رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من يريد أن يتنبأ بالمستقبل عليه أن يستشير الماضى، وأن يتعلم من دروس التاريخ؛ لذلك أدعو شعوبنا العربية والإسلامية إلى إعادة قراءة التاريخ والاستفادة منه، خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية تلك القضية التى يرجع عمرها إلى 75 عاما، وتحديدا نكبة عام 1948 عندما احتلت الحركة الصهيونية بدعم من الغرب معظم أراضى فلسطين، وقاموا بطرد ما يقدر بـ  750 ألف فلسطينى وتحويلهم إلى لاجئين، بعد أن ارتكبوا بحقهم عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية.

واليوم يتكرر نفس السيناريو بنفس التفاصيل جرائم إسرائيلية تصل إلى حد التطهير العرقى ترتكب ضد سكان قطاع غزة لإجبارهم على النزوح جنوبا نحو شبه جزيرة سيناء، لكى تتمكن دولة الاحتلال من تصفية القضية الفلسطينية تماما، فضلا عن تنفيذ مخططاتها التوسعية، وهو ما أدركته الدولة المصرية منذ اليوم الأول لبدء التصعيد الإسرائيلى، معلنة رفضها لتهجير الفلسطينيين لما فى ذلك من خطورة على مستقبل القضية الفلسطينية وضياع كفاح أجيال من الشعب الفلسطينى دفعت ثمنا باهظا من أجل الوصول إلى حلم الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف، وهو ما يتطلب وعيًا وإدراكًا كبيرًا لأبعاد المخطط الصهيونى الذى قررت حكومة نتنياهو بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والغرب تنفيذه الآن، بتصدير الأزمة إلى دول الجوار وحرمان الشعب الفلسطينى من أرضه وحقوقه.

والحقيقة أن الشعب المصرى أثبت أنه على قدر كبير من الوعى فى توجيه رسالة إلى العالم أن الشعب المصرى فى وقت الأزمات يصبح واحدًا مهما تنوعت الآراء والاتجاهات والأيديولوجيات، لذلك خرج الشعب المصرى بالملايين فى جميع ميادين الجمهورية ليعلن للعالم رفض المصريين لتهجير سكان غزة، مطالبين بالتصدى لآلة الحرب التى تقضى على الأخضر واليابس دون مراعاة لحقوق المدنيين، لتعيد تعريف الإنسانية فى العالم من جديد، الإنسانية المقيدة باللون والعرق والدين، فالدم الفلسطينى ليس كالإسرائيلى، ليستيقظ العالم على أكاذيب العالم الأول الذى استأثر لنفسه بحق الدفاع عن حقوق الإنسان فى العالم لينهار كل ذلك عندما يصبح الدم عربيًا فلسطينيًا.

واستكمل الشعب المصرى انتفاضته بإطلاق حملات التبرع بالدم، وتجهيز المساعدات الإنسانية والإغاثية التى تحركت إلى معبر رفح، ليخوض شباب مصر ملحمة كبيرة على أبواب المعبر حيث أعلنوا الاعتصام حتى دخول المساعدات إلى سكان قطاع غزة، بعد إصرار الاحتلال الإسرائيلى على منع دخولها، وتعمده قصف معبر رفح من الجانب الفلسطينى لتعطيل دخول المساعدات، إلا أن الدولة المصرية لم تقف مكتوفة الأيدى فقد مارست كل أشكال الضغط من أجل السماح بدخول المساعدات، بعد تدنى الأوضاع الإنسانية والإعلان عن انهيار المنظومة الصحية داخل القطاع فى ظل نفاد جميع الأدوات الطبية والأدوية.

ولا يخفى على أحد حجم الجهود المبذولة من جانب مصر وعدد قليل من القوى الإقليمية من أجل وقف القصف الإسرائيلى على قطاع غزة، وإدانة الجرائم التى ارتكبتها إسرائيل، فحق الإنسان الفلسطينى ليس مستثنىً ممن شملتهم قواعد القانون الدولى الإنسانى أو الاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، هذا ولن يتزحزح الشعب المصرى يوما عن دعم الحقوق الفلسطينية، وأن اللجوء إلى طاولة المفاوضات هو الخيار المناسب لجميع الأطراف لوقف نزيف الدماء والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، لذلك على العالم الانحياز إلى حل الدولتين وفقا لمقررات الأمم المتحدة فى هذا الشأن.

مصر تواصل توجيه الدروس التاريخية للعالم كله، تؤدى واجبها فى الدفاع عن القضية الفلسطينية بكل ما أوتيت من قوة، فهى ضمير العالم العربى، ولم ولن تتخلى يوماً عن دعم حقوق الشعب الفلسطينى، لذلك هذا موقف القيادة السياسية التى ترفض تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، وترفض التهجير القسرى للفلسطينيين، لذلك خرج الشعب المصرى بكافة أطيافه معلنا دعم الدولة وقيادتها فى اتخاذ أى إجراءات وتدابير لحماية الأمن القومى المصرى ودعم القضية الفلسطينية، وهذا معدن الشعب المصرى العظيم، وهذا قدر الدولة المصرية أن تكون أم الدنيا وضمير الوطن العربى.

 

عضو مجلس الشيوخ

عضو الهيئة العليا لحزب الوفد