رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دينا دياب تكتب: فلسطين فى القلب

بوابة الوفد الإلكترونية

الفن بجانب البندقية فى الدفاع عن القضية الفلسطينية

نادية لطفى وثقت مجزرة صبرا وشتيلا.. وغسان مطر نفذ عمليات سرية

الفن لا يقل تأثيرًا وفعالية عن الجيش، فكما يوجد قوات مسلحة حربية، يعتبر الفن قوات مسلحة إنسانية واجتماعية»، كلمة قالتها النجمة القديرة الراحلة نادية لطفى تعبيرًا عن دور الفن الحقيقى وقت الحرب، فدائمًا ماكانت القوة الناعمة داعمًا للشعوب فى حروبها، وظهر ذلك جليًا فى الدفاع عن القضية الفلسطينية لإيصال رسالة للعالم أجمع تبرز حق الشعب الفلسطينى فى حريته ومقاومته وحقه فى الأرض، وذلك فى ظل المخططات الإسرائيلية لفرض السيادة على أراض فلسطينية، وتزامنًا مع عملية «طوفان الأقصى» التى أسفرت حتى الآن عن استشهاد عدد كبير جدا من الفلسطينين وتحولت إلى حرب، نرصد فى هذا الملف دور الفنانين فى القضية الفلسطينية، والذى لم يتوقف فقط على قيامهم بأعمالهم الفنية، إلا أن الكثيرين منهم لم يكتفوا بهذا القدر وتجاوز عطائهم حدود الأعمال الفنية والغناء والتمثيل فشاركوا بأدوار دبلوماسية وضحوا بأعز الأحباب فداء لتراب الوطن وتحرير أراضيه.

أولهم النجمة نادية لطفى كان لها دور بارز فى القضية الفلسطينية، حيث سافرت إلى لبنان إبان الاجتياح الإسرائيلى عام 1982، وقضت أكثر من أسبوعين مع المقاومة الفلسطينية، وسجلت بنفسها العديد من الأفلام الوثائقية، ووصفها الشاعر الفلسطينى عزالدين المناصرة بـ«المرأة الشجاعة»، حيث رافقتهم لاحقًا فى سفينة «شمس المتوسط» اليونانية، والتى توجهت إلى ميناء طرطوس السورى عام 1982.

وما لم يُلاحظه الكثيرون، أن الفنانة القديرة كانت تحمل صورة نادرة لها جمعتها بالرئيس الراحل ياسر عرفات، تلك الصورة التى تحمل موقفًا ثابتًا لا ينساه التاريخ.

أيضاً الفنان غسان مطر قبل أن يتجه إلى المجال الفنى كان يعمل مناضلًا بإحدى حركات المقاومة الفلسطينية، وقد قام بتنفيذ العديد من العمليات السرية ضد إسرائيل، كان حلمه أن يكون ضابطًا فى جيش التحرير الفلسطينى، والذى تشكل فى بغداد عام 1958، غير أن اتهامه بأنه «محرض سياسي» جعله يبتعد عن المجال العسكرى.

وصف غسان مطر دوره فى تلك الفترة بأنه يمثل حلقة الوصل بين حركة فتح بجناحها العسكرى والإعلام اللبنانى، غير أن اهتمامه بالسياسة لم يحرمه الاقتراب من الفن، وروى الفنان «غسان مطر» تفاصيل تعرض أسرته الاغتيال فى منتصف الثمانينات بعد الاجتياح الإسرائيلى للبنان، حيث فقد والدته وزوجته وابنه جيفارا، ونجت ابنتان له من محاولة الاغتيال فى ليلة ما أسماها «حرب المخيمات» والتى بدأت فى لبنان عام 1985.

وأضاف غسان مطر قائلًا: «كان هناك خلاف عميق بين نظام حافظ الأسد وياسر عرفات «أبوعمار»، وكنت جزءًا من هذا الخلاف، إذ كنت المعلق السياسى فى الحرب ودائم الانتقاد للنظام السوري»، وأكد أنه فى بداية الأمر لم يكن يصدق اغتيال عائلته فقد كان أمر فى غاية الصعوبة بالنسبة له.

لم يتوقف إبداعه عند التمثيل بل امتد ليشمل التأليف أيضاً، حيث قدم فيلمه الأول الفلسطينى (الثائر) عام 1969.

أيضاً لعب النجم عمر الشريف دورا فى عملية السلام بين مصر وإسرائيل فى سبعينيات القرن الماضى، وفى أحد اللقاءات التليفزيونية كشف الفنان العالمى عن تفاصيل هذا الدور، والتى كانت تستهدف اتفاقية فلسطين.

وقال عمر الشريف إنه فى أحد الأيام وأثناء تواجده فى باريس فوجئ باتصال من الرئيس الراحل أنور السادات وسأله عن رأيه فى زيارته لإسرائيل وكيف سيستقبله اليهود فأجابه بأنه لا يعلم عن هذا الأمر، لذا طلب منه أن يجرى اتصالًا مع رئيس الوزراء الإسرائيلى وقتها مناحم بيجين كى يسأله هذا السؤال.

توجه عمر الشريف إلى سفارة إسرائيل فى باريس وطلب من السفير الإسرائيلى أن يوصله بمناحم بيجن على الهاتف لأن لديه رسالة هامة له من الرئيس أنور السادات واستجاب السفير لطلبه وبالفعل تحدث الشريف مع رئيس الوزراء على الهاتف وأخبره بأنه عمر الشريف فنان مصر ليرد بيجن بأنه يعرفه ويشاهد أفلامه، ليسأله عمر الشريف ماذا لو أراد الرئيس السادات زيارة إسرائيل كيف سيتم استقباله وجاء رد بيجن «سيتم استقباله كالمسيح».

وتابع الشريف أنه بعد انتهاء المكالمة أخبر السادات بما جرى ليقرر الأخير تنفيذ مفاوضات السلام والاستعداد للزيارة التاريخية.

 وتناول الفن المصرى العديد من الأعمال التى دعمت القضية وناهضت الاحتلال، فى مقدمتها السينما المصرية التى اهتمت منذ أفلام الأبيض والأسود بالقضية بأفلام تخصص لها أو بمشاهد ضمن أحداث العمل تشير وتتعمق فى القضية والصراع الدائرفى الأرض العربية الخالصة فمصر دائمًا حاضرة فى دعم الفلسطينيين سواء بمواقفها السياسية أو أعمالها السينمائية ومن أبرز الأفلام التى تناولت القضية الفلسطينية.

مع بدايات السينما المصرية فى أفلام الأبيض والأسود وبداية الصراع خرج لنا فيلم «أرض الأبطال» بطولة كوكا وعباس فارس وهو إنتاج عام 1953، وتدور أحداثه عن أجواء حرب فلسطين عام 1948، حيث يفاجأ أحد الشباب عندما يعلم أن والده الثرى قرر أن يتزوج الفتاة التى يحبها، ليقرر التطوع فى الجيش ويشترك فى الحرب، ليلتقى فى غزة بفتاة فلسطينية، ليقعا فى الحب ويقررا الزواج، فيقوم والده بتوريد أسلحة فاسدة إلى الجيش، وتسبب هذه الأسلحة فى فقدان نجله بصره فى إحدى العمليات.

وفى عام 1948، قدمت عزيزة أمير من إنتاجها أول فيلم عربى عن حرب فلسطين، هو «فتاة من فلسطين» من بطولة وإخراج محمود ذو الفقار، وقامت بدور الفتاة الفنانة السورية سعاد محمد، وكان الفيلم بمثابة مغامرة غير محسوبة لمنتجته وسط أفلام أثرياء الحرب الرديئة. ورغم ذلك فقد نال الفيلم حظًا من النجاح إلا أنه اتهم بضحالة الطرح، والتبسيط المخل، وعدم التعامل مع القضية الفلسطينية كما يليق.

سيدة الشاشة العربية قدمت أيضاً القضية الفلسطينية فى فيلم «الله معنا» الذى تم إنتاجه عام 1955 وتدور أحداثه عن قيام ضابط «عماد» بالذهاب للمشاركة فى حرب فلسطين، ويصاب خلالها ويتم بتر ذراعه، ليعود من الجرحى، وتكشف تفاصيل الفيلم عن أن هناك رجالًا وراء توريد الأسلحة الفاسدة للجيش، والفيلم من اخراج أحمد بدرخان وتأليف إحسان عبدالقدوس، وبطولة فاتن حمامة وعماد حمدى وماجدة حسين رياض ومحمود المليجى وعلوية جميل.

قدم أيضاً عمر الشريف وفاتن حمامة فيلما آخر عن القضية الفلسطينية وهو فيلم «أرض السلام» عام 1957 وتدور أحداثه حول تطوع شاب مصرى فدائى اتجه إلى فلسطين للمشاركة فى إحدى العمليات الفدائية داخل الأراضى المحتلة، ويتعرف الشاب على فتاة فلسطينية التى تساعده فى تنفيذ العمليات الفدائية، ويقرران التعاون معا لإنقاذ فلسطين من المخاطر، وهو من إخراج كمال الشيخ وبطولة فاتن حمامة وعمر الشريف.

من الأفلام التى تناولت القضية أيضاً بشكل حديث فيلم «أصحاب ولا بيزنس» عام 2001، عن الإعلاميين كريم وطارق بإحدى القنوات التليفزيونية، ويتنافسان على حملة إعلانات ضخمة لإحدى شركات الملابس لكن ميعاد الترشيحات للشركة يتصادف مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، فيبعث كريم لتسجيل برنامج عن الانتفاضة من باب مجاراة الأحداث، ويتعرف على أحد معجبيه فى فلسطين وهو الفدائى جهاد الذى يصحبه فى الرحلة ويوصيه بتصويره وهو يقوم بعلمية استشهادية لعرضها فى القناة التى يعمل بها فينقلب حال كريم وتتوالى الأحداث، والفيلم بطولة مصطفى قمر، وهانى سلامة وعمرو وأكد وطارق عبدالعزيز، وسامى العدل.

قدم المخرج يسرى نصر الله رواية «باب الشمس» لإلياس خورى فى فيلم سينمائى عام 2004 وتدور أحداثه عن ذهاب البطل الفلسطينى يونس إلى المقاومة، وتظل زوجته «نهيلة» فى قريتها بالجليل، ويتسلل من لبنان إلى الجليل ليقابل زوجته فى مغارة «باب الشمس»، وذلك خلال فترة الخمسينيات والستينيات، وشارك فى تمثيله باسم سمرة وطلال الجردى وعماد البيتم.

كما قدمت المخرجة الفلسطينية نجوى نجار فيلم «عيون الحرامية» عام 2014 عن قصة شاب قضى 10 سنوات فى المعتقل بعد عملية فدائية قام بها ضد مجموعة من جنود الكيان الصهيونى، وهو من بطولة خالد أبو النجا، ونسرين فاعور.

وقدم أيضاً الكاتب مدحت العدل فيلم «همام فى أمستردام» من خلال إحدى مشاهد الفيلم الذى تم إنتاجه عام 1999، فضمن المشاهد التى تجمع الشباب المصريين المغتربين بزميلهم الشاب الفلسطينى، كان مشهد الشجار بين بعضهم، ليقوم الفلسطينى بمحاولة لإنهاء هذا الشجار من خلال تشغيل أغنية الحلم العربى، التى بدورها تنهى الخلاف بين الأصدقاء المصريين، وتلفت انتباههم إلى ما هو أكبر وهو القضية الفلسطينية والفيلم بطولة محمد هنيدى وأحمد السقا ومحمود البزاوى وأحمد عيد وموناليزا

كما احتلت الأغنية مكانة بارزة فى التعبير عن القضية الفلسطينية، ومن أشهرها، زهرة المدائن، «يا قدس يا مدينة الصلاة»، هكذا بدأت الفنانة الكبيرة فيروز بصوتها الدافئ أغنية «زهرة المدائن»، والتى تحدثت خلالها عن عروبة فلسطين وصمود أهلها فى الدفاع عن أرضها، والأغنية من كلمات وألحان الأخوين رحبانى.

أيضاً اغنية المسيح وغناها العندليب عبدالحليم حافظ لأول مره فى مسرح البرتو هول فى لندن ليعبر عن القضية فى قلب اوروبا وعلى أكبر مسارحها، الحان بليغ حمدى، أيضاً اغنية «اخى جاوز الظالمون المدى» التى قدمها موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب بعد نكسة 67. الحلم العربى، وهو من أشهر الأغانى التى تغنت خلال فترة التسعينيات هو أوبريت «الحلم العربى» الذى يعد أشهر الأغانى على مستوى الوطن العربى، ويتناول الأوبريت حلم الشعب العربى فى إقامة الوحدة العربية، وشارك بالأوبريت عدد كبير من النجوم من بينهم، نبيل شعيل، لطفى بوشناق، أصالة، إيهاب توفيق، والأوبريت من ألحان صلاحا لشرنوبى وحلمى بكر، وتوزيع حميد الشاعرى.

من أشهر الأغانى أيضاً أوبريت «القدس هترجع لنا»، والذى كان وقتها يعبر عن انتفاضة كبرى بعد استشهاد الطفل «محمد الدرة» الذى قتله جيش الاحتلال الإسرائيلى فى أحضان والده عام 2000 عن عمد، وشارك فى الأوبريت مجموعة كبيرة من نجوم الفن منهم، محمود ياسين وهدى سلطان ونادية لطفى وأحمد السقا وأحمد حلمى ومنى زكى وفاروق الفيشاوى، ومدحت صالح وخالد عجاج ومحمد محيى وهشام عباس، وغيرهم، وهو من ألحان رياض الهمشرى، وتوزيع حميد الشاعرى.

لم تقتصر انتفاضة فلسطين عام 2000 وقت استشهاد الطفل «محمد الدرة» على أوبريت القدس هترجع لنا فقط، لكن قدم الفنان هانى شاكر أغنية بعنوان «على باب القدس» وتكشف معاناة أهل فلسطين والقدس فى مواجهة الاحتلال الصهيونى، والأغنية من ألحان الموسيقار حسن أبوالسعود، القدس دى أرضنا قدمها عمرو دياب فى 2006، وهى من كلمات مجدى النجار، وألحان عمرو دياب، وأغنية عربية يا أرض فلسطين التى تغنت بها أمال ماهر وحققت نجاحًا كبيرًا.