رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

هذا الأسبوع هو أسبوع الكلام بامتياز فى نيويورك، حيث يقع مقر منظمة الأمم المتحدة باعتبارها المنظمة الدولية الأم فى العالم. 

ففى النصف الثانى من سبتمبر فى كل سنة تنعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة، التى تضم فى عضويتها ١٩٣ دولة هى كل دول العالم، أما مجلس الأمن فى المنظمة نفسها فيظل جهازها الأعلى، ويظل يدها النافذة فى أنحاء الأرض من خلال أعضائه الخمسة الدائمين. 

تاريخياً كانت الأمم المتحدة التى نشأت فى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية قد ورثت منظمة عصبة الأمم، التى كانت بدورها قد قامت فى أعقاب الحرب العالمية الأولى. وليس معروفاً ما إذا كانت مرحلة ما بعد الحرب الروسية الأوكرانية سوف تكون فى حاجة إلى منظمة دولية ثالثة أم لا، ولكن هذا مرهون بنهاية الحرب وعندها سنرى ماذا سيكون. 

ولا تزال منظمة الأمم المتحدة مدعوة إلى أن تكون على غير ظن جون بولتون، مندوب الولايات المتحدة الأمريكية، أيام إدارة الرئيس جورج بوش الابن، كان بوش قد قرر إرسال بولتون مندوباً لبلاده إلى مقر المنظمة فى نيويورك، وكان لابد أن يوافق الكونجرس الأمريكى على ذلك، فلما أحس ساكن البيت الأبيض بأن الكونجرس سيرفض، استغل فترة الإجازة التى يحصل عليها أعضاء الكونجرس فى الصيف وأرسله خلالها! 

وتلك كانت معركة داخلية بين بوش الابن والكونجرس، ولكن بولتون عندما ذهب إلى مقر المنظمة الدولية راح يتطلع إلى مبناها الذى يتكون من ٣٨ طابقاً ثم قال: لو أزيلت من هذا المبنى عشرة طوابق فلن يشعر العالم بأن شيئاً قد اختلف! وقد فسر كثيرون عبارته على أنها رأى إدارة بوش الابن فى مدى جدوى الأمم المتحدة، وفسرها آخرون على أنها مجرد رأى شخصى من جانب بولتون، وأنها لا تعكس وجهة نظر الولايات المتحدة فى المنظمة الأم فى العالم. 

ومن يومها تجد عبارة بولتون حاضرة أمامك بنصها أو بمعناها، كلما عجزت المنظمة عن حل مشكلة من المشكلات الكبيرة التى تعصف بالعالم فى كل اتجاه. ففى ميثاق نشأتها عام ١٩٤٥ أنها قامت لحفظ السلام والأمن الدوليين، ولكن الواقع أنه لا سلام يعرفه العالم فى الكثير من بلاده ولا أمن، كما أن المنظمة تقف متفرجة لا حول لها ولا قوة! 

ومَنْ يدرى، ربما ينفخ الله فى المنظمة هذه السنة، فينقلب أسبوع الكلام السنوى إلى أسبوع للفعل ويهدأ العالم، وتنطفىء النار المشتعلة فى أكثر من ركن من أركان الأرض، ولا تكون نظرة بولتون وهو يتطلع إلى المبنى فى محلها.