رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نبضات

نولد ويولد معنا حلم تحرير فلسطين، ويكبر ذلك الحلم بداخلنا عاما بعد عام، هكذا نحن الشعوب العربية على اختلاف نزعاتها ودياناتها وتحزباتها، لا شيء يربطنا مثلما تفعل فلسطين وحلم تحريرها.. لكن، هل يجمع الحلم ذاته حكومات الدول العربية جميعا وحكامها؟ بالطبع نعم، إلا أن ردود الأفعال المترددة والمتخاذلة من معظم الدول العربية تجاه ما بدأه العدو الصهيونى مؤخرا من حرب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطينى المحتل، يثير بداخلنا كثيرا من الشكوك تجاه إجابة ذلك السؤال، لندرك أن أهمية القضية الفلسطينية قد تراجعت فى قلوب بعض الحكام العرب، فصارت هناك مواءمات وحسابات أهم وأولى على طاولاتهم. 

هكذا تناسى هؤلاء أن قضية فلسطين هى قضية قومية عربية، لا قومية فلسطينية أو مصرية. وهذا يعنى أن احتلال فلسطين، ليس اعتداء على فلسطين (حدود سايكس ـ بيكو)، ولا على سكان فلسطين الذين صورتهم خريطة الاحتلال البريطانى، بل هو اعتداء على العالم العربى كله (إذا ما اعتبرنا العالم العربى كتلة واحدة)، والأمة العربية واحدة،رغم حدود ساكيس ـ بيكو وكل حدود الاحتلال الاستعمارى. 

ترى هل نحن بحاجة لتذكير هؤلاء الغافلين بأن المشروع الصهيونى لم يقم من أجل فلسطين، بل قام فى الأساس ليحقق أهدافه العربية، فكانت فلسطين مجرد أداة ومنطلق لتثبيت التقسيم الإمبريالى، ومنع تحقيق الوحدة القومية والتحرر السياسى والاجتماعى. 

وإذا ما وصل هؤلاء لهذا الوعى أدركوا أن تحرير فلسطين ليس شأناً فلسطينياً، بل هو شأن عربى يكاد يكون أهم من الشئون الداخلية لكل دولة، لأن تداعيات تجاهله ستنسحب قريبا، وقريبا جدا على المنطقة العربية بأسرها، وهو ما يحتم تأكيد تلك العلاقة بين تحرر فلسطين وبناء مقاومة عربية تحمل فى تاريخيتها مشروعا نهضوياً فكرياً وسياسياً، يضع تحرير فلسطين كمهمة قومية، وهو ما يؤكد بدوره ضرورة وأهمية تحقق حلم الوحدة العربية، كمسألة مركزية فى المشروع القومى الديمقراطى، وهى شرط ضرورى لتحرير الأرض وإن لم يكن كافياً، وضرورة استمرار النضال العربى (الموحد) ضد المحتل الصهيونى، ولنضع نصب أعيننا ذلك الوعد والحلم المشئوم (من النيل إلى الفرات)، والذى بدأت بذوره تؤتى ثمارا، وإلا سيحين الدور على كل متردد منبطح متجاهل، وحينها سيعض المتخاذلون أصابع الندم، يوم لا ينفع ندم.