رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

في كتابه الجديد "ضحايا حريق الفن"

عيد عبدالحليم يؤرخ لشهداء بني سويف

بوابة الوفد الإلكترونية

عن "بيت الحكمة" بالقاهرة صدر للشاعر والناقد عيد عبدالحليم رئيس تحرير مجلة أدب ونقد، ومنسق عام أنشطة منتدى الشعر المصري، كتاب "ضحايا حريق الفن.. الجيل المفقود في بني سويف".
يرصد عيد في كتابه التجربة الإبداعية والفنية لمجموعة من ضحايا حريق مسرح بني سويف عام 2005، يقول عبد الحليم في مقدمة الكتاب: ترجع فكرة هذا الكتاب إلى شهر سبتمبر 2005، أي بعد حادثة حريق "مسرح بني سويف" في 5 سبتمبر من نفس الشهر، لكن حالت ظروف خاصة وعامة لإتمام مشروع الكتاب، الذي يحاول الاقتراب من التجربة  الفنية والإبداعية لمجموعة من ضحايا الحريق، وهم من خيرة وصفوة النخبة المسرحية في مصر والعالم العربي، ومعظمهم ينتمي إلى جيل السبعينيات، ذلك الجيل المفصلي في الثقافة المصرية والعربية.
وكلهم لهم تجارب مميزة في مجالات المسرح المختلفة على مستوى التأليف والإخراج والإعداد المسرحي والإدارة المسرحية والنقد، وكان لكل منهم مشروعه الفني الخاص، بالإضافة إلى صفة أساسية جمعتهم جميعا وهي حب الفن والإخلاص والتفاني من أجل رسالته السامية دون انتظار لمقابل.
يحاول هذا الكتاب الاقتراب من تجارب بهائي الميرغني وصالح سعد وحازم شحاته ومحسن مصيلحي وأحمد عبدالحميد ومدحت أبو بكر وحسن عبده ومؤمن عبده وحسني أبو جويلة.
ويضيف عيد عبدالحليم قائلًا: جيل كامل من عشاق المسرح المصري حصدتهم النيران اللعينة نتيجة إهمال مهني في الأساس، فالقاعة التي وقع فيها الحادث المشئوم عبارة عن قاعة صماء لا يوجد فيها نافذة واحدة ومدخلها الرئيسي عبارة عن باب صغير أغلقه مخرج العرض بحجة استغلاله في الديكور لأن المسرحية والتي قدمتها فرقة "الفيوم" – في المهرجان الخامس عشر لنوادي المسرح – كانت من النوع التجريبي وهى مسرحية "من منا .. حديقة حيوان" للكاتب العالمي "إدوارد إلبى" والتي تدور في إطار جنائزي حيث ينتهي العرض بقتل أحد الممثلين لزميله في مغارة مضاءة بالشموع ثم يسحبه على أرض المسرح وبالفعل تم السيناريو على أسوأ ما يكون.
ويؤكد عيد عبدالحليم في كتابه على أن مجموعة من العناصر جمعت بين النقاد الراحلين في حريق مسرح قصر ثقافة بني سويف أولها أن معظم أبناء جيل واحد وهو جيل السبعينيات وهو جيل محوري في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية المصرية أبناؤه شاهدوا وهم في نهاية الصبا انهيار دولة "المد القومي بعد هزيمة يونيو 1967 ومع بدايات الشباب وجدوا أن البديل السياسي الذي حل محلها مع حكم السادات أكثر شراسة وضراوة وقسوة على المجتمع نتيجة سياسات الانفتاح التي حولت كل الأشياء إلى سلعة حتى الفن.
ولذلك رأينا عددًا كبيرًا منهم ينخرط في الحركة الطلابية مؤمنين بفكرة التغيير وكانوا مع غيرهم من الشعراء والروائيين الذين أصبحوا الآن ملء السمع والبصر زهرة هذا الجيل الذي تمت ملاحقته من قبل النظام الساداتي فذاق معظمهم مرارة السجون وقسوة المعتقلات.
كان أبناء هذا الجيل حازم شحاتة وبهائي الميرغني ومدحت أبو بكر ومحسن مصيلحي ونزار سمك وصالح سعد تجمعهم صفة لازمت هذا الجيل بأكمله وهى صفة "التمرد" المؤسس على التجديد فكما رأينا في الشعر جماعات شعرية غيرت كثيرًا من خريطة الشعر في مصر مثل إضاءة 77 بشعرائها حلمى سالم وحسن طلب وماجد يوسف وجمال القصاص وأصوات بشعرائها عبد المنعم رمضان ومحمد سليمان وأحمد طه رأينا بالتوازي حركة مسرحية جادة تحاول الخروج عن الأطر التقليدية للمسرح وتقديم ألوان جديدة من الفرحة الشعبية حركة مسرحية تؤمن بضرورة العودة إلى المنبع إلى التراث المصري والعربى، مع عدم إغفال المدارس الجديدة في فنون الأداء، لذلك رأينا أحمد إسماعيل وصالح سعد – على سبيل المثال – يتجهون إلى القرية لتقديم عروض اتسمت بطابق المواجهة "الأول في قرية شبرا نجوم بالمنوفية – والثاني في أبشواى بالفيوم" وكان الجمهور جزءًا أساسيًا من العروض ومن بعدها جاء "بهائي الميرغني" من خلال عروض فرقته "الطيف والخيال" في رؤية أراها تتجاوز نظرية كسر الإيهام عند بريخت وتقترب كثيرًا من تجارب "بيتر بروك".
جدير بالذكر أنه قد صدر للمؤلف من قبل 28 كتابًا ما بين الدواوين الشعرية والكتب النقدية والفكرية والمسرح الشعري، نذكر منها دواوين: "ظل العائلة" و"كونشيرتو ميدان التحرير" و"تحريك الأيدي" و"حبر أبيض" وكتب "فقه المصادرة" و"الشعر النسائي في مصر" و"الحرية وأخواتها" و"مسرح الشارع في العالم العربي" وغيرها.