رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القاتل أجبرها علي التسول

تفاصيل مقتل ضا سيدة الدويقة أمام أطفالها

بوابة الوفد الإلكترونية

أم الضحية:بنتي كانت بتقولي لي زوجي جبار ياأمي

الزواج أعتدي علي القتيلة بالضرب والعض

 

بدأنا على مدار الأسابيع الماضية فى صفحة «وراء الجريمة»، أولى متابعات الجرائم بشكل تحقيقى، واستعراض لاعترافات وأقوال الجانى والمجنى عليه، وشهود العيان وأسر الضحايا، واستكمالا وبحثا من جريدة «الوفد»، عن الحقيقة للتواصل مع طرفى كل قضية وحادثة أينما كانوا، للاستماع إلى وجهتى النظر، المتهم والضحية، نضع أقوال الطرفين امام القارىء والحكم له فى النهاية.

 لله يا محسنين.. استجدت المارة بهذه العبارة، وأراحت ظهرها على حائط قديم، تفكر فى أطفالها الأربعة، كيف تطعمهم بعدما تخلى زوجها عن عمله، واعتمد على أموال التسول، التى تأتى بها، غربت الشمس، وأفلت السيدة إلى منزلها، أخذ منها حصيلة اليوم، وانهال عليها بالضرب المبرح لتسقط قتيلة أمام صغارها فى منطقة الدويقة بالقاهرة.

رضا عزوز، 35 سنة، ربة منزل، لها نصيب من اسمها، تحملت من الهموم جبالًا، ومن تسلط زوجها، وقسوتها وجبروته، واعتدائه المتكرر عليها الكثير، كانت راضية بمعاناتها رافعة شعار «هستحمل عشان العيال»، لم تضحك لها الدنيا غير شهور فى بداية زواجها قبل 11 عامًا.

فى عام 2012 اجتازت رضا امتحانات الفرقة الثالثة فى كليتها، وبدأت تحضيرات السنة الختامية للسنة النهائية فى مسيرتها التعليمية، دق قلبها بحب ابن الجيران «محمد. ح» يعمل فى أحد مصانع الحديد، وعمره فى ذلك الوقت 30 سنة.

نشأت قصة عاطفية بين الشابين، وكانت رغبة الارتباط أقوى من رفض أسرتها المتكرر على خطبتها، لكن الحب كان أقوى وانصاعوا لاختيارها، وتم الزواج بين العاشقين.

حلاوة البدايات 

تقول الحاجة نادية دسوقى، 60 سنة، والدة المجنى عليها، لـ «الوفد»: عملنا الفرح ووصلت صغيرتى إلى بين زوجها، وكانت الأمور تسير على ما يرام، أخيرا ظفر كل منهما بالآخر، كان عشها الجديد شقة فى نفس العمارة.

وتابعت نادية: أنجبت ابنتى من زوجها 4 أطفال، واستمرت الحياة، وتحول العسل إلى حنظل، وارتفعت وتيرة الشجار بينهما تارة والشجار مع أولادى أخرى، لم نتحمل وغادرت أنا وأولادى للعيش فى مدينة 6 أكتوبر بالجيزة. 

وبعيون يعتصرها الألم، أكلمت الأم: كانت رضا تأتى إلى زيارتى، وترتمى فى حضنى وتبكى، وجسدها تورم من فرض البكاء، والكدمات توزعت فى وجهها، وتقول لى: «زوجى جبار يا أمى» بيضربنى ليل نهار، وأنا متحملة عشان الأولاد. 

والتقطت مروة، ابنة خالة رضا، ضحية الدويقة، أطراف الحديث، وتقول عرفنا بالصدفة، أنها بتشحت وتصرف على أطفالها، مروا بضائقة مالية، وعندما مارست رضا التسول، وكانت تأتى بأموال كثيرة، إلى زوجها، «محمد. ح»، ترك عمله، واعتمد على عمل زوجته الجديد.

