رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

انتصرت مصر على الإرهاب بالمواجهة الأمنية والتنمية، وهو جهد مشترك بين الجيش والشرطة والشعب المصرى، وقدمت مصر نموذجاً تاريخياً فى ملف مكافحة الإرهاب عندما حاربته فى الداخل لخفض وتيرة العمليات الإرهابية التى ارتفعت لدرجة غير مسبوقة بعد 30 يونيو رداً على سقوط جماعة الإخوان الإرهابية، كما حاربته فى الخارج نيابة عن المجتمع الدولى، وحذرت من مخاطره، وأكدت أن الإرهاب ليس له دين ولا وطن، وأنه يضرب فى كل مكان لتحقيق أهدافه الإجرامية وفى مقدمتها تفتيت الدول ووضع المواطنين فى مواجهة بعضهم وخاصة فى مصر لإحداث الفتن الداخلية ليسهل لهم السيطرة على الدولة.

كان لسيناء النصيب الأكبر من العمليات الإرهابية التى شنتها التحالفات الإرهابية الممولة من الخارج، حيث وضعها الإخوان فى قلب خطة إرهاق الأمن المصرى، واعتبروها «بوابة الأحلام» للعودة إلى الحكم، كما كانوا يتوهمون! وعاملت الدولة بعد عام 2014 بأنه أخطر التحديات التى تقوض مصر نحو تحقيق الاستقرار والتنمية، وبذلت مصر جهودا مضنية من أجل الانتصار فى هذا الملف. اعتمدت مصر فى خطتها لمكافحة الإرهاب والتطرف، وقدمت خلالها تضحيات كبيرة من خيرة أبناء الوطن، ركزت بشكل أساسى على الضربات الأمنية وملاحقة العناصر الإرهابية، وفى الوقت ذاته شرعت فى تنمية المناطق المتطرفة والصحراوية التى استغلتها تلك التنظيمات وفى مقدمتها شمال سيناء، لتنفيذ عملياتها.

كما نفذت القوات المسلحة خططًا محكمة وضربات استباقية مكثفة على مواقع التنظيمات الإرهابية، ونجحت العملية الشاملة سيناء 2018 فى القضاء على المرتكزات الجغرافية الإرهابية، وكذلك ضبط قيادات تلك الجماعات وتقليص موارد تمويليهم.

ساهم نجاح مصر فى ملف مكافحة الإرهاب بشكل كثير فى تحقيق الاستقرار والتنمية فى الداخل، كما انعكس على قدرة مصر للعودة إلى لعب دورها الإقليمى والدولى كقوة راسخة فى محيطها، كما ساعد هذا النجاح فى رغبة بعض الدول فى العودة للتقارب مع مصر.

يعتبر أهم عوامل نجاح التجربة المصرية فى مكافحة الإرهاب، هو أن الجماعات الإرهابية استغلت على مدار السنوات الماضية التهميش الذى عانت منه مناطق مثل سيناء، وكونت مرتكزات لها فيها وأخضعتها لتكون مسرحا لعملياتها، لكن انتباه القيادة المصرية لأهمية تنمية سيناء وانطلاق مشروعات قومية عملاقة بإعادة تأهيل البنية الأساسية وتدشين المصانع ومرتكزات الخدمات فى مناطق عدة بشمال سيناء، نجح بشكل كبير إلى جانب الضربات الأمنية فى دحر منظومة الإرهاب. كما أولت مصر اهتمامًا كبيراً بأهالى سيناء عن طريق تقديم أفضل الخدمات لهم كأولوية فى أجندة عمل الدولة مما ساعد على تحسين بيئة الانتماء والمواطنة.

لم تعتمد مصر القوة العسكرية كرادع قوى للإرهاب، لكنها وصفت القوة الاقتصادية والبشرية، وملف التنمية، وتجديد الفكر، ورعاية المواطن كركائز أساسية لم تغفل عنها يوما فى ظل حربها الضروس ضد الإرهاب وممولية، وحققت نجاحين فى القضاء على الإرهاب وتحقيق التنمية على طريق يد تبنى ويد تحمل السلاح.