رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المخطط ما زال قائمًا، يتغير ويتمحور طبقا للظروف والمعطيات السياسية، وسيظل قائمًا ‏باستمرار، ولن ينتهى إلا عندما تستطيع مصر استرجاع مجد إمبراطوريتها المفقود منذ ‏‏3500 عام، ما بين الأمس واليوم ستظل مصر رحم المخاض والقذف لقوة تتوارى وأخرى ‏تولد، والسبب أنها حجر الزاوية الجغرافى لقارات العالم والدرب والطريق للوصول إلى ما ‏يساهم ويساعد الآخرين فى أن يصبحوا أقوياء أو العكس.‏

والآن تشتد الحرب ما بين نظام عالمى تتمخض عنه الأحداث، ونظام عالمى يتوارى يقاوم ‏تلك الأحداث ويرفض أن يستسلم أو يتراجع إلا بمزيد من وقوع أحداث، وفى وسط ذلك تظل ‏مصر هى الساحة للمبارزة ما بين النظامين، فالنظام الذى يتوارى يحاول تدميرها والنظام ‏القادم يحاول الاستفادة من انضمامها له، وكلمة السر تكمن فى طريق الحرير الصينى والذى ‏أعلنت عن إحيائه الصين منذ عشر سنوات، ذلك الطريق له نقاط ارتكاز جغرافية برى ‏وبحرى، وفى كل ذلك ستكون الدول صاحبة تلك النقاط قوة شاملة كما كان فى القديم، وقناة ‏السويس المصرية وامتداد سواحل البحار المصرية يمثلان أهم مرتكزات طريق الحرير ‏الصينى، ومنه ستكون مصر المركز اللوجستى الأقوى فى العالم.‏

ومن هنا جاء انضمام مصر إلى مجموعة دول البريكس، ضربة قاسمة وموجعة للنظام ‏العالمى الذى يتوارى بقيادة أمريكا التى اعتبرته تمردا على التبعية التى صنعتها سياسات ‏السادات ومبارك، ومن خلال ذلك حدثت الهيمنة الأمريكية على جميع ثروات وموارد دول ‏المنطقة، ومن تلك اللحظة اشتد المخطط على مصر وتقابلت أهداف الأعداء والأصدقاء التى ‏هى أن تكون مصر ما بين الموت والحياة، وتظل خاملة ساكنة فقيرة مريضة تستجدى المنح ‏والمعونات، لأن قوتها ستعنى امتلاكها القرار السياسى المؤثر فى العالم.

وبما أن طريق الحرير الصينى هو المشروع العالمى القوى القادر على عزل أمريكا فيما وراء ‏البحار، والتحكم فى أوروبا عبر بوابة القرم والبحر الأسود، فجاء سيناريو المخطط على مصر ‏بشكل مختلف، لمحاولة ضرب طريق الحرير وعزل مصر عن أوروبا وآسيا، وذلك ما تم ‏الإعلان عنه على هامش قمة العشرين  فى نيودلهى التى انتهت فاعليتها منذ أيام «تطوير ‏ممر جديد للسفن والسكك الحديدية يربط الهند بالشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط» ‏من خلال مذكرة تفاهم اتفق عليها القادة بمن فيهم الرئيس الأمريكى ورئيس الوزراء الهندى ‏وولى العهد السعودى الذى أعلن عن المشروع‎.‎‏ سيمتد الممر المقترح ‏عبر بحر العرب من الهند إلى الإمارات العربية المتحدة، ثم يعبر المملكة العربية السعودية ‏والأردن وإسرائيل قبل أن يصل إلى أوروبا، وبصرف النظر عن التفاصيل الفنية أو المالية ‏والزمنية للمشروع، لكن فى الأخير هى رسالة قوية بأن مصر تواجه حربا شرسة وعلينا جميعا التوحد خلف القيادة السياسية.

[email protected]