وأشارت «مروة» إلى أن رضا كانت كوردة تفتحت فى شوارع منطقة الدويقة، اقتطفها زوجها المتسلط وأذهب ضياءها، وحولها لمتسولة تسأل الناس طعام أطفالها، متسائلة «فيه حد يقسو على أم أطفاله كده؟».

قبل عام تزوج عليها بأخرى، وأحضرها إلى نفس الشقة التى تقطن فيها رضا، عاشت معها وتكيفت مع الظروف الجديدة، لكن أبا أطفالها، لم يرحمها وأذاقها من العذاب ألوانًا، دون هوادة.

وعلى يسار «مروة» يجلس محمد عزوز شقيق المجنى عليها الصغير، 30 سنة، كان يستمع معنا لمعاناة شقيقته طيلة مدة زواجها، وأخرج منديلا سريعا، وجفف الدموع التى أوشكت أن تسقط، ليظهر متماسكا أمام والدته وابنة خالته، ويردد «قتلها ليه؟». 

وأردف شقيق المجنى عليها: قبل 18 يوما من الجريمة جاءت إلى منزلنا فى 6 أكتوبر، وانهارت باكية، كأنها تغسل نفسها بدموعها، دون البوح بأى تفاصيل عن سبب اعتدائه عليها فى هذه المرة.

ليلة دامية 

وفى منتصف الليل، انهال «محمد. ح»  على زوجته بضربات متفرقة فى الرأس، وعض قدميها وكتفها، لتخرج مندفعة إلى الخارج حافية بملابس المنزل، وتهرول إلى إحدى سيارات المكيروباص أن ينطلق بسرعة، قبل لحاق زوجها بها قائلة «جوزى ضربنى ولو مسكنى هيقتلنى».

انطلق السائق بأقصى سرعة، وارتخت أعصاب السيدة، بعدما شعرت بضيق تنفس لتفقد الوعى، توقف قائد الميكروباص، أمام صيدلية محاولا أن يسعف رضا، فأخبره الصيدلى أن ينقلها إلى أقرب مستشفى لأن السيدة تصارع الموت.

 غيبوبة لمدة شهر 

وأكمل حديثه: دخلت المستشفى وشخصها الأطباء بأنها فى حالة غيبوبة، ومصابة بكسر فى عظام الجمجمة، ونزيف فى المخ، واضطراب بدرجة الوعى وفشل بوظائف التنفس.

توفيت شقيتى بعد مكوثها 30 يوما فى المستشفى، تصارع بين الحياة والموت، لتفيض روحها إلى بارئها على يد زوجها، ويكتب الفصل الأخير فى قصة فتاة الدويقة رضا عزوز.

تلقى قسم شرطة منشأة ناصر إخطارًا من المستشفى، يفيد بوصول ربة منزل تدعى «رضا. عزوز» مصابة بكسر فى الجمجمة وفاقدة الوعى، وبالانتقال والفحص تبين أن المجنى عليها فاقدة للوعى.

وبإجراء التحريات اللازمة تبين أن زوجها وضرتها وراء التعدى على المجنى عليها، وبعد وصولها للمستشفى تم عمل اللازم، تحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.

وبناءً على أمر ضبط وإحضار المتهمين من النيابة عقب تحديد هوية السيدة وأسرتها، تم ضبط الزوج المتهم، وحبسه لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، ويجرى تكثيف الجهود لضبط الزوجة الثانية.

اعترافات المتهم 

أنكر المتهم فى البداية اتهامه بقتل زوجته، قائلاً: أسرتها هم اللى قتلوها عشان ميراث.

وبسؤاله عن مكان تواجد أسرته وقت الجريمة، أقر أنها خرجت من منزله فى الدويقة بالإصابات المذكورة فى التقرير الطبى، كسر فى الجمجمة، وكدمات متفرقة فى جميع الجسد، وأمرت الجهات المعنية بتجدد حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات.