رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حفنة كلام

كلما ازدادت التقنية والتقانة والآلة والميكنة والرقمنة احتاج الإنسان أكثر إلى من يوقظ مشاعره ويحرّك سواكن روحه. كنتُ أذهب فى ألمانيا إلى حلقات العلاج بالشّعر والموسيقى «كلما ابتعد العالم عن الروح ضل طريقه ولو كان غنياً» انظر إلى تعداد حالات الانتحار تجد أن أعلاها فى الدول التى حققت نمواً اقتصادياً ودخلاً عالياً لأفرادها ولكنهم يفقدون الجانب الروحى. على محركات البحث نجد جلال الدين الرومى أكثر الناس بحثاً عنه فى العالم لماذا؟ لأن الشّعر والأدب عامة والموسيقى مكوّن من مكوّنات الذات البشرية وإذا ضلّت منه ذاته بحث عنها فإن لم يجدها ضاعت ذاته، لكل هذا أرى أنّ الشّعر بخير وسيظل ما ظل الإنسان حيًّا ربما يختبئ فى نص روائى أو مسرحى أو موسيقى لكنه سيظل. ولا أنسى أنى عندما كنت طفلاً دون الخامسة طلبت منى أختى حميدة وهى أكبر منى جاءت من بيت زوجها لتلد عندنا طلبت منى فى السادس من فبراير 1964 أن أذهب لشراء جريدة الأخبار وكانت متلهّفة عليها، منحتنى قرشين ثمن الصحيفة ووعدتنى بمثلهما عند عودتى، سألتها ولماذا اليوم بالذات؟ قالت لأن أم كلثوم ستغنّى أغنية «إنت عمرى» مساء وأنا أريد أن أحفظ كلمات الأغنية قبل ذلك، وقالت إن جريدة الأخبار تنشر القصيدة التى تغنيها أم كلثوم فى عددها الصادر صباحاً. وذهبتُ إلى بائع الصحف الذى كان ينتظر وصول القطار المُحمّل بالصحف وعدت بالجريدة ورأيت فرحة فى عيون أختى وأخواتى وهى تقرأ القصيدة بصوت عال قبل أن تشدو بها أم كلثوم مساء.

كم نحن فى حاجة للشعر.

مختتم الكلام

ترجمتى رباعيات الخيام 

فَلْتسقِنى قلبى إليكِ مَشُوقُ/

هاتى شفاهكِ فالكؤوس تعوقُ

وتمتَّعى فغدًا سيصنعُ عظمُنا/

كأسـا لغانيةٍ ليُسـقَى صديقُ

الكونُ يرقصُ إذْ تمرُّ فتاتي/

والخمر يعزفُ مُطربا أشتاتى

اليوم ألهو فى الخميلة شاديا/

مَن ذا سيلهو عابثا برُفاتي؟

الكأسُ ذاك لكمْ تألَّم عاشقا/

مثلى وكان أسيرَ حُبِّ فتاةِ

هذى اليدُ اللاتى تُرى محنيةً/

كانت تضمُّ حبيبَها قُبُلاتِ

[email protected]