رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

محمود درويش الشاعر الأعظم لفلسطين يقول: وانتهت رحلتى فابتدأت وهذا هو الوقت ألا يكون لشكلك وقت، لم تكونى مدينة الشوارع كانت قبل وكان الحوار نزيفا وكان الجبل عسكريا وكان الصنوبر خنجرا ولا امرأة كنت.. كانت ذراعاك نهرين من جثث وسنابل وكان جبينك بيدر وعيناك نار القبائل.

محمود درويش كأنه يعيش بيننا الآن ليرى ويسجل المذابح الدائرة بين جيش الاحتلال الإسرائيلى والفلسطينيين والمذابح التى يشهدها شعب غزة البطل ومن بين شهدائه نساء وأطفال!.

محمود درويش كتب وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطينى التى تم إعلانها فى الجزائر فى ١٥ نوفمبر ١٩٨٨ هذه الوثيقة وقعها نيابة عن الشعب الفلسطينى ياسر عرفات وسليم الزعنون ومحمود درويش وزياد عبدالفتاح ومحمد صبيح ومحمود عباس وحكم بلعاوى.

من أعمق ما فى الوثيقة: لقد صاغ الشعب الفلسطينى هويته الوطنية وارتقى بصموده فى الدفاع عنها إلى مستوى المعجزة، فعلى الرغم مما أثاره سحر هذه الأرض القديمة وموقعها الحيوى على حدود التشابك بين القوى والحضارات من مطامع ومطامح وغزوات.. هكذا انفتح الجرح الفلسطينى الكبير على مفارقة جارحة فالشعب الذى حرك من الاستقلال وتعرض وطنه لاحتلال من نوع جديد قد تعرض لمحاولة تعميم الأكذوبة القائلة إن فلسطين هى أرض بلا شعب!

هذه الكلمات التى كنا نعتبرها خريطة وطن أصبحت مجرد كلام.! حتى مواثيق الأمم المتحدة لم تعد تجدى لأن المكيال العالمى ليس عادلاً ولم يكن أبدا فى يوم من الأيام ينحاز إلى الحق. اليوم وسط ما يحدث من مجازر ضد شعبنا البطل فى غزة وكل شبر فى الأرض المحتلة. نستعيد إحياء القصائد وقد تكون وحدها هى التى يمكنها أن تواجه وتعيد الصف العربى إلى مستواه. يقول درويش فى ديوان العصافير تموت فى الجليل: مدينتنا حوصرت فى الظهيرة مدينتنا اكتشفت وجهها فى الحصار.. لقد كذب اللون. لا شأن لى يا أسيرة يا شوارع إلا بأرقام موتاك كأنك طالعة من كتاب المراثى.

أنا الأرض والأرض أنت لا تغلقى الباب لا تدخلى فى الغياب.. للطباشير فوق الأصابع لون العصافير فى شهر آذار قالت لنا الأرض أسرارها.

[email protected]