى شهدتها مصر فى الفترة الماضية.

وأشارت «عبدالرحمن» إلى أن المشاركة فى صنع القرار السياسى، تضمن للمواطن ولأبنائه حياة كريمة، فهذه المشاركة تعزز إرادته على أرض الواقع، وتضمن استمرار مسيرة العمل الجاد والبناء المتواصل، لإقامة دولة قوية شامخة قادرة على التحدى والوقوف فى وجه أعداء الوطن، كما أن للمرأة دورا مهما على مر العصور فى صناعة القرار السياسى وبالتالى لابد من المشاركة البناءة والقوية فى الانتخابات القادمة، باعتبارها عماد الأسرة والقلب النابض بالحياة على مر العصور.

وأضافت الباحثة فى الإرشاد النفسى والتربوى، أن المرأة شاركت فى العصر الفرعونى فى صناعة القرار السياسى، وكذلك تم ذكر مشاركة المرأة واتخاذها القرار فى السيرة النبوية الشريفة، حيث استشار النبى -صلى الله عليه وسلم- أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضى الله عنها، فى أمر يخص المسلمين وفيهم كبار الصحابة كأبى بكر وعمر، وذلك فى صلح الحديبية عندما أحرموا بالعمرة ومنعتهم قريش من دخول مكة، وعقدت مع النبى- صلى الله عليه وسلم- صلحاً مجحفاً فى ظاهره للمسلمين، فحزن بعض الصحابة لهذا الظلم، وازداد حزنهم عندما أمرهم النبى بالتحلل من الإحرام وذبح الهَدْى الذى معهم إلى أن يعودوا فى العام المقبل، وقال لهم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، انْحَرُوا وَاحْلِقُوا»، فَمَا قَامَ أَحَدٌ، ثُمَّ عَادَ بِمِثْلِهَا، فَمَا قَامَ رَجُلٌ، حَتَّى عَادَ بِمِثْلِهَا، فَمَا قَامَ رَجُلٌ، فَرَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَ: «يَا أُمَّ سَلَمَةَ، مَا شَأْنُ النَّاسِ؟» قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ دَخَلَهُمْ مَا قَدْ رَأَيْتَ، فَلَا تُكَلِّمَنَّ مِنْهُمْ إِنْسَاناً، وَاعْمِدْ إِلَى هَدْيِكَ حَيْثُ كَانَ فَانْحَرْهُ وَاحْلِقْ، فَلَوْ فَعَلْتَ ذَلِكَ فَعَلَ النَّاسُ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُكَلِّمُ أَحَداً حَتَّى أَتَى هَدْيَهُ فَنَحَرَهُ، ثُمَّ جَلَسَ، فَحَلَقَ، فَقَامَ النَّاسُ يَنْحَرُونَ وَيَحْلِقُونَ. «أخرجه الإمام أحمد فى مسنده 21/220».

وأشارت «ريهام»، إلى أن دور المرأة فى المشاركة السياسية باعتبارها كتلة انتخابية وتصويتية، تستطيع أن تصنع فارقاً فى كافة الاستحقاقات الانتخابية، مؤكدة على دور القيادة السياسية الداعم للمرأة والذى أصبح ملحوظاً خلال السنوات القليلة السابقة والدليل على ذلك وجود المرأة فى كافة المناصب القيادية وتمثيلها المشرف فى الانتخابات النيابية الأخيرة، وحثت الفتيات على ضرورة المشاركة والتعبير عن رأيهن بكل حرية وديمقراطية.

وحذرت المدربة المعتمدة فى علوم تطوير الذات، من خطورة عزوف البعض عن المشاركة فى العملية الانتخابية، وذلك لتأثيرها على مستقبل الأجيال القادمة، مطالبة بالابتعاد عن السلبية والنزول فى ذلك الوقت العصيب لحماية وطننا مصر، وعدم الانصياع وراء بعض الدعوات المغرضة، بعدم المشاركة حفاظا على أمننا القومى ومقدراتنا الوطنية لتبقى دولتنا قوية شامخة ويبقى وطننا فى أمن وسلام كما عهدناه.