رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

فى غمرة الإنشغال بالعدوان الإسرائيلى الوحشى على قطاع غزة، لم ننتبه إلى أخبار أخرى كان من الممكن أن تكون مانشيتات فى الصحف، لو لم تكن أنباء غزة الموجعة هى المانشيتات منذ بدء العدوان عليها فى السابع من أكتوبر. 

من بين هذه الأخبار ما أعلنته قوات الدعم السريع التى تقاتل الجيش فى السودان، عن أنها أطلقت سراح ٢٦٥ أسيرًا من أسرى الجيش لديها.. أما مناسبة هذه الخطوة فهى استئناف المفاوضات بين الطرفين فى مدينة جدة على البحر المتوسط. 

سألت نفسى: ما الفرق بين قوات الدعم فى هذه المسألة، وبين أى قوة أجنبية يمكن أن تهاجم السودان وتشتبك مع الجيش؟ 

لا فرق أبدًا من أى نوع.. والمعنى أن الأمر فى عدد من عواصم العرب وصل إلى حالة لا يتقاتل فيها أبناء البلد الواحد وفقط، ولكنهم يأسرون بعضهم البعض.. ثم إن لنا أن نتصور حال كل جندى من الجنود الذين أطلقوا سراحهم، وهو يتأمل وضعيته فى الأسر، فيكتشف أن الذى أسره جندى سودانى مثله تمامًا!.. وبكل أسى وحزن، فإن وضع السودان فى هذا السياق ليس فريدًا بالمرة، لأن أوضاعا فى دول عربية أخرى أصبحت تشبه الوضع السودانى إلى حد التطابق. 

فمن فترة كانت الجماعة الحوثية فى اليمن، قد أسرت عددًا من الجنود من الجيش اليمنى، وكانت قد دخلت فى مفاوضات مع الجيش من أجل الإفراج عنهم، وكانت هناك أطراف دولية تشرف على الموضوع وتراقبه! 

ومن اليمن إلى ليبيا لم يختلف الأمر، لأن بلد العقيد جاء عليه وقت هو الآخر، أوقعت حكومة الغرب أسرى ممن يتبعون حكومة الشرق، وفعلت حكومة الشرق الشيء نفسه مع جنود الغرب، 

ودخلت الحكومتان فى عملية تفاوضية، وبدت القصة هزلية من أولها إلى آخرها، لأنه لا يمكن للمرء أن يتصور المشهد الذى يضم فى إطاره هذا العبث السياسى. 

وهكذا غطت الحرب فى غزة على المشهد السودانى الحزين، الذى يتلقى فيه جنود سودانيون نبأ إطلاق سراحهم، ليس من أيدى قوة معادية هاجمت بلادهم، ولكن من أيدى قوات دعم «سودانية».. أو المفروض أنها كذلك! 

رغم فداحة ما جرى ويجرى فى غزة، إلا أن الأحداث الجارية هناك قد أزاحت من صدر الصفحات والشاسات ما هو أفدح.. وإذا شئت فراجع نبأ أسرى الجيش فى السودان!