رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قديماً كان الناس يُوقِفون بعض أموالهم وأرضهم وحدائقهم لأعمال الخير، وكان الوقف يسهم فى إقامة المدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والأسبلة والصرف على طلبة العلم المحتاجين، وهذا من أجمل الصدقات حين يحس الأغنياء بأهمية التبرع وضرورة أن يشعر المجتمع بأنه متماسك وأن الغنى يشعر بآلام الفقير ويسد حاجته دون مَنٍّ ولا أذى ولا إحراج، فلا يلجأ إلى تصوير المحتاج ونشره وكأنه يتسوّل به أو يفاخر بعطائه رياءً وتكبراً.. آمل أن تُكَلَّف جهة ما بدراسة وتحليل قلة الإيقاف فى عصرنا؛ ما أسبابه؟ وكيف نعمل على تشجيعه، فنحن فى حاجة إلى أن يتبرع الأغنياء بجزء من أرباحهم فى إنشاء مستشفيات ومدارس وإيفاد طلاب نابهين إلى الخارج على نفقتهم لينالوا الماجستير والدكتوراه وإنشاء جامعات لا تهدف إلى الربح، وهل نسينا أن أرض جامعتى القاهرة وعين شمس وبعض مبانيها كانتا وقفاً من مصريّتيْن فى عهد الملكية؟ لماذا لا نرى هذه الأمثلة الآن؟ لماذا لا ينفق أغنياؤنا وبنوكنا وشركاتنا ومصانعنا على البحث العلمى كما نرى فى الخارج؟ إن أكبر مؤسسة علمية بحثية فى ألمانيا همبولت Humboldt التى يطلقون عليها نوبل أوروبا هى فى الأصل وَقْفٌ من العالم ألكسندر فون همبولت وما تزال تنفق على الباحثين ومعاملهم البحثية فى كافة التخصصات ومن جميع الجنسيات، وقد شرفتُ بنيْلها، وكم أعجب عندما رأيت بعض المتاحف العالمية وهى وقْف خاص ينفق الأغنياء عليه تشجيعا للفن والموهوبين، وكم أتحسر عندما أرى كتبا قيّمة نُشرت فى عهد الملكية على نفقة الأعيان وليست على نفقة الدولة! هل تمكن البخل من النفوس أو أنهم يخشون من الضرائب أو عدم اقتناع بالوقف والقائمين عليه؟

الدراسة ستجيب عن هذه الأسئلة التى طرحتُها مؤملا أن يزدهر الوقف لأننا مُستخلَفون على الأموال فهى عارية وما كان بيدك ومُلكك اليوم سيصير لغيرك غدا،

فاجعل لنفسك قبل موتك ذكرها

فالذكر للإنسان عمر ثانِ

• مختتم الكلام:

قال المتنبى فى وصف الحمى:

وَزائِرَتى كَأَنَّ بِها حَياءً/ فَلَيسَ تَزورُ إِلّا فى الظَلامِ

بَذَلتُ لَها المَطارِفَ وَالحَشايا/  فَعافَتها وَباتَت فى عِظامى

يَضيقُ الجِلدُ عَن نَفسى وَعَنها/  فَتوسِعُهُ بِأَنواعِ السِقامِ