رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

التاريخ يشهد على أن جماعة الإخوان وكل الحركات الإرهابية المشتقة منها، من النائمة إلى القائمة إلى الهائمة، تكره الشعب المصرى وتتشفى فى عثراته، وتسعى لتحويل أفراحه إلى أحزان، منذ نشأتها عام 1928 حتى هذا اليوم، وما زال ذيولها المستفيدون منها ومن مموليها يتساءلون عن أسباب رفض المصريين التصالح مع هذه الجماعة، ويتساءلون أليس مصر وطناً للجميع كما يقول الدستور، ألا يحق للإخوان المشاركة فى الحوار الوطنى بصفتهم فصيلًا فى المجتمع؟ ولكن الشعب المصرى لا ينسى ولا يغفر لمن أسالوا الدماء البريئة التى ما زالت تتساءل بأى ذنب قتلت؟.. لن يغفر الشعب ولن يسامح الذين رفعوا السلاح فى وجه الوطن، وفى وجه أبنائه ومارسوا ضده الخيانة الفاجرة فى عز النهار فى محاولة لإجباره على الركوع، والاستجابة لشهواتهم التى تتلذذ بالدماء وتنمو على الغدر وهى تقف فى خصام وصدام مع الوطن لتحقيق أهدافها الضيقة على حساب سمعة الوطن واستقرار وأمن شعبه.

التاريخ يسجل كل شىء، لا يغفر، ولا ينسى، ولا يجامل، فى مثل هذا اليوم السادس من أكتوبر عام 1981، اغتالت الجماعة الإسلامية، الزعيم أنور السادات بطل الحرب والسلام وهو يحتفل مع المصريين وأبنائه من القوات المسلحة بالذكرى الثامنة لنصر أكتوبر، كان السادات يشاهد العرض العسكرى بأرض المعارض بمدينة نصر ومعه بعض القادة، وإذ بطلقات الغدر تصوب نحو صدره ليلقى ربه شهيدا.

وفى مثل هذا اليوم أيضا السادس من أكتوبر. ولكن عام 2012، استكملت جماعة الإخوان والإخوان المسلمين وباقى الحركات الإرهابية حلقة التشفى فى المصريين، واحتفلوا بقتل السادات مرة أخرى فى الذكرى 39 لنصر أكتوبر، فى الذكرى الأولى عام 81 حولوا النصر إلى مأتم باغتيال السادات، وفى عام 2012 احتفل الإخوان على طريقتهم بدعوة قتلة السادات لحضور احتفالات أكتوبر، للتقليل من النصر، حيث كان الإخوان فى السلطة من خلال «الكومبارس» محمد مرسى عندما قفز الإخوان على السلطة مستغلين حالة السيولة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التى كانت عليها مصر بعد ثورة 25 يناير، حيث وصلوا إلى السلطة عن طريق الترغيب والترهيب ونظرية الزيت والسكر، واللعب على ظروف الشعب المصرى الذى سرعان ما كشف حقيقة هذه الجماعة الإرهابية التى جاءت لإسقاط الوطن وليس لحكمه، ولتشريد الشعب وليس للحفاظ على أمنه وكرامته، ولتقسيم مصر وليس لحماية استقلالها، وكان مصير هذه الجماعة خروج ملايين المصريين إلى الميادين لإسقاطها وطردها من السلطة فى ثورة 30 يونيو 2013 بعد عام من بقائها فى السلطة.

الرئيس الإرهابى، الإخوانى، الكومبارس احتفل بذكرى نصر أكتوبر عام 2012 مع أهله وعشيرته نيابة عن الشعب المصرى وقيادات نصر أكتوبر الذين تجاهل دعوتهم، والمفاجأة الصادمة، أن قتلة الزعيم السادات صاحب نصر أكتوبر، جلسوا على المنصة الرئيسية يتقدمون المدعوين. كان مرسى قد أفرج عن حوالى 55 إرهابيا من أعضاء الجماعة الإسلامية الذين كانوا يقضون عقوبة السجن من بينهم أربعة محكوم عليهم بالإعدام، وهذه الخطوة من جانب مرسى شجعت الإرهابيين فى سيناء على الظهور مجددا فى محاولة للسيطرة على أرض الفيروز، كما قام مرسى بمكافأة أحد قتلة السادات بالتعيين فى مجلس الشورى.

كان مرسى قد ألقى خطابًا فى ستاد القاهرة يوم السادس من أكتوبر عام 2012 جاء فى مقدمته أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة، وكأنه زعيم شعبى يتحرك فى موكب مفتوح، كان يخطب فى مجموعة منتقاة من العشيرة والقبيلة، وغالبية الحضور من جماعته، وكأنه بطل من أبطال حرب أكتوبر رغم أنه لم يشارك فيها من الأساس. برر أحد المتهمين باغتيال السادات والذى حضر الاحتفال بدعوة من مرسى بعد الافراج عنه من السجن جريمة قتل البطل بأنها لإقامة ثورة إسلامية، وكانت الخطة قتله عام 84 وليس 81، مما يمنح جماعته مزيدا من الوقت للاستعداد للثورة الإسلامية، ولكن حملة اعتقالات سبتمبر جعلتهم يعجلون بقتله.

رحم الله الزعيم أنور السادات، وكل شهداء حرب أكتوبر الذين أعادوا الكرامة لمصر، وجعلوا الشعب يرفع رأسه بعد محو هزيمة 67، وتلقين الجيش الإسرائيلى درسًا مازال يدرس فى الأكاديميات العسكرية العالمية، وتبًّا لجماعة الإخوان وكل الحركات المنشقة منها، لأنهم مازالوا يكرهون الخير لمصر وينكرون انتصارها فى أكتوبر، ومازالوا يقللون منه، ويسدون آذانهم حتى من سماع الشهادات الأجنبية التى تشيد بالجندى المصرى الذى حقق المعجزات. فى مثل هذا اليوم منذ 50 عاما.