رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

يواجه بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، مشكلة كبيرة فى علاقته مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما لم يسبقه إليه رئيس وزراء إسرائيلى من قبل. 

فلقد جرت العادة على أن يستقبل البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلى الجديد بمحرد انتخابه، ولكن ما حدث مع نتنياهو كان استثناءً لامثيل له فى تاريخ العلاقة بين البلدين؛ لأنه رغم مرور ما يقرب من السنة على مجيئه رئيساً للحكومة، فإنه لم يذهب إلى لقاء مع الرئيس الأمريكى حتى اللحظة. 

وهو لم يشأ أن يخفى ضيقه من هذه المسألة، وكان ولا يزال يعبر عن مدى الضيق الذى يحس به، كلما وجد فرصةً مناسبة.. وقد بلغ به الأمر الى حد أنه حذر وزراء فى حكومته، كانوا فى زيارة للولايات المتحدة للقاء مع منظمات يهودية، من عقد أى لقاء مع أى مسئول فى إدارة بايدن! 

وفى المقابل بلغ الضيق منه على الجانب الأمريكى، إلى حد أن بايدن استقبل الرئيس الإسرائيلى إسحاق هرتسوج فى البيت الأبيض فى يوليو، وهذا ما لم يحدث من قبل؛ لأن صاحب السلطة الفعلية فى إسرائيل هو رئيس الحكومة لا رئيس الدولة. 

وقد حاول نتنياهو من جانبه أن يغيظ إدارة بايدن، فأشاع أنه تلقى دعوة من الحكومة الصينية لزيارة بكين، وأن مكتبه يعمل على اختيار الوقت المناسب لها، ولكن حتى هذه الطريقة لم تكن مجدية، لأنه لم يجد لما أشاعه صدى فى واشنطن! 

والسبب طبعاً هو برنامجه الذى يتبناه لإصلاح القضاء، والذى لا يهدف لإصلاح القضاء كما يتحدث عنه، فالهدف هو البقاء فى السلطة لأطول فترة ممكنة، وقد تسبب البرنامج ولا يزال فى انقسام عميق داخل إسرائيل، ولا يزال نتنياهو يتمسك به لأقصى درجة، رغم نصائح جاءته من إدارة بايدن بالتوقف عما يفعله وإلغاء برنامج الإصلاح. 

آخر الأخبار أن بايدن سيلتقى به على هامش اجتماعات الأمم المتحدة فى نيويورك، وهى اجتماعات تنعقد فى النصف الثانى من هذا الشهر فى كل سنة. ومعنى اللقاء بهذه الطريقة أنه لقاء عابر، وليس لقاء من النوع الذى عاش نتنياهو يحلم به ويريده، ولكن يبدو أنه لا بديل آخر أمامه. 

ولأن مصائب نتنياهو منذ أن أعلن عن برنامج الإصلاح إياه لا تأتى فرادى، فإن الطيارين العاملين فى شركة طيران العال الاسرائيلية أعلنوا أنهم لن يقودوا طائرته الى نيويورك، وقد فعلوها من قبل فى رحلة له الى روما، وفى رحلة أخرى الى باريس، ولكن امتناعهم هذه المرة سيكون أوقع وأشد فى نفسه من كل مرة سابقة. 

كل هذا وهو متمسك ببرنامجه «الإصلاحى» بكل قوة، وكأن بقاءه فى منصبه مسألة حياه أو موت، ولا تفسير لحالته سوى أنه «ذاق حلاوة السلطة» كما كان مؤرخو دولة المماليك يقولون عن حكامها.