رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باختصار

هل أعطت القمة العربية الإسلامية تصريحًا لإسرائيل بمضيها فى القتل والتدمير، وفى عملياتها التوسعية؟ بل والبدء فى تنفيذ مخططاتها تجاه تحقيق حلمها المزعوم بدولتها الكبرى.

نحن لا نتحدث بكلام مرسل، وإنما نرصد ونحلل ونذكر، ونؤكد مجددًا على ما حذرنا منه مرارًا فى تلك المساحة، من أن إسرائيل بمساعدة أصدقائها السياسيين لديها خطة محددة المعالم للتغلغل فى العالم العربى.. خسئت ولعن الله كل من خان ومن يفكر فى بيع أمته وعروبته.

القمة انتهت مساء السبت الماضى ببيان يضاف لسابقيه على مدى عقود – خالى الدسم – اللهم إلا كلمة مصر التى حفظت لعروبتنا ماء الوجه، وشددت على أن فلسطين ستبقى عربية ولو كره الحاقدون، ووضعت خريطة طريق للمجتمع الدولى لإنهاء الصراع العربى الإسرائيلى بصورة تحفظ للأشقاء الفلسطينيين دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

لم ترتدع إسرائيل من بيان قمتنا المجيدة، ولم يرتفع صياحها استنجادًا بأمريكا والغرب خوفًا من الصقور وزئير الأسود والنمور نصرة لإخوانهم فى فلسطين، ودرءًا للمخاطر عنهم وتصديًا لحرب الإبادة التى يتعرضون لها فى محارق الهولوكوست النازى الإسرائيلى.. بل زادت أصوات مدافعها جوًا وبرًا وبحرًا، وارتفعت رغبتها المتعطشة إلى المزيد من الدماء، وشراستها فى عمليات القتل العشوائى واصطياد أرواح الأبرياء من المدنيين العزل وقصف المستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد.

لم يتوقف مسلسل بحور الدم عند هذا الحد، بل إن إسرائيل ظهر لها أنياب جديدة بدأت تكشف عنها دون خوف أو خجل وهددت باجتياح لبنان وتحويل بيروت إلى «غزة ثانية»!!

وزير الاحتلال الإسرائيلى يوآف غالانت، هدد خلال جولته على الجبهة الشمالية مع حدود لبنان أنه لن يتوانى فى الاجتياح، وشنت قواته أول غارة فى العمق اللبنانى فى منطقة الزهرانى على بعد 40 كيلومترًا عن الحدود مع فلسطين المحتلة.

باختصار.. طريقة إسرائيل فى الاجتياح تبدأ بالزعم ثم التلفيق ثم إقناع العالم بأنها فى حالة دفاع عن نفسها ثم المداهمة المفتوحة على طريقة إحراق الأرض بمباركة أصدقائها، لتتسع دائرة الصراع عبر الحدود من دولة لأخرى فى طريق المستحيل إلى الحلم المزعوم.

وبمناسبة الهوان العربى، أين مجلس الدفاع العربى المشترك الذى أنشئ بموجب شروط المعاهدة المبرمة عام 1950 لصيانة الأمن القومى العربى بهدف تنسيق دفاع مشترك للدول الأعضاء فى الجامعة العربية، والذى ما زال ساريًا حتى الآن، ولم يستخدم كما يجب فى مواجهة الصراعات التى شهدتها المنطقة.

إعادة تفعيل الاتفاقية ضرورة بالغة الأهمية، حيث إنها تنص على أنه «فى حالة حدوث أى اعتداء على بلد عربى فجميع الدول العربية ملتزمة بمساعدة هذا البلد بكل الوسائل بما فيها الوسائل العسكرية».

وتبقى كلمة.. إسرائيل عقدت النية ولا يمنعها عن التوغل الكامل فى غزة إلا مشكلة الأسرى والتى إذا تمكنت من حلها فلن يعوقها الشجب والتنديد عن تصفية القضية الفلسطينية وبعدها لبنان، حيث لم يتوار الاحتلال خجلًا فى الإعلان عن خبث نواياه على الملأ، لتنفرط حبات العقد العربى واحدة تلو الأخرى.. أفيقوا من غفوتكم يرحمكم الله فلم يبق إلا الحجر لينطق.

[email protected